الموقف البريطاني من الصحراء الغربية.. قرار لا يقدم شيئا باستثناء خلق ضجيج لتلهية الشعب المغربي
في خطوة كانت متوقعة، التحقت بريطانيا العظمى وهي آخر الدول الكبرى في المنظومة الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، بدعم مخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به نظام المخزن المغربي لتسوية قضية الصحراء الغربية، في تطور حصل فقط على مستوى الحلفاء التقليديين للرباط. وقال وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، خلال زيارته للملكة العلوية، إن المملكة المتحدة تعتبر […] The post الموقف البريطاني من الصحراء الغربية.. قرار لا يقدم شيئا باستثناء خلق ضجيج لتلهية الشعب المغربي appeared first on الجزائر الجديدة.

في خطوة كانت متوقعة، التحقت بريطانيا العظمى وهي آخر الدول الكبرى في المنظومة الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، بدعم مخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به نظام المخزن المغربي لتسوية قضية الصحراء الغربية، في تطور حصل فقط على مستوى الحلفاء التقليديين للرباط.
وقال وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، خلال زيارته للملكة العلوية، إن المملكة المتحدة تعتبر مقترح الحكم الذاتي الذي طرحه المغرب هو “الأساس الأكثر عملية ومصداقية وقابلية للتطبيق لحل دائم للنزاع” في الصحراء الغربية. ومع ذلك فالموقف البريطاني يبقى أقل تطرفا من الموقفين الأمريكي والفرنسي.
فالموقف الأمريكي الذي عبر عنه الرئيس الأمريكي الحالي، دونالد ترامب، في عهدته الأولى في سنة 2020، يعتبر الأكثر تطرفا لكونه يتحدث عن السيادة المغربية المزعومة على الأراضي الصحراوية المحتلة، يليه الموقف الفرنسي الذي كشف عنه إيمانويل ماكرون في صائفة 2024، الذي يزعم بأن الحكم الذاتي حو الحل الوحيد الأنسب لحل النزاع. أما الموقف البريطاني فقد كان أقل حدة من سابقيه، لأنه يعتبر مخطط الحكم الذاتي مجرد “أساس أكثر عملية ومصداقية وقابلية للتطبيق “، وهذا يعني أنه يمكن أن تكون مخططات أخرى، لأنه لم يتم اعتباره الخيار الوحيد.
وللوهلة الأولى يمكن ربط ما حصل منذ سنة 2020، عندما أقدمت الولايات المتحدة الأمريكية على الانحياز لصالح الرباط، على أن تحول كان المتغير الثابت فيه هو جر النظام المغربي للتطبيع مع الكيان الغاصب، مقابل حشد الدعم الغربي للرباط في الصراع على الصحراء الغربية، لأن الدول الغربية الكبرى التي انحازت للنظام العلوي، عي المعروفة بدعمها غير المشروط للجيش الذي يقتل الأطفال والنشاء بشكل وحشي ويومي أمام مرأى المجموعة الدولية.
ومنذ بداية النزاع في الصحراء الغربية، كانت القوى العظمى منقسمة بشأن هذه القضية، فالمجموعة الغربية، التي تعتبر حليفة لنظام المخزن المغربي، بل إن هذا الأخير يعمل نظاما وظيفيا لدى هذه المنظومة، عادة ما تدعم الأطروحات المغربية فيما يتعلق بهذا النزاع، فيما كان القسم الآخر، وهي المنظومة الشرقية بزعامة الاتحاد السوفياتي ووريثته روسيا والصين، تعتبر مواقفها الأقرب إلى تطلعات الشعب الصحراوي، ويتجلى ذلك من خلال التصويت على قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
ولكن ما الذي سيغير من واقع القضية الصحراوية بعد الموقف البريطاني الجديد؟ لا يمكن الحديث عن أي تطور بشأن حل هذه القضية على مستوى الأمم المتحدة، لأن الطرف الرئيسي فيها وهو الشعب الصحراوي سوف لن يقبل باستمرار الاحتلال المغربي لأراضيه، كما أن محاولة فرض قرار لصالح نظام المخزن على مستوى الهيئة الأممية، سوف يصطدم بالفيتو الروسي والصيني في مجلس الأمن الدولي، ما يؤكد استمرار الوضع على ما هو عليه اليوم.
غير أنه وبالمقابل، فإن الموقف البريطاني سيعقبه ضجيج إعلامي وسياسي كبير على مستوى الداخل المغربي المأزوم، بحيث سيوظفه نظام المخزن من أجل تهلية الشعب المغربي وتحويل أنظاره عن مشاكله اليومية الخانقة، خوفا من سقوط نظام ملكي موروث من القرون الوسطى قديم متهالك، آيل أصلا للسقوط.
علي. ب
The post الموقف البريطاني من الصحراء الغربية.. قرار لا يقدم شيئا باستثناء خلق ضجيج لتلهية الشعب المغربي appeared first on الجزائر الجديدة.