المستنقعات و”الذباب‪”!‬‬

الشيء الوحيد الذي رسخه العدوان الصهيوني على إيران وذلك من اليوم الأول، أن طهران تعيش اختراقا داخليا حقيقيا وأن مشكلتها لم تكن في قوة الكيان الإسرائيلي ولكن في هشاشة البنية الداخلية، حيث الضربة الموجعة التي تلقتها في بداية العدوان كادت أن تجتثها من جذورها بعد أن تم تحييد قادتها العسكريين وكذا علمائها، لكن بين تلك اللحظة وما تلاها من تطور للأحداث، فإن الثابت أن الاختراق داخل المنظومة الأمنية الإيرانية تجاوز الفعل المعزول إلى كونه خلايا متغلغلة داخل الجسد الإيراني‪ .‬‬
ما يثبت حقيقة الداء الإيراني عن تغلغل حقيقي في جسد المنظومة الأمنية، أن الاغتيالات النوعية لم تتوقف وأن نشاط الخلايا المندسة مستمر، وذلك في تواصل طال قيادات أخرى وعلى أعلى المستويات، فرغم تفكيك إيران لبعض الشبكات الداخلية إلا أن الحقيقة التي صدمت المتتبعين والمحللين للأوضاع الجارية، أن الكيان لا زال يمرح ويضرب في عمق‪..‬‬
إيران استطاعت أن تصل إلى قلب إسرائيل وتحدث زلزالا أمنيا ألغى خرافة “القبة” الحديدية التي لا تقهر، لكنها بالمقابل لا زالت عاجزة عن استئصال الورم داخلها، لذلك فإنه مهما كان حجم قوتك، فإن العلة الحقيقية تبقى في عملاء الداخل كون خطرهم يتجاوز أي خطر، ومجمل القول، بدلا من أن تقتل الذباب جفف المستنقعات، وهو الرهان الذي يجب أن تكسبه طهران، لأن الصواريخ وحدها لن تغير الواقع ما دام المرض من الداخل!