الجزائر وعُمان: توافق استراتيجي وشراكة تتجدد في الجزائر
صدر مساء اليوم الاثنين، البيان المشترك لزيارة الدولة التي قام بها السلطان هيثم بن طارق إلى الجزائر، حسبما أفاد به بيان للرئاسة. زيارة دولة تؤكد متانة العلاقات الثنائية قام السلطان هيثم بن طارق، سلطان عُمان، بزيارة دولة إلى الجزائر، يومي 04 و05 ماي 2025، مرفوقاً بوفد رفيع المستوى، تلبية لدعوة كريمة من لدن رئيس الجمهورية [...] ظهرت المقالة الجزائر وعُمان: توافق استراتيجي وشراكة تتجدد في الجزائر أولاً على الحياة.

صدر مساء اليوم الاثنين، البيان المشترك لزيارة الدولة التي قام بها السلطان هيثم بن طارق إلى الجزائر، حسبما أفاد به بيان للرئاسة.
زيارة دولة تؤكد متانة العلاقات الثنائية
قام السلطان هيثم بن طارق، سلطان عُمان، بزيارة دولة إلى الجزائر، يومي 04 و05 ماي 2025، مرفوقاً بوفد رفيع المستوى، تلبية لدعوة كريمة من لدن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون.
في مستهل الزيارة، رحب الرئيس تبون بأخيه السلطان هيثم بن طارق، مشيداً بهذا اللقاء المتجدد الذي يعكس علاقات الأخوة والتعاون وروح التضامن التي تجمع الشعبين الشقيقين الجزائري والعماني.
ومن جانبه، عبّر السلطان هيثم بن طارق عن سعادته بزيارة الجزائر وعن شكره لحفاوة الاستقبال الذي حظي به والوفد المرافق له، منوهاً عالياً بالعلاقات الوطيدة التي تجمع الشعبين الشقيقين، وما يميزها من روابط تاريخية وثقافية وتضامنية ومصير مشترك.
محادثات معمقة وتوافق في الرؤى
أجرى قائدا البلدين محادثات معمقة وبناءة على انفراد تناولت العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، وكذا التشاور حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
كما ترأسا اللقاء الموسع الذي جمع وفدي البلدين، في جو سادته روح الأخوة والتوافق والانسجام.
تعزيز التعاون في ضوء الزيارات السابقة.. آفاق رحبة للشراكة الاقتصادية
وقد أشاد قائدا البلدين بالمسار الذي قطعته هذه العلاقات في السنوات الأخيرة، والتي تعززت بعد زيارة الدولة التي قام بها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، إلى مسقط في الفترة من 28 إلى 30 أكتوبر 2024، وانعقاد الدورة الثامنة للجنة المشتركة بالجزائر يومي 11 و12 جوان 2024، منوهان بالخطوات التي قام بها الطرفان تنفيذاً لمخرجات تلك الزيارة ولما تم الاتفاق عليه خلال اللجنة المشتركة، مؤكدين على مواصلة العمل لتعزيز علاقات التعاون والشراكة والارتقاء بها إلى آفاق رحبة تعكس الإرادة التي تحذوهما، وبما يتوافق والإمكانيات التي يزخر بها البلدان.
تشجيع مشاريع استراتيجية مشتركة
ففي مجال الاستثمار، عبّر الجانبان عن تشجيعهما للمشاريع الاستثمارية المشتركة للقطاعين العام والخاص، والتي ستضاف إلى سجل الشراكة الناجحة في إنتاج المخصبات والأسمدة والأمونياك واليوريا، بالمنطقة الصناعية بأرزيو، بقيمة 2.4 مليار دولار.
كما أشادا بالاتصالات الجارية لتجسيد مشاريع في مجال صناعة السيارات والطاقة والأدوية وغيرها، وطالبا بالتعجيل بتجسيدها وضرورة استكشاف مجالات أخرى للشراكة والتعاون وتبادل المنافع والمصالح بين البلدين الشقيقين.
الصندوق الجزائري العماني للاستثمار أداة داعمة للتنمية
وثمّن الجانبان إنشاء “الصندوق الجزائري العماني للاستثمار” باعتباره أداة لتمويل الاستثمارات المشتركة بين البلدين الشقيقين، والرفع من حجمها وضمان تنوعها وتوسعها لكافة المجالات.
