تعيين موكوينا مدربا لمولودية الجزائر.. بين الرغبة في التألق وحقيقة الكرة في الجزائر

أعلنت إدارة مولودية الجزائر بشكل رسمي، مطلع هذا الأسبوع، عن تعيين الجنوب إفريