الجند المهزوم ينتقم من المباني في غزة!!
شروع الاحتلال الصهيوني في تدمير ما تبقى من مبان في مدينة غزة في هذه المرحلة من تاريخ عدوانه إنما يدل على حالة يأس وعَمى أخيرة أكثر مما يدل على عزم مزعوم لحسم المعركة كما ادعى أكثر من مرة! لم يعد بإمكان الجنود الصهاينة الانتصار على الأرض، فهم مُحبَطون من العودة إلى نفس المكان بعد زعمهم […] The post الجند المهزوم ينتقم من المباني في غزة!! appeared first on الشروق أونلاين.


شروع الاحتلال الصهيوني في تدمير ما تبقى من مبان في مدينة غزة في هذه المرحلة من تاريخ عدوانه إنما يدل على حالة يأس وعَمى أخيرة أكثر مما يدل على عزم مزعوم لحسم المعركة كما ادعى أكثر من مرة!
لم يعد بإمكان الجنود الصهاينة الانتصار على الأرض، فهم مُحبَطون من العودة إلى نفس المكان بعد زعمهم القضاء على المقاومة فيه لِعدة مرات… لذلك لجأوا إلى العدوان جوا بأفتك ما لديهم من صواريخ لعلهم يسترجعون بعض الثقة في النفس بعد أن هَزَم رجال المقاومة الأبطال، جنودهم المُحبَطين في الميدان وحَطَّموا آلياتهم المُزنجَرة وحاملات جنودهم الواحدة بعد الأخرى، وقبل ذلك حطّموا معنوياتهم وسَعيهم لتحقيق نصر حاسم من دون جدوى…
كل التقارير الإعلامية بما في ذلك الإسرائيلية ذاتها تشير إلى حالة إحباط واسعة تسري بين الجنود الصهاينة في ظل حرب تبدو بلا نهاية وبلا هدف سوى التدمير والقتل والإبادة والتجويع.. تصريحات عشرات الجنود التي يتم التكتم عنها، والتي تتناقلها مواقع التواصل الاجتماعي، تفضح هذا الواقع وتُبيِّن أن هذا الجيش الذي يزعم القوة المطلَقة هو في الواقع مهزوم من الداخل. وسيأتي اليوم الذي سينهار فيه ويعود إلى حجمه الطبيعي كقوة جوية فحسب أو يتفكك من تلقاء نفسه بعد التآكل المستمر الذي بدأ يعرفه اليوم.
تُشير الإحصائيات إلى هبوط حاد في أعداد جنود الاحتياط وزيادة كبيرة في حالات رفض الالتحاق بجبهات القتال تصل إلى 100 ألف رفض خدمة في المدة الأخيرة. فحسب مجلة 972+ الاسرائيلية الالكترونية، تصل نسبة جنود الاحتياط الذين أصبحوا يرفضون الالتحاق بالجيش إلى 50%! ويتوقّع أن تزداد هذه النسبة في الأشهر القادمة.
كما تدل الإحصائيات المتعلقة بالحالة النفسية للجنود والضباط إلى تَزايد شعورهم بالإحباط المستمر وبلا جدوى هذه الحرب، وليس أدل على ذلك من ارتفاع حالات الانتحار بينهم من سنة إلى أخرى. في الثلاثي الأول من سنة 2023، أي بعد معركة طوفان الأقصى مباشرة انتحر 7 جنود، وارتفع العدد سنة 2023 إلى17 جنديا وضابطا، وأصبح 24 جنديا وضابطا سنة 2024، وبلغ لِحد الفصل الثالث من هذه السنة 18 حالة انتحار موثَّقة. أما حالات الاضطرابات والصدمات النفسية بين الجنود والضباط المُعتَرَف بها فحدِّث ولا حرج! فحسب قسم التأهيل في الجيش الصهيوني تلقى 10056 جنديا وضابطا العلاج النفسي منذ بدء معركة طوفان الأقصى، ويوجد بقاعدة “تريفين” الصهيونية للعناية النفسية المركَّزة وحدها أكثر من 1000 جندي يعانون من أعراض ما بعد الصدمة، وأكدت هذه الإحصائيات الصحافة الصهيونية وزادت عليها أكثر من 3350 حالة لها علاقة بأعراض نفسية مرضية قوية كالقلق والاضطراب والاكتئاب وتناول المخدرات الصلبة… الخ. كما أبرزت ذات الصحافة أن هذه الإحصائيات لا تقتصر على قوات الاحتياط، بل تشمل أيضا القوات النظامية… في المقابل ورغم استخدام جميع وسائل الإبادة ضد الفلسطينيين والتجويع والحصار بكل الوسائل لم تُسجِّل الإحصائيات أي من حالات الانتحار بينهم، بل العكس هو الذي يحدث مزيدا من التشبث بالأرض والصبر الاستراتيجي غير المسبوق تاريخا ومزيدا من الاستعداد للتضحية والمقاومة لدى جميع الفئات العمرية، مما يكشف بالفعل عن مَن هم أصحاب الحق والأرض ومَن هم المعتَدون الظَّلمة، كما يكشف عن مَن هم المُتمسِّكون حقا بدينهم الذي يحث على الدفاع عن المقدسات ويُحرِّم الانتحار ممن يستخدمون الدين للهيمنة والسيطرة والظلم، باعتبار أن الديانتين اليهودية والإسلامية تحرمان الانتحار، فلماذا ينتحر اليهود؟
هي ذي الحقيقة الميدانية، بل جزء ضئيل من حقيقة هذا العدو من الداخل باعتباره يتكتم عن مثل هذه المعلومات، ويتحكم في وسائل الإعلام الكبرى التي يُمكن أن تفضحها، ويحظى بدعم أكبر دولة مالكة لهذه الوسائل (الولايات المتحدة)، وإلا كانت الهزيمة قد لحقت بها منذ الأشهر الأولى لطوفان الأقصى. يبقى أنه مستند إلى الحكّام الأمريكيين واليمين المتطرف المتصهين في الغرب، يمده بالسلاح والدعم والتزييف الإعلامي العميق عبر منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الثقيلة، ومن دونها كان هذا العدوان سيأخذ اتجاها آخر وكانت حقيقة هذا العدو الصهيوني المأزوم من الداخل، سَتنكشف على كافة الجبهات، وكُنَّا سَنعلم جميعا أن هناك وهما اسمه العصر الصهيوني القادم، فلا نخاف منه، وننتصر عليه…
شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين
The post الجند المهزوم ينتقم من المباني في غزة!! appeared first on الشروق أونلاين.