دفع المبادلات التجارية وتنظيم الفعاليات الاقتصادية
وبخصوص المبادلات التجارية، أسدى القائدان توجيهاتهما السامية لتكثيف الجهود المشتركة من أجل الرفع من حجمها وتطويرها باستغلال القدرات الاقتصادية والتجارية المتوفرة لدى البلدين.
ونوها، في هذا السياق، بمخرجات ندوة رجال الأعمال المنعقدة بالجزائر بتاريخ 11 جوان 2024، والتي حضرها رجال الأعمال والشركات من البلدين. كما نوها باختيار سلطنة عمان ضيف شرف للطبعة 56 لمعرض الجزائر الدولي من 23 إلى 28 جوان 2025، وباختيار الجزائر ضيف شرف النسخة السابعة لمعرض عمان للزراعة والثروة السمكية والغذاء (Oman Agrofood) من 01 إلى 03 ديسمبر 2025.
توقيع مذكرات تفاهم لتعميق التعاون القطاعي
كما رحب الجانبان بالتوقيع على مذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية للتعاون في مجال العدل والشؤون القانونية والاستثمار والزراعة والثروة السمكية والصناعة الصيدلانية والطاقة والمنجم والعمل والتشغيل.
روابط ثقافية وإنسانية متينة
كما أشاد القائدان بعمق الروابط الإنسانية التاريخية والثقافية التي تجمع الشعبين الشقيقين، وأشادا بالدور المتميز الذي تضطلع به الجالية الجزائرية في سلطنة عمان ودورها في تعزيز العلاقات الثنائية.
مواقف منسقة حول القضايا الإقليمية والدولية.. دعم العمل العربي المشترك
وفي ما يتعلق بالقضايا التي تهم البلدين على الساحتين الإقليمية والدولية، تبادل القائدان وجهات نظرهما حول مستجداتها، مؤكدين حرصهما على العمل على تنسيق مواقف بلديهما، بما يتماشى ومبادئ سياستهما الخارجية، وبما يخدم مصالحهما ومصالح الأمتين العربية والإسلامية، ويعزز دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
فيما يخص الأوضاع في العالم العربي، أكد القائدان على ضرورة مواصلة العمل، بالتنسيق مع أشقائهم العرب، سواء على المستوى الثنائي أو ضمن إطار جامعة الدول العربية، لتعزيز مسيرة العمل العربي المشترك ولمواجهة التهديدات والتحديات المتعددة الأوجه التي تهدد أمنها واستقرارها.
القضية الفلسطينية في صلب الاهتمام المشترك
كما تطرق القائدان إلى الأوضاع المأساوية في فلسطين، وعبّرا عن استهجانهما واستنكارهما الشديدين لحرب الإبادة وسياسة الأرض المحروقة التي تنتهجها سلطات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وما خلفته من مآسي غير مسبوقة، فضلاً عن الدمار المروع الذي طال البنية التحتية الحياتية من مستشفيات ومدارس ودور العبادة. وطالبا المجتمع الدولي، لاسيما مجلس الأمن، للاضطلاع بمسؤولياته لوقف فوري للحرب على غزة، وإيجاد تسوية شاملة وعادلة للقضية الفلسطينية على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبدأ حل الدولتين، بما يكفل للشعب الفلسطيني إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس.
إشادة بالدور الدبلوماسي الفاعل للطرفين
وقد أشاد الجانب العماني بالمساعي الحثيثة والجهود المكثفة التي تقوم بها الجزائر دفاعاً عن القضية الفلسطينية في مجلس الأمن باعتبارها عضواً فيه، ممثلاً عن المجموعة العربية.
ونوه الجانب الجزائري بالدور البناء الذي تضطلع به سلطنة عمان للتوسط بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، مشيداً بالنهج الذي تتبناه الدبلوماسية العمانية في حل الخلافات بالطرق السلمية والحوار والاحتكام إلى الحكمة لفض النزاعات الإقليمية والدولية.
ظهرت المقالة الجزائر وعُمان: توافق استراتيجي وشراكة تتجدد في الجزائر أولاً على الحياة.