بعد اعتداء الصهاينة على قطر...لا توجد دولة آمنة في المنطقة حتى لو كانت حليفة واشنطن

تحاليل الجمهورية: في خرق فاضح للأعراف والقوانين الدوليتين، قام الاحتلال الصهيوني بالاعتداء على الأراضي القطرية في محاولة اغتيال فاشلة لفريق التفاوض السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الدوحة حيث تجاوز الكيان الصهيوني كل الحدود من خلال هذه العملية مؤججا الوضع أكثر في منطقة الشرق الأوسط في اعتداء لاقى إدانة دولية واسعة واستياء عارما، بما مثله من سابقة خطيرة، انتهكت سيادة دولة عضو في الأمم المتحدة، ومجلس التعاون الخليجي، وليست على تماس جغرافي مباشر مع الصهاينة، كما أنها ليست في حالة حرب معها ناهيك عن أن دولة قطر تعد من أهم "اللاعبين الدوليين" في تسوية النزاعات الدولية المعقدة، وشكلت في سياساتها رمزا للسلام والتعايش، ومحضنا لأنشطة دولية سعت لمد جسور التعاون الثقافي والاقتصادي بين الشعوب. فقد قاد مجرم الحرب بنيامين نتنياهو عصابة من اليمين الصهيوني المتطرف، أراد من خلال محاولة اغتيال قيادات سياسية لحركة "حماس" في الدوحة، تحقيق عدة أهداف، منها تقويض العملية التفاوضية، لاستكمال جريمة التطهير العرقي والإبادة في غزة، إذ يعتقد نتنياهو واليمين الصهيوني اللاهوتي المتطرف، أن المفاوضات تشكل عائقا أمام استكمال مخططات احتلال قطاع غزة، وتهجير الشعب الفلسطيني منه بقوة القصف والتدمير والمجازر. وما أثار هذه الخشية لدى المجرم نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة، أن "حماس" وافقت سابقا على اقتراح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف في 18 أوت الماضي، دون تعديل أو تحفظ، ما شكل له حرجا وضغطا كبيرين أمام الرأي العام الدولي، والرأي العام الصهيوني الذي اتهمه بالتعنت وتضييع فرصة إطلاق سراح الأسرى، ووقف الحرب على غزة. في هذا السياق، يبدو أن نتنياهو خشي أن توافق حركة "حماس" مجددا على مقترحات الرئيس الأميركي، ما جعله يسابق الزمن ويقوم بهذا العدوان المباشر على فريق حركة "حماس" المفاوِض بقيادة الدكتور خليل الحية، ليقطع الطريق أمام الوصول لاتفاق لوقف إطلاق النار، ولتبقى فرضية الحرب على غزة هي المسيطرة على المشهد، لتحقيق أهدافه السياسية اللاهوتية في أرض إسرائيل الموعودة. و مهما يكن، فإن الضربة الصهيونية على الدوحة وضعت الإستراتيجية الأميركية في الشرق الأوسط في وضع شديد الخطورة لاسيما وأن هذه الضربة كانت مقصودة من نتنياهو لمنع إمكانية أن تقدم "حماس" ردا إيجابيا على شروط ترامب. خاصة و أن المجرم و ووزراءه المتطرفين من اليمين المتشدد باتوا قريبين من تحقيق إرهابهم بتسوية مدينة غزة بالأرض، وهي آخر المناطق القابلة للعيش في القطاع. وبالنسبة لدول مجلس التعاون الخليجي، فإن المسألة أيضا اقتصادية، ذلك لأن صورة شبه الجزيرة العربية باستثناء اليمن، كمكان آمن للزيارة والاستثمار تُعد عنصرا أساسيا لخططها في تنويع الاقتصاد بعيدا عن صادرات النفط والغاز. كما أن عدة دول أبدت مخاوفها من اتساع رقعة الصراع، في تناقض مع توصيف نتنياهو وترامب للحادثة باعتبارها خطوة على طريق السلام. ويرى المحللون في الشأن السياسي، أن الهجوم الصهيوني على وفد "حماس" في قطر أثار انتقادا علنيا نادرا من ترامب. كما أدانه القادة الأوروبيون واعتبروه انتكاسة للمحادثات التي كانت تجري بوساطة قطرية لإنهاء الحرب والإفراج عن الأسرى الصهيونيين لدى "حماس". و أن حسب هؤلاء أكثر ما يثير الدهشة أن الولايات المتحدة أثبتت أنه ليس لديها خطوط حمراء أمام العمل العسكري الصهيوني، حتى عندما يُوجَّه ضد حليف أميركي وثيق مثل قطر. و بناء عليه، إذا كان الاحتلال الصهيوني قادر على قصف قطر رغم دورها الدبلوماسي، فهذا يعني أنه لا توجد دولة آمنة في المنطقة، حتى لو كانت حليفا مقرّبا لواشنطن. وبذلك، يكون الصهاينة قد حجبوا بعض التفاصيل العملياتية لتتيح لأميركا إمكانية الإنكار المعقول. لكن بالنظر إلى ما تمتلكه واشنطن من إمكانيات إلكترونية للرصد والمراقبة وأقمار اصطناعية في الشرق الأوسط، فإنه يصعب التصديق بأن جيش الولايات المتحدة وأجهزة استخباراتها لم يكونوا على علم مسبق تماما بما سيحدث. ذلك أن محاولة اغتيال مفاوضي حماس، وتنفيذ عمل عسكري في عاصمة الوسيط الأساسي، تعني على الأرجح أن بني صهيون يعتزمون طرد أو قتل أو إخضاع 2.4 مليون فلسطيني في غزة و3 ملايين آخرين في الضفة الغربية إخضاعا كاملا.و هو دليل على أن الحرب لن تهدأ في الشرق الأوسط إلى حين.

سبتمبر 15, 2025 - 14:46
 0
بعد اعتداء الصهاينة على قطر...لا توجد دولة آمنة في المنطقة حتى لو كانت حليفة واشنطن
تحاليل الجمهورية:
في خرق فاضح للأعراف والقوانين الدوليتين، قام الاحتلال الصهيوني بالاعتداء على الأراضي القطرية في محاولة اغتيال فاشلة لفريق التفاوض السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الدوحة حيث تجاوز الكيان الصهيوني كل الحدود من خلال هذه العملية مؤججا الوضع أكثر في منطقة الشرق الأوسط في اعتداء لاقى إدانة دولية واسعة واستياء عارما، بما مثله من سابقة خطيرة، انتهكت سيادة دولة عضو في الأمم المتحدة، ومجلس التعاون الخليجي، وليست على تماس جغرافي مباشر مع الصهاينة، كما أنها ليست في حالة حرب معها ناهيك عن أن دولة قطر تعد من أهم "اللاعبين الدوليين" في تسوية النزاعات الدولية المعقدة، وشكلت في سياساتها رمزا للسلام والتعايش، ومحضنا لأنشطة دولية سعت لمد جسور التعاون الثقافي والاقتصادي بين الشعوب. فقد قاد مجرم الحرب بنيامين نتنياهو عصابة من اليمين الصهيوني المتطرف، أراد من خلال محاولة اغتيال قيادات سياسية لحركة "حماس" في الدوحة، تحقيق عدة أهداف، منها تقويض العملية التفاوضية، لاستكمال جريمة التطهير العرقي والإبادة في غزة، إذ يعتقد نتنياهو واليمين الصهيوني اللاهوتي المتطرف، أن المفاوضات تشكل عائقا أمام استكمال مخططات احتلال قطاع غزة، وتهجير الشعب الفلسطيني منه بقوة القصف والتدمير والمجازر. وما أثار هذه الخشية لدى المجرم نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة، أن "حماس" وافقت سابقا على اقتراح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف في 18 أوت الماضي، دون تعديل أو تحفظ، ما شكل له حرجا وضغطا كبيرين أمام الرأي العام الدولي، والرأي العام الصهيوني الذي اتهمه بالتعنت وتضييع فرصة إطلاق سراح الأسرى، ووقف الحرب على غزة. في هذا السياق، يبدو أن نتنياهو خشي أن توافق حركة "حماس" مجددا على مقترحات الرئيس الأميركي، ما جعله يسابق الزمن ويقوم بهذا العدوان المباشر على فريق حركة "حماس" المفاوِض بقيادة الدكتور خليل الحية، ليقطع الطريق أمام الوصول لاتفاق لوقف إطلاق النار، ولتبقى فرضية الحرب على غزة هي المسيطرة على المشهد، لتحقيق أهدافه السياسية اللاهوتية في أرض إسرائيل الموعودة. و مهما يكن، فإن الضربة الصهيونية على الدوحة وضعت الإستراتيجية الأميركية في الشرق الأوسط في وضع شديد الخطورة لاسيما وأن هذه الضربة كانت مقصودة من نتنياهو لمنع إمكانية أن تقدم "حماس" ردا إيجابيا على شروط ترامب. خاصة و أن المجرم و ووزراءه المتطرفين من اليمين المتشدد باتوا قريبين من تحقيق إرهابهم بتسوية مدينة غزة بالأرض، وهي آخر المناطق القابلة للعيش في القطاع. وبالنسبة لدول مجلس التعاون الخليجي، فإن المسألة أيضا اقتصادية، ذلك لأن صورة شبه الجزيرة العربية باستثناء اليمن، كمكان آمن للزيارة والاستثمار تُعد عنصرا أساسيا لخططها في تنويع الاقتصاد بعيدا عن صادرات النفط والغاز. كما أن عدة دول أبدت مخاوفها من اتساع رقعة الصراع، في تناقض مع توصيف نتنياهو وترامب للحادثة باعتبارها خطوة على طريق السلام. ويرى المحللون في الشأن السياسي، أن الهجوم الصهيوني على وفد "حماس" في قطر أثار انتقادا علنيا نادرا من ترامب. كما أدانه القادة الأوروبيون واعتبروه انتكاسة للمحادثات التي كانت تجري بوساطة قطرية لإنهاء الحرب والإفراج عن الأسرى الصهيونيين لدى "حماس". و أن حسب هؤلاء أكثر ما يثير الدهشة أن الولايات المتحدة أثبتت أنه ليس لديها خطوط حمراء أمام العمل العسكري الصهيوني، حتى عندما يُوجَّه ضد حليف أميركي وثيق مثل قطر. و بناء عليه، إذا كان الاحتلال الصهيوني قادر على قصف قطر رغم دورها الدبلوماسي، فهذا يعني أنه لا توجد دولة آمنة في المنطقة، حتى لو كانت حليفا مقرّبا لواشنطن. وبذلك، يكون الصهاينة قد حجبوا بعض التفاصيل العملياتية لتتيح لأميركا إمكانية الإنكار المعقول. لكن بالنظر إلى ما تمتلكه واشنطن من إمكانيات إلكترونية للرصد والمراقبة وأقمار اصطناعية في الشرق الأوسط، فإنه يصعب التصديق بأن جيش الولايات المتحدة وأجهزة استخباراتها لم يكونوا على علم مسبق تماما بما سيحدث. ذلك أن محاولة اغتيال مفاوضي حماس، وتنفيذ عمل عسكري في عاصمة الوسيط الأساسي، تعني على الأرجح أن بني صهيون يعتزمون طرد أو قتل أو إخضاع 2.4 مليون فلسطيني في غزة و3 ملايين آخرين في الضفة الغربية إخضاعا كاملا.و هو دليل على أن الحرب لن تهدأ في الشرق الأوسط إلى حين.
بعد اعتداء الصهاينة على قطر...لا توجد دولة آمنة في المنطقة حتى لو كانت حليفة واشنطن