المهرجان الثقافي الوطني للزي التقليدي في طبعته 7 بقصر رياس البحر
يستعد قصر رياس البحر لإنطلاق الطبعة السابعة(7) من المهرجان الثقافي الوطني للزي التقليدي الجزائري ما بين 30 أوت و02 سبتمبر 2025 تحت شعار “القفطان الجزائري.. تراث على مقاس الهوية”، في موعد ثقافي يسعى إلى إعادة الاعتبار لهذا الزي العريق وتكريس مكانته كرمز للأصالة والانتماء الوطني. وخلال الندوة الصحفية انعقدت يوم 26 أوت بمركز الفنون والثقافة […] The post المهرجان الثقافي الوطني للزي التقليدي في طبعته 7 بقصر رياس البحر appeared first on الجزائر الجديدة.

يستعد قصر رياس البحر لإنطلاق الطبعة السابعة(7) من المهرجان الثقافي الوطني للزي التقليدي الجزائري ما بين 30 أوت و02 سبتمبر 2025 تحت شعار “القفطان الجزائري.. تراث على مقاس الهوية”، في موعد ثقافي يسعى إلى إعادة الاعتبار لهذا الزي العريق وتكريس مكانته كرمز للأصالة والانتماء الوطني.
وخلال الندوة الصحفية انعقدت يوم 26 أوت بمركز الفنون والثقافة بقصر رياس البحر، استعرضت محافظة المهرجان فايزة رياش رفقة البروفيسور عائشة حنفي أبرز ملامح هذه الطبعة التي تولي اهتماما خاصا بالأجيال الصاعدة، مع الإعلان عن إطلاق مسابقة “قفطان التحدي” لأول مرة، تشجيعا للإبداع الشبابي وإبراز المواهب في تصميم الأزياء التقليدية.
أوضحت المحافظة رياش أن الهدف الأساسي من هذه التظاهرة الثقافية لا يقتصر فقط على تثمين اللباس التقليدي الجزائري، بل يتعداه إلى توثيقه علميًا حتى يُترك أثر يمكن للطلبة والباحثين الاستفادة منه. وأوضحت أن اختيار “القفطان” ليكون موضوع طبعة هذا العام جاء لاعتباره مسجلًا ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، فضلًا عن كونه من أكثر الألبسة التقليدية عرضة للتعدي والسطو، ما يستدعي العمل على حمايته وتوثيقه بشكل منهجي.
من جانبها، أبرزت الباحثة المتخصصة في الزي التقليدي، البروفيسور عائشة حنفي، أن القفطان موجود في الجزائر قبل الحقبة العثمانية، وهو ما ستكشف عنه الندوات الأكاديمية المبرمجة ضمن فعاليات المهرجان. وأشارت إلى أنه خلال الفترة العثمانية انتقل ارتداء القفطان من الحكام إلى النخبة، ثم إلى النساء اللواتي أضفن له زخارف مميزة أصبحت علامة جزائرية أصيلة. كما أوضحت أن القفطان كان يحظى بمكانة كبيرة في المجتمع الجزائري، حيث كانت العروس تشترط وجوده في مهرها، وهو ما تثبته وثائق المحاكم الشرعية، إضافة إلى أن العديد من العائلات ما زالت تحتفظ بقفاطين يعود تاريخها إلى قرون خلت.
ويشرف على التظاهرة فريق من الأساتذة والخبراء، إلى جانب هجيرة تمليكشت وزوليخة تيكروشين ومحمد الشلالي، إضافة إلى طاقم يعنى بالتنظيم والعلاقات العامة، محفوظ ليمام،، وبالإعلام والإتصال، ضاوية خليفة، والتنظيم و اللوجستيك، سهام قارة.
وتقوم رسالة المهرجان على تثمين القفطان باعتباره لغة جمالية وثقافية تجمع بين الفخامة والأصالة، وتحمل في طياتها دلالات الوحدة والهوية الوطنية، مع السعي إلى توثيق مسيرته التاريخية وحمايته من السرقات الفكرية، وفتح فضاءات للتبادل بين مختلف الفاعلين للاستثمار في خصوصياته وتمهيد الطريق لتصنيفه تراثا عالميا منسوبا إلى الجزائر. كما يهدف إلى دعم الحرفيين والمصممين المحليين، وتطوير هذا الزي ليواكب روح العصر مع الحفاظ على جذوره العميقة في الذاكرة الشعبية.
محاور المهرجان الرئيسة
وتتنوع محاور المهرجان بين الجانب العلمي الذي يشمل لقاءات أكاديمية ومعرضا توثيقيا يعرض تاريخ القفطان وتطوره عبر فيلم وثائقي، والجانب الفني الذي يفتح المجال أمام المصممين والحرفيين لعرض إبداعاتهم، إلى جانب ورشات تكوينية تسعى إلى نقل المهارات والخبرات إلى الأجيال الجديدة. وتختتم التظاهرة بحفل فني يجمع بين العروض الاستعراضية واللمسات التراثية التي تبرز تنوع الأزياء الجزائرية وثراء مخزونها الثقافي.
ويعكس هذا المهرجان بما يحمله من مضامين ورؤى التزام وزارة الثقافة والفنون برعاية التراث المادي واللامادي للجزائر، وتعزيز حضوره في المشهد الثقافي والفني الوطني والدولي، ليبقى القفطان شاهدا على مسيرة حضارية متواصلة ومرآة لروح الجزائريين عبر الزمن.
يشكل اللباس التقليدي في البنية الحضارية للأمم علامة فارقة تعكس ملامح الهوية وتجليات الإبداع الفني للمجتمعات، إذ يعبر الأفراد من خلال ارتدائه عن انتمائهم واعتزازهم بخصوصيتهم الثقافية. ويعد الموروث الملبسي في المنظور الأنثروبولوجي وثيقة حية تجسد الذاكرة الجماعية، وتترجم مسارات التحولات التاريخية والاجتماعية والسياسية وحتى الاقتصادية، ليصبح بذلك أحد أبرز الأدوات التي تصون للأمة أصالتها وعمقها الحضاري.
في هذا السياق، يتضمن المهرجان-حسب منظميه- محورا علميا خصص لإقامة معرض أكاديمي حول القفطان الجزائري، يهدف إلى تقديم رؤية متكاملة ودقيقة حول هذا الزي العريق. ويشرف على إعداده نخبة من الأساتذة والباحثين في علوم الأنثروبولوجيا والتراث الشعبي وعلم الاجتماع، لضمان مادة علمية رصينة مبسطة تناسب مختلف الفئات. وسيتيح المعرض للزوار التعرف على مسار القفطان من جذوره المشرقية إلى إبداعاته الجزائرية، من خلال وثائق تاريخية وأدبية ومحاكم شرعية وكتابات الرحالة والجغرافيين، فضلا عن عرض تطور أنماطه عبر العصور من القفطان الرستمي والزيري والحمادي والزياني إلى العثماني. كما يبرز المعرض تعدد أنواعه من قفطان القاضي والقرنفلة والموبر إلى القاط والقويط والداي والأطلس، إضافة إلى مكملاته من أغطية الرأس والحلي السلطانية والوشم والحرقوس والحناء. ويتطرق أيضا إلى الأزياء الجزائرية المصنفة في اليونسكو مثل الشدة التلمسانية والملحفة القويطية والقفطان بملحقاته.
أما المعرض الفني، فقد خصص للمصممين والحرفيين من مختلف جهات الوطن ليقدموا إبداعاتهم في تصميم القفطان التقليدي والمعاصر. ويشارك فيه أحد عشر(11) مصمما وحرفيا يعرضون تنوع القفطان الجزائري من تلمسان والبليدة إلى بوسعادة والجزائر العاصمة وقسنطينة، في فسيفساء تعكس ثراء هذا الزي وامتداداته الجهوية. ويشكل المعرض فضاء للترويج للأزياء التقليدية وإبراز بعدها الجمالي والفني، كما يفتح المجال أمام الشباب لإبراز قدراتهم الإبداعية بما يضمن استمرارية هذا الموروث، ويعزز ارتباط الأجيال الجديدة بتراثهم الوطني في بعديه التاريخي والرمزي.
لقاءات ذات طابع أكاديمي
ضمن فعاليات المهرجان، ستحتضن قاعات قصر رياس البحر ندوات علمية متنوعة تهدف إلى تعميق النقاش وإثراء الرؤية حول القفطان الجزائري من مختلف الزوايا التاريخية والفنية والأنثروبولوجية. وسيتم تسليط الضوء على الجهود المبذولة من أجل إدراج القفطان في قائمة التراث الثقافي اللامادي لدى اليونسكو، باعتباره أحد أبرز الرموز التي تجسد عبقرية الجزائريين في فنون الملبس، وتختزن في طياتها الذاكرة الجماعية. ويشارك في هذه اللقاءات باحثون ومختصون في التراث وعالم الأزياء، إلى جانب مصممين بارزين، ليشكلوا منصة حوارية غنية تجمع بين أهل الفكر والإبداع، وتركز على أهمية الملبوسات التقليدية كجزء من الهوية الوطنية والذاكرة الإنسانية. القفطان الجزائري، في هذا السياق، يقدم نفسه كأيقونة متجددة، تجسر بين عراقة الماضي وإشراقة الحاضر، حيث برع المصممون الجزائريون في إضفاء لمسات عصرية مبتكرة عليه، دون أن يمس ذلك بجوهر أصالته وهويته العريقة، مما جعله يجمع بين الخلود التاريخي والجاذبية المعاصرة.
ويواكب هذه الفعاليات يوم دراسي بعنوان “القفطان الجزائري.. حفاظ على الأصالة في زمن التجديد” سينعقد بتاريخ 31 أوت 2025. يتوزع برنامجه على جلستين علميتين، الأولى مخصصة للمرجعية التاريخية للقفطان وخصوصياته الجوهرية، تديرها الأستاذة عائشة حنفي، وتشارك فيها الأستاذة هجيرة تمليكشت بمداخلة حول حضور القفطان في المصادر التاريخية والأدبية، تليها مداخلة نصيرة قشيوش بكوش التي تقدم كتابها الجديد “القفطان الجزائري عبر العصور”، ثم عرض الأستاذة شادية خلف الله حول دور المتاحف في الحفاظ على التراث الملبسي. أما الجلسة الثانية، فتركز على الحرف والصناعات المرتبطة بالقفطان وآليات ترميم النسيج، وتشرف عليها البروفيسور هجيرة تمليكشت، حيث تقدم الحرفية مريم سعيداني من عنابة مداخلة عن أساليب صون فنون الطرز التقليدي، يليها عرض بالهواري نذير من مستغانم حول حرفة صناعة النواشات والشاشية المستغانمية، فيما تتناول الأستاذة راضية بوعجينة موضوع آليات حفظ وترميم النسيج.
كما يتضمن البرنامج العلمي للطبعة السابعة من المهرجان ملتقى ثانيا يوم 01 سبتمبر 2025، يخصص للحديث عن جهود مؤسسات الدولة في حماية التراث الثقافي الوطني، بما فيه الموروث الملبسي، تحت شعار “سيادتنا الثقافية.. التزام شامل ومسؤولية مشتركة”، بمشاركة باحثين من المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ، في خطوة ترسخ الطابع الأكاديمي والبحثي لهذه التظاهرة الثقافية الكبرى.
ملتقى ثان يبرز جهود مؤسسات الدولة في حماية التراث الثقافي
وينعقد هذا اللقاء العلمي بالمركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ، حيث يشكل محطة هامة لتبادل الرؤى واستعراض التجارب التي تعكس مدى وعي الجزائر بأهمية صون تراثها والذود عنه في مواجهة التحديات.
و تنطلق أشغال الجلسة الأولى من اللقاء برئاسة الإعلامي فتحي يعقوب، حيث يطرح موضوع الأمن الثقافي كآلية جوهرية في الحفاظ على الموروث الوطني، من خلال مداخلات لممثلي الدرك الوطني والجمارك الجزائرية والأمن الوطني الذين سيستعرضون أدوار مؤسساتهم في مواجهة التهديدات والتصدي للاتجار غير الشرعي بالممتلكات الثقافية.
أما الجلسة الثانية، التي يرأسها شزيل عثمان نغموش، فتركز على جهود الجزائر الخارجية في الدفاع عن التراث الثقافي على الساحة الدولية، من خلال استراتيجية قطاع الثقافة في تسويق صورة التراث الوطني، ومشاركة خبراء على غرار حموم توفيق، نائب رئيس المجلس الاستشاري لاتفاقية اليونسكو لحماية التراث المغمور بالمياه، إلى جانب ممثلين عن وزارة الخارجية وشؤون الجالية بالخارج، وسليمان حاشي مدير المركز الإقليمي للتراث غير المادي، حيث ستُبرز هذه المداخلات كيف سخّرت الدبلوماسية الجزائرية إمكانياتها لاسترجاع وتصنيف تراث الأمة.
وتأتي الجلسة الثالثة لتسليط الضوء على دور الصورة والسينما في التوثيق، برئاسة الأكاديمية ليلى بن عائشة، بمشاركة الكاتب والإعلامي عمار بورويس الذي يتناول موضوع الإعلام والفنون البصرية في الترويج للتراث، والناقدة السينمائية نبيلة رزايق التي تعرض دور السينما كأرشيف حي لذاكرة الأمة، إضافة إلى الإعلامي والأكاديمي رشيد بن حميميد الذي يقدم قراءة في مساهمة الإذاعة والتلفزيون في إبراز الموروث الجزائري.
أما الجلسة الرابعة والأخيرة، التي تديرها سهيلة دغموم، فتُعنى بالمجتمع المدني ودوره الحيوي في العمل الجواري لحماية التراث. إذ يُبرز المتدخلون كيف يمكن للمنظمات والجمعيات أن توجه جهودها نحو حماية الموروث المحلي وتثمينه على المستويين الإقليمي والوطني، من خلال مساهمات كل من سامي فقنون وزبيدة معامرية، مما يجعل هذه الجلسة تتويجاً لمبدأ الشراكة بين الدولة والمجتمع المدني في صون الهوية الثقافية الوطنية.
ورشات تكوينية
في إطار سعي المهرجان إلى الجمع بين البعد المعرفي والتطبيقي، تم تخصيص محطة عملية عبارة عن ورشات تكوينية تهدف إلى تعميق الفهم بالخصائص الفنية للمنسوجات التقليدية وطرق الحفاظ عليها. وتشمل هذه المحطة دورة تدريبية متخصصة يشرف عليها خبراء وباحثون في مجال صيانة وترميم النسيج، حيث يتعرف المشاركون على أحدث التقنيات والأساليب المستعملة في هذا المجال الحيوي. وتستهدف هذه الدورة بالدرجة الأولى موظفي المؤسسات الثقافية التي تحتوي على مخزون نسيجي أثري ومصنف، بما في ذلك المتاحف الوطنية ومراكز البحث، إضافة إلى طلبة علم الآثار وطلبة المدرسة الوطنية لحفظ التراث والممتلكات الثقافية، فضلاً عن الحرفيين العاملين في هذا الميدان. وتؤطر هذه الدورة الدكتورة راضية بوعجينة التي ستقدم برنامجاً تكوينياً دقيقاً حول حفظ وترميم النسيج بما يضمن ديمومة هذا الموروث.
ولتعزيز هذا الجانب التطبيقي، تمت برمجة سلسلة من الورشات التفاعلية التي تفتح المجال أمام الجمهور لاكتشاف تقنيات صناعة الألبسة التقليدية وطرزها اليدوي. ومن بين هذه الورشات ورشة الطرز التقليدي بالحرير تحت إشراف الأستاذة خليفة طواهرية، وهي موجهة لجميع الفئات، وورشة متخصصة في الطرز التقليدي المعروف بالتل والقتلة والعدس وكنتير، تؤطرها الحرفية مريم سعيداني، وتستهدف بدورها جميع المهتمين. وستتواصل هذه الورشات طيلة أيام المهرجان داخل فضاءات مهيأة خصيصاً لتشجيع المشاركة والتفاعل، حيث يتسنى للزوار التعرف عن قرب على أسرار حرفة القفطان وخصوصياتها التقنية والجمالية، بما في ذلك المواد المعقدة التي تدخل في صناعته والمهارات اليدوية الدقيقة التي تميزه.
وتمثل الورشات التكوينية بعداً تعليمياً ومهنياً يضاف إلى المهرجان، إذ تسعى إلى خلق جسر بين المعرفة النظرية والتجربة العملية، مما يساهم في نقل الخبرات وتطوير المهارات ويعزز الوعي الجماعي بأهمية صون الموروث الملبسي الجزائري.
التوثيق ركيزة أساسية ترمي إلى صون التراث وحفظ الذاكرة الجماعية
يشكل التوثيق ركيزة أساسية في أي مسعى يرمي إلى صون التراث وحفظ الذاكرة الجماعية، ومن هذا المنطلق أولت محافظة المهرجان الثقافي الوطني للزي التقليدي الجزائري اهتماماً خاصاً بهذا الجانب، عبر إطلاق برنامج متكامل يزاوج بين الوسائط السمعية البصرية والتقنيات الرقمية الحديثة. وقد تم إعداد بودكاست بعنوان القفطان.. تطور مستمر، يقدم رؤية شاملة لمسار هذا الزي العريق، متوقفاً عند ملامحه الأصيلة في مختلف المراحل التاريخية، ومبرزا في الوقت نفسه كيف ظل القفطان الجزائري متجدداً عبر العصور، محافظاً على أصالته ورمزيته، لكنه متكيف مع متطلبات العصر وذوق الأجيال المتعاقبة. ويعرض البودكاست جماليات القفطان الفنية ودقة تطريزاته اليدوية، مع التطرق إلى أنماطه المتنوعة مثل قفطان بروكار المستوحى من عناصر الطبيعة وقفطان الموبر الذي يعكس تأثير التلاقح الحضاري والعولمة، ليوضح كيف صار القفطان منتشراً اليوم على المنصات الرقمية محلياً وعالمياً، بما يعزز مكانته كمنتوج ثقافي قابل للتسويق والتثمين.
كما تسعى إدارة المهرجان إلى المضي أبعد من التوثيق التقليدي عبر توظيف الإمكانات الرقمية الحديثة، وذلك من خلال تطوير منصة رقمية تعرض القفطان الجزائري بكل تفاصيله من حيث المواصفات والخصائص الجمالية والخلفيات التاريخية. ويمثل هذا المشروع خطوة نوعية في مجال التوثيق الرقمي للزي التقليدي، حيث تتم دراسة إمكانية إنشاء قاعدة بيانات تفاعلية تعتمد على الذكاء الاصطناعي، بما يتيح للباحثين والمهتمين استكشاف القفطان بتقنيات متقدمة، وذلك بالتعاون مع معاهد متخصصة ومدارس عليا وباحثين من مختلف التخصصات. وبهذا يضع المهرجان أسس مشروع علمي وثقافي متكامل يسعى إلى تثمين القفطان الجزائري كتراث أصيل يزداد قيمة كلما تمت إعادته إلى فضاءات البحث والتوثيق والإبداع.
قفطان التحدي بأنامل عصرية
ضمن فعاليات الطبعة السابعة للمهرجان الثقافي الوطني للزي التقليدي الجزائري، تبرز مسابقة “قفطان التحدي” كإضافة نوعية تحمل بصمة الإبداع الشبابي وتفتح آفاقاً واسعة أمام المصممين الصاعدين لإبراز مواهبهم. وتأتي هذه المسابقة لترسيخ حضور القفطان في وعي الأجيال الجديدة، ومنحه نفساً معاصراً من خلال تصاميم مبتكرة تحافظ على الأصالة وتواكب الحداثة. وستقام المنافسة طيلة أيام المهرجان تحت إشراف لجنة تحكيم متخصصة تراعي في تقييمها جمالية التصميم، جودة التنفيذ، ومدى توازن العمل بين الموروث واللمسة العصرية، على أن يتم تكريم الفائزين في حفل رسمي يليق بمستوى الحدث.
لقاء تفاعلي بين المصممين وسط الدار ب قصر (18)
كما سيحتضن المهرجان لقاءً مفتوحاً يجمع نخبة من المصممين والمهنيين في فضاء تفاعلي يتيح تبادل الخبرات والتجارب. ويعد هذا اللقاء مناسبة للمهتمين بمجال الأزياء التقليدية لتقديم إبداعاتهم ومناقشة رؤاهم الفنية، بحضور فنانين، إعلاميين، باحثين، وجمعيات نشطة في المجال. وستُتوج هذه الجلسة بتكريم المشاركين في الدورة السادسة من المهرجان، في التفاتة اعتراف بمساهماتهم في خدمة التراث الملبسي الجزائري.
سهرة المديح ينشط أطوارها الفنان عباس ريفي
وبمناسبة تزامن المهرجان مع ذكرى المولد النبوي الشريف، سيتخلل البرنامج سهرة مديحية يحييها الفنان عباس ريغي القادمة من مدينة سيدي راشد، في أجواء روحانية تستعرض جماليات التراث المدائحي الجزائري، وتبرز الغنى الفني للموروث الديني الشعبي، في تمازج بديع بين الثقافة الروحية والهوية الوطنية.
تكريمات لثلة من المبدعين الفاعلين في صوت التراث الملبسي
تتوج الطبعة السابعة من المهرجان الثقافي الوطني للزي التقليدي الجزائري بتقليد رفيع يكرم نخبة من الأسماء التي أسهمت بإبداعها وجهودها في صون التراث الملبسي الجزائري والتعريف به. فمن بين المكرّمين الحرفية حشايشية، التي قضت أكثر من نصف قرن في خدمة القفطان وإتقان تفاصيله الدقيقة، لتبقى شاهدة على استمرارية الحرفة وأصالتها. كما يكرم المصمم فؤاد عزي، الذي تنحدر عائلته من جذور ضاربة في تاريخ الأزياء الجزائرية، حيث ساهمت على مرّ الأجيال في الحفاظ على اللباس التقليدي الأصيل.
ويُخص التكريم أيضاً للشاب إياس بفريش، أحد أبناء الجالية الجزائرية بالخارج، الذي بادر إلى تأسيس مشروع ثقافي رقمي يهدف إلى الترويج للموروث الملبسي باستخدام الوسائط الحديثة، في خطوة تبرز دور التكنولوجيا في صون التراث. كما يتم تكريم سامي فقنون ممثلاً عن جمعية Fennec Various، وهي جمعية ثقافية تجمع أبناء الجالية الجزائرية في المهجر، وقد كان لها حضور وطني ودولي من خلال مبادراتها، أبرزها المشاركة في عرض الأزياء الجزائرية ضمن فعاليات الأسبوع الإفريقي بمنظمة اليونسكو.
ويشمل التكريم أيضاً الشاف شهرزاد، باعتبارها واحدة من أبرز الأصوات المدافعة عن الهوية الجزائرية والتراث الوطني في مختلف المنصات، إضافة إلى الإعلامية ليندة تامدراري، التي خصصت مساحات واسعة في برامجها للتعريف بالتراث الثقافي الوطني، إلى جانب الإعلامية شهيناز بقاح التي أولت اهتماماً كبيراً عبر برامجها الإذاعية للموروث الملبسي الجزائري.
كما يكرم المهرجان المنتج فؤاد زيباعو، صاحب برنامج “Project Runway Algeria”، الذي أتاح للمصممين الشباب فرصة تجسيد أفكارهم، وفتح أمامهم آفاقاً جديدة لإبراز تصاميم تعكس غنى التراث الملبسي الجزائري وتنوعه، مؤكداً من خلال تجربته أن دعم الشباب هو السبيل الأمثل لضمان استمرارية هذا التراث في المستقبل.
خليل عدة
The post المهرجان الثقافي الوطني للزي التقليدي في طبعته 7 بقصر رياس البحر appeared first on الجزائر الجديدة.