النظام المغربي في حربٍ لاستهداف ذاكرة الجزائر
يقود النظام المغربي وبتخطيط محكم من القصر العلوي، حربا على الذاكرة الجزائرية، استعان فيها بأشباه مؤرخين، لمحاولة ضرب واحدة من المقومات الرمزية للثورة، كما شمل الاستهداف أيضا واحدا من القامات التاريخية الفرنسية، هو بنجامان ستورا، لمجرد أن هذا المؤرخ لم يساير الأطروحات التوسعية للنظام المغربي وأذرعه من الطابور الخامس. هذه الحملة مخطط لها من داخل […] The post النظام المغربي في حربٍ لاستهداف ذاكرة الجزائر appeared first on الشروق أونلاين.


يقود النظام المغربي وبتخطيط محكم من القصر العلوي، حربا على الذاكرة الجزائرية، استعان فيها بأشباه مؤرخين، لمحاولة ضرب واحدة من المقومات الرمزية للثورة، كما شمل الاستهداف أيضا واحدا من القامات التاريخية الفرنسية، هو بنجامان ستورا، لمجرد أن هذا المؤرخ لم يساير الأطروحات التوسعية للنظام المغربي وأذرعه من الطابور الخامس.
هذه الحملة مخطط لها من داخل القصر، أما الأداة فهي صحيفة “الـ360” التي يملكها، منير الماجدي، الكاتب الخاص للملك المغربي، محمد السادس، وقد دأبت على تخصيص منبر لشخص فرنسي يزعم أنه مؤرخ وهو المدعو بيرنار لوغان، لا يكتب إلا ما يطعن في تاريخ الجزائر، أو يشكك في حدودها، تماما بما يصب في الأطروحة التوسعية للنظام العلوي، الذي لا يعرف طريقا إلى شرف المقاومة والذود عن حركة الوطن.
آخر فصول ما كتبته الصحيفة “الناطقة” باسم القصر، بقلم المؤرخ المزعوم هذا الثلاثاء، 29 جويلية 2025، كان محاولة لاستهداف محطة تاريخية فارقة في تاريخ الثورة التحريرية، وهو مؤتمر الصومام، وقد حاول صاحبه وهو فرنسي مأجور، بث سموم بين رجالات الثورة من صانعي الاستقلال، متهما إياهم بتصفية بعضهم البعض، وهي أوهام حاول الاستعمار الفرنسي توظيفها إبان الثورة التحريرية من أجل تفجيرها من الداخل، ولكنه فشل.
القصر العلوي ومن خلال مقاله المعنون: “مؤتمر الصومام.. أو ما كان يمكن أن تكون عليه جزائر أخرى”، حاول إعطاء الانطباع بأن سجن الكاتب الفرانكو جزائري، بوعلام صنصال، إنما كان بسبب تجرؤ هذا الأخير على ترديد كلام لم يقله حتى الفرنسيون ذاتهم، فيما يتعلق بالحدود، وباتهام رجالات الثورة التحريرية بأنهم إرهابيون، كما قالها صنصال ذات مرة بكل وقاحة وخسة.
واللافت في الأمر، هو أن استهداف القصر العلوي عبر ذراعه الإعلامي، طال حتى شخصية علمية مشهودا لها عالميا وفي فرنسا على وجه التحديد، وهو المؤرخ بنجامان ستورا، بحيث لم يتورع منير الماجدي، الكاتب الخاص للملك المغربي محمد السادس، باعتباره رئيس تحريرها الفعلي، بوصف ستورا بأنه “دجال في خدمة الجزائر”.
فقد خصصت الصحيفة مقالا مطولا حول المؤرخ الفرنسي، بنجامان ستورا، وصفته بأبشع الأوصاف، ووظفت فيه عبارات مستوحاة من الروح الثيوقراطية للنظام المغربي المستحضرة من ظلمات القرون الوسطى: “كان بنيامين ستورا يحلم بأن يكون بطل المصالحة الفرنسية الجزائرية العظيمة، فأصبح حفار قبرها”.
ولأن ستورا فضح الكثير من الأطروحات التي يسوقها النظام المغربي على لسان بعض بيادقه ومنهم الكاتب الفرانكو جزائري، بوعلام صنصال، فقد تحول إلى هدف للقصر العلوي، الذي بات يتصرف وكأنه فرنسي أكثر من الفرنسيين.
وفي نظر “الناطق الإعلامي” باسم القصر العلوي، فإن بنجامان ستورا “يجد نفسه مرفوضا من قبل فرنسا التي سئمت من وطنيته الجزائرية وافتقاره للتعاطف في قضية صنصال”.
غير أن سبب استهداف النظام المغربي المركز ضد المؤرخ بنجامان ستورا، ومحاولة تشويهه، لم يعد خافيا على أي متابع، فالمؤرخ الذي يحظى بتقدير خاص في الأوساط الأكاديمية والإعلامية والسياسية في فرنسا، نسف أطروحة الحدود التي يسوقها النظام العلوي، على المباشر في التلفزيون العمومي الفرنسي، وهو ما جلب له غضب مملكة العلويين وحلفائها من الأوساط الصهيونية واليمينية المتطرفة في فرنسا.
ويشار هنا إلى الرد المزلزل الذي أطلقه ستورا من بلاطو قناة تلفزيونية فرنسية، مسفها ما ردده بوعلام صنصال، عندما قال إن تلمسان التي يعتبرها صنصال جزءا من المغرب، أنجبت أب الحركة الوطنية في الجزائر، مصالي الحاج، ومعسكر التي نسبها أيضا صنصال للجارة الغربية، أنجبت مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة، الأمير عبد القادر الجزائري، وهي التصريحات التي هزت أركان الدعاية الفرنسية وهي تحاول تصوير صنصال، على أنه ضحية حرية التعبير، ليتبين بأنه مجرد بوق في طابور خامس، يشتغل لصالح نظام فاقد للشرف ولا يعرف سبيلا إلى قيم السيادة.
شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين
The post النظام المغربي في حربٍ لاستهداف ذاكرة الجزائر appeared first on الشروق أونلاين.