الطريق إلى روما!
زيارة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى إيطاليا، وعلى عكس ما يظنه البعض بأنها مجرّد زيارة بروتوكولية لتعزيز التعاون السياسي والاقتصادي بين البلدين، تحمل في طيّاتها رسائل أعمق مما يبدو على سطح الحدث. فـ”الطريق إلى روما” ليس مجرد مسار دبلوماسي، بل هو إيحاء بأن الوصول إلى أوروبا لم يعد يمرّ فقط …

زيارة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى إيطاليا، وعلى عكس ما يظنه البعض بأنها مجرّد زيارة بروتوكولية لتعزيز التعاون السياسي والاقتصادي بين البلدين، تحمل في طيّاتها رسائل أعمق مما يبدو على سطح الحدث. فـ”الطريق إلى روما” ليس مجرد مسار دبلوماسي، بل هو إيحاء بأن الوصول إلى أوروبا لم يعد يمرّ فقط عبر باريس، كما رسّخته الأذهان لعقود، بل من بوابة روما، التي كانت وما زالت فعلاً وقولاً قبلة أوروبا ومفتاحها.
فإيطاليا، بتاريخها العريق ووزنها الاستراتيجي، لا زالت قطبًا اقتصاديًا دوليًا وفاعلاً أوروبياً مؤثراً في موازين القرار الدولي. ومن هنا، فإن زيارة تبون تحمل بعدًا يتجاوز الاقتصادي، لتعبّر عن انفتاح جزائري جديد على أوروبا من دون وساطة “القبعة الفرنسية”، التي طالما شكّلت حاجزًا غير معلن بين الجزائر وباقي العواصم الأوروبية.
الطريق إلى روما إذًا هو إعلان ضمني بأن الجزائر اليوم تعرف أين تكمن مصالحها، وتدرك جيدًا من أين تُؤكل الكتف، بعيدًا عن محاولات الاحتواء أو الاصطفاف التقليدي.
وإذا كان الأمر لا يبدو واضحًا للعيان، فإن المتضرر الأكبر من هذه الزيارة هو فرنسا، وتحديدًا إدارة ماكرون، التي وجدت نفسها محاصَرة بأخطاء اليمين المتطرف وعدائيته المتكرّرة تجاه الجزائر، ما ألغى أكثر من زيارة رئاسية مقرّرة إلى باريس، وفتح بالمقابل الباب واسعًا للجزائر لتعبر إلى أوروبا من نافذة روما.
الجزائر تتمدد… وباريس تنكمش، فهل تفهم فرنسا الرسالة حين تطلّ عليها الجزائر من روما؟