الجيش الجزائري يستخدم لأوّل مرة نظام صواريخ آس 400.. ما الدلالات؟
نفّذت وحدات للجيش الوطني الشعبي، ممثّلة في اللواء الـ 36 للمشاة الآلية، مدعمة بوحدات من مختلف الأسلحة، مؤخرًا، “بنجاح واحترافية عالية”، تمرينًا تكتيكيًا بالذخيرة الحية، تحت مسمى “صمود 2025″، بإقليم الناحية العسكرية الثانية (وهران)، وذلك تحت إشراف مباشر من رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، وظهر حينها تمرس العنصر البشري في استخدام […] The post الجيش الجزائري يستخدم لأوّل مرة نظام صواريخ آس 400.. ما الدلالات؟ appeared first on الجزائر الجديدة.

نفّذت وحدات للجيش الوطني الشعبي، ممثّلة في اللواء الـ 36 للمشاة الآلية، مدعمة بوحدات من مختلف الأسلحة، مؤخرًا، “بنجاح واحترافية عالية”، تمرينًا تكتيكيًا بالذخيرة الحية، تحت مسمى “صمود 2025″، بإقليم الناحية العسكرية الثانية (وهران)، وذلك تحت إشراف مباشر من رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، وظهر حينها تمرس العنصر البشري في استخدام عديد الأسلحة والعتاد الحربي الجديد والمتطوّر، في مقدمتها نظام صواريخ آس 400 الروسي، الذي يعتبر اليوم أحد أقوى وأبرز منظومات الدفاع في العالم.
وجاء في تقرير نشره موقع “Army Recognition Group” العسكري، استنادًا إلى “Clash Report”، أنه “خلال التمرين التكتيكي بالذخيرة الحية “الصمود 2025″، أظهر الجيش الوطني الشعبي الجزائري لأول مرة التشغيل الفعلي لنظام الدفاع الجوي الروسي الصنع ” آس 400 تريومف”. وقد تم دمج النظام بوضوح في سيناريوهات التمرين، حيث تم استخدام مكونات الإطلاق والرادار ضمن مجريات المناورات”، مضيفًا أن “روسيا لطالما كانت المورد الرئيسي للمعدات العسكرية الجزائرية منذ الاستقلال، وتمثل حاليًا نحو 73% من واردات الجزائر من الأسلحة”.
وأوضح في هذا الصّدد أن “هذا الإعلان العلني لهذه النظام الدفاعي، يؤكد ما تم الإشارة إليه مسبقًا من خلال تحليل صور الأقمار الصناعية ووثائق الشحن من عام 2021، والتي أظهرت تسلم الجزائر لمكونات من نظام S-400، قد أكدت المناورات الأخيرة ليس فقط وجود هذه المنظومات، بل دمجها الفعلي في هيكل القيادة لشبكة الدفاع الجوي الجزائرية، وهو ما لم يكن قد أعلن رسميًا من قبل رغم كثرة التقارير حول الأمر”.
قدرات منظومة دفاع آس-400
وجاء في التقرير أنه “تم تطوير منظومة صواريخ S-400 من قبل شركة Almaz-Antey، وهو مصمم للتصدي لمجموعة واسعة من الأهداف الجوية، يمكن لكل فوج أن يضم حتى 12 منصة إطلاق (TEL)، مع أربع صواريخ جاهزة للإطلاق على كل منصة. كما يدعم النظام إطلاق أنواع مختلفة من الصواريخ الطويلة المدى، 40N6E مدى يصل حتى 400 كلم وارتفاع حتى 30 كلم، صواريخ 48N6DM مدى 240 كلم، صواريخ 48N6E2 مدى 200 كلم، إلى جانب صواريخ 9M96E2 تصل لمدى 120 كلم”. وتستخدم هذه الصواريخ أنظمة توجيه رادارية (نصف نشطة أو نشطة)، وتطلق باستخدام أسلوب الإطلاق البارد، يمكن للنظام الاشتباك مع 36 هدفًا في الوقت ذاته، بـ72 صاروخًا في الهواء. كما تصل سرعة بعض الصواريخ إلى 2000 م/ث، وهو قادر على التصدي للطائرات، والطائرات بدون طيار، وصواريخ كروز، وبعض أنواع الصواريخ الباليستية القصيرة المدى.
ويتميز النظام الذي أضحى بحوزة الجيش الجزائري، بقدرة عالية على النشر السريع؛ حيث يحتاج من 5 إلى 10 دقائق من الحركة حتى الجاهزية، ومن وضع الاستعداد إلى الإطلاق خلال أقل من 3 دقائق. كما منظومة صواريخ S-400 شبكة متكاملة من وحدات القيادة والرادارات المتنقلة، القادرة على رصد الأهداف حتى على بعد 600 كلم، وأخرى للإنذار والتتبع والتوجيه.
أهمية استراتيجية وإقليمية
يضيف إدماج S-400 في المنظومة الدفاعية الجزائرية قدرات اعتراض طويلة المدى لم تكن متوفرة سابقًا، وتسمح صواريخ 40N6E بتغطية مناطق واسعة من المجال الجوي الجزائري، بما يشمل الشريط الساحلي الحضري، ومنشآت النفط والغاز، والقواعد الجوية قرب الحدود.
ويعزز هذا النظام قدرة الجزائر على رصد واستهداف الطائرات ومنصات ISR وصواريخ الكروز قبل دخولها نطاق الاشتباك، ويساهم في إنشاء شبكة دفاع جوي متعددة الطبقات بالتكامل مع الأنظمة القصيرة والمتوسطة المدى. كما يعزز قدرة الجزائر على العمل بشكل مستقل، دون الاعتماد على بنى إنذار أو دفاعات غربية.
تأثير إقليمي
تمثل منظومة صواريخ S-400 تحولًا في موازين القوى العسكرية في شمال إفريقيا، حيث تعد الجزائر الدولة الوحيدة في المغرب العربي التي تمتلك منظومة دفاع جوي استراتيجية بهذا المستوى. ويتيح مدى صاروخ 40N6E إمكانية مراقبة أو حتى استهداف الحركة الجوية فوق أجزاء من دول الجوار وغرب المتوسط في حال رصد تهديدات.
وبالنسبة للمغرب، الذي ركز على تحديث قدراته عبر منظومات غربية مثل مقاتلات F-16 الأميركية، ورادارات إسرائيلية، ومنظومة “باتريوت” الأمريكية، فإن منظومة S-400 الجزائرية تشكل تحديًا جديًا من حيث المدى والارتفاع وقدرات الاعتراض، وبذلك تعزز الجزائر –وفق التقرير- قدرتها على فرض حظر جوي في مناطق التوتر، وتؤكد مجددًا على سياسة الاعتماد الذاتي في الدفاع، عبر شراكات استراتيجية رفيعة المستوى.
الأعلى إنفاقًا عسكريًا
وتصدرت الجزائر قائمة الدول الإفريقية من حيث الإنفاق العسكري لعام 2024، وبلغ إجمالي إنفاقها العسكري 21.8 مليار دولار، بزيادة ملحوظة بلغت 11.8% مقارنة بالعام السابق، وفقًا لبيانات معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI).
تعكس هذه الزيادة التزام الجزائر المستمر بتعزيز قدراتها الدفاعية في ظل التحديات الإقليمية والدولية المتزايدة، خاصة في ضوء الصراعات الإقليمية والأزمات الأمنية التي تهدد استقرار المنطقة.
في عام 2025، رفعت الجزائر ميزانية الدفاع بنسبة “تاريخية”، بنسبة ارتفاع بلغت 16% مقارنة بالسنة الماضية، وقفزت إلى 3.35 تريليون دينار (ما يعادل 25.1 مليار دولار)، لتصبح واحدة من أعلى ميزانيات الدفاع في تاريخ البلاد. هذه الزيادة تأتي في سياق جهود الدولة لتعزيز قدراتها العسكرية والتصدي للتحديات الإقليمية والدولية التي تواجهها.
هذا الارتفاع في الميزانية يأتي استجابة مباشرة للتحديات الإقليمية التي تواجهها الجزائر، بما في ذلك التوترات على الحدود الجنوبية لا سيما ببلدان الساحل كمالي والنيجر وغيرها، وسط تصاعد التهديدات الأمنية بالجهة الشرقية والغربية للبلاد، في ظل تدهور الأوضاع السياسية والأمنية بليبيا، والتدخلات الأجنبية الداعمة لقوات المشير خليفة حفتر، إلى جانب بروز شراكات دفاعية بين نظام المخزن المغربي مع الكيان الصهيوني، مما يهدد سلامة واستقرار المنطقة. كما يعكس ذلك التزام الجزائر بضمان الجاهزية التامة للتعامل مع أي سيناريوهات طارئة قد تؤثر على أمنها القومي واستقرارها الداخلي. عبدو.ح
The post الجيش الجزائري يستخدم لأوّل مرة نظام صواريخ آس 400.. ما الدلالات؟ appeared first on الجزائر الجديدة.