العيد زغلامي لـ”الوطنية تي في”: الموقف البريطاني دليل قاطع على المقايضة المفضوحة لنظام المخزن

يرى الأكاديمي والمحلل السياسي العيد زغلامي أن “دعم بريطانيا لخط الحكم الذاتي بشأن الصحراء الغربية دليل قاطع على المُقايضة المفضُوحة التي يُبرمها نظام المخزن مع الدُول الغربية مُقابل الاعتراف بهذه السيادة المزعومة”، قائلا في الوقت ذاته إن “الدول الغربية وعلى رأسها المملكة المُتحدة أصبحت تتبنى مواقف مُزدوجة فهي تتغنى بالديمقراطية من جهة وفي الوقت نفسه تركض وراء المصالح الضيقة، وما قام به كاتب الدولة البريطاني دليل قاطع على تحصُله على صفقات في الاستثمار على الأراضي المغربية والأراضي الصحراوية المحتلة وهذا ينطبق على جميع رؤساء الدول الغربية.

في الوقت الذي تؤكد فيه الجزائر أن قضية الصحراء الغربية هي قضية تصفية استعمار مدرجة ضمن أجندة الأمم المتحدة وتستند الى حق الشعوب في تقرير المصير، تأتي بعض الدول لتدعم مُقترحات لا تعكسُ إطلاقًا الإرادة الشعبية الصحراوية، بداية كيف يمكن تفسير الدعم البريطاني لمخطط الحكم الذاتي المغربي رُغم أنه لم يُعرض يومًا للتفاوض مع الصحراويين أنفسهم ولا يحظى باعتراف من مبعوثي الأمم المتحدة، ألا تراه دعمًا لفرض أمر الواقع؟

حقيقة دعم من أجل فرض الأمر الواقع ولكن الشيء المُؤكد أن إرادة الشُعوب لا تُقهر، واليوم نرى أن بريطانيا تركُضُ وراء المصالح الضيقة ضاربة عرض الحائط كل ما تتغنى به الديمقراطية حرية التعبير وحقوق الإنسان، وكان الأجدر أن تحاول إيجاد حلول لهذه القضية لا سيما وأنها عُضو بارز في مجلس الأمن الدولي، إذ نرى اليوم أنه لم يتغير شيء رغم أن كل المجتمعات تناشد وتؤيد موقف الشعب الصحراوي.

والملاحظ اليوم أن هذه الدول الغربية تتغنى بالديمقراطية وفي الوقت نفسه تركض وراء المصالح الضيقة، وما قام به كاتب الدولة البريطاني دليل قاطع على تحصُله على صفقات في الاستثمار على الأراضي المغربية والأراضي الصحراوية المحتلة وهذا ينطبق على جميع رؤساء الدول الغربية.

ومن هذا المنطلق أتأسف بأن أقول أن هذه الدول الغربية قد استغنت عن دفاعها المطلق على حرية التعبير وحقوق الإنسان والعدالة وضربت عرض الحائط القيم الإنسانية.

ألا يُشكل هذا الموقف المزدوج من طرف المملكة المتحدة تناقُضًا صريحًا يُقوض ربما مصداقية التعاطي الدولي مع قضايا تقرير المصير؟

الغرب بصفة عامة وبريطانيا وأمريكا بصفة خاصة يتبنون اليوم استراتيجية غامضة يلفها الضباب، بعبارة أخرى فهي من جهة تؤيد حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وفي نفس الوقت تبرم اتفاقيات ونشاطات وصفقات مع نظام المخزن، ولذلك يمكنُ القول إن بريطانيا بصفة خاصة تهرول وراء مصالحها الخاصة فمن جهة تستعمل استراتيجية المرونة والمهادنة ومن جهة أخرى تبحث عن مصالحها والغريب في الأمر أن الضحايا ليسوا الأمريكيين ولا البريطانيين بل هم الشعوب التي تم مراوغاتها وإيهامها بالدفاع عليها.

ورغم هذا فإن هذا الاعتراف لا يُسمن ولا يغني من جوع ما دام هناك إرادة قوية لدى الشعب الصحراوي من أجل استرجاع سيادته ويُكافح والعامل الإيجابي الآخر أن قضية الصحراء الغربية لازالت متواجدة على مستوى الأمم المتحدة وبالتحديد على طاولة لجنة تصفية الاستعمار وهذا يُشكل دعامة قوية.

طوال 18 سنة من تقديم مقترح الحكم الذاتي لم يعتبر يوما قاعدة جدية للحل ولم يلق تجاوبًا حقيقيًا من الصحراويين، هل آن الآوان لتعيد الأمم المتحدة والمجتمع الدولي تقييم هذا المقترح الفارغ من المضمون؟

ما يقوم به المخزن من نشاطات سياسية ودبلوماسية فهو يؤكد انتهاجه لسياسة المقايضة وهذا ما رأيناه مثلا في قضية الشرق الأوسط، فنظام المخزن يحاول بشتى الوسائل كسب التأييد وانتهاك حقوق الإنسان مقابل صفقات يُقدمها هذا الأخير.  

الجزائر ترى أن نظام المخزن يستخدم مقترح الحكم الذاتي كأداة سياسية لربح الوقت وفرض واقع استعماري تدريجي في ظل صمت دولي متواطئ، ماهي الخطوات الدبلوماسية والقانونية التي يجب على الجزائر والدول الداعمة للاستعمار اتخاذها؟

قبل الإجابة على هذا السؤال، يجبُ التذكير بأن المخزن دخل في نفق وتحالفات غير أخلاقية وطبيعية وقد رأينا ما وقع مع الكيان الصهيوني إذ لم يتردد في التحالف معه، والمرتقب في الأفق أن الجزائر وغيرها من الدول التي تدعم القضية الصحراوية بل على كل الدول المحبة للسلام أن تُكثف من نشاطاتها وضغوطاتها على مُستوى الأمم المُتحدة بما فيه دور الاتحاد الإفريقي على أن يُبادر ويكثف نشاطاته. والنقطة الموالية التي ينبغي تسليط الضوء عليها هي تجنيد كل أحرار العالم لمساندة الشعب الصحراوي وهناك حقيقة حركات وطنية من المجتمعات تناضل من أجل هذه القضية

فؤاد ق