بيننا وبين فرنسا أنهار من الدّماء لم تجفّ
أحيت الأمّة الجزائرية المسلمة، يوم الخميس الماضي، الذكرى الثمانين لمظاهرات الثامن من ماي 1945م التي واجهها المحتل الفرنسيّ البغيض بارتكاب مجازر إبادة مروّعة راح ضحيتها أكثر من 45 ألف مسلم جزائريّ، خلال 16 يوما! وقد بلغت الهمجية بالمحتلّ الصليبيّ المتغطرس أنّه أباد عروشا وقرى بأكملها، في سطيف وقالمة وخراطة ومدن أخرى. ليشفي غليله من شعب […] The post بيننا وبين فرنسا أنهار من الدّماء لم تجفّ appeared first on الشروق أونلاين.


أحيت الأمّة الجزائرية المسلمة، يوم الخميس الماضي، الذكرى الثمانين لمظاهرات الثامن من ماي 1945م التي واجهها المحتل الفرنسيّ البغيض بارتكاب مجازر إبادة مروّعة راح ضحيتها أكثر من 45 ألف مسلم جزائريّ، خلال 16 يوما! وقد بلغت الهمجية بالمحتلّ الصليبيّ المتغطرس أنّه أباد عروشا وقرى بأكملها، في سطيف وقالمة وخراطة ومدن أخرى. ليشفي غليله من شعب خرج يطالب بحريته واستقلال بلده.
كانت مجازر إبادة لا يجوز بحال من الأحوال أن تنسى أو توصف بأنّها “أحداث”. ولو أنّ الاستعمار اعتذر منها وقدّم التعويض ما جاز أن تنسى أو يبدّل وصفها، كيف وهو يرفض الاعتذار ولا يزال يفخر بماضيه الاستعماريّ في الجزائر! وصدق شاعر الثّورة محمّد العيد آل خليفة –رحمه الله- حين قال:
أأكتم وجدي أو أهدئ إحساسي * و(ثامن ماي) جرحه ما له آس
وأرقب ممن أحدثوه ضماده * وهم في جماحٍ لم يميلوا لإسلاس؟!
مجازر الثامن ماي لم تكن الأولى ولا الأخيرة في سجلّ المستعمر الفرنسيّ الصليبيّ، فهي واحدة من آلاف الوقائع التي أبانت عن مدى الحقد الذي تحمله فرنسا للجزائريين خاصّة وللمسلمين عامّة: ((وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ)).
إن نسينا فلا يجوز لنا أبدا أن ننسى أنّ فرنسا الصليبيةَ عندما احتلت الجزائر حوّلت جامع “كتشاوة” إلى إسطبل للخيول في العام 1832م، وأخرجت المصاحف وأحرقتها، وقتلت آلاف المصلين الذين اعتصموا في المسجد احتجاجاً على تحويل المسجد إلى كنيسة. فهل من دليل أدلّ من هذا على أنّ الاستعمار الفرنسيّ للجزائر كان دينيا وبدافع صليبيّ؟!
لا يجوز لنا أن ننسى ما فعلته فرنسا بالقبائل التي قاومت احتلالها وبالعزّل الذين لم يحملوا سلاحا، على مدار 132سنة.. لا يجوز لنا أن ننسى المحرقة التي اقترفتها في حقّ أولاد رياح قريبا من مستغانم في حقّ ما لا يقلّ عن ألف جزائري في جوان 1845م.. ولا يجوز أن ننسى محرقة الأغواط في ديسمبر 1852م، تلك المحرقة التي استخدم فيها الاستعمار السلاح الكيماوي وأباد خلالها ثلثي السكان، وكان من ضحاياها أطفال رضع وضعوا في أكياس وأحرقوا أحياء بعد أن تمّ تخديرهم بموادّ غازية سامة!
شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين
The post بيننا وبين فرنسا أنهار من الدّماء لم تجفّ appeared first on الشروق أونلاين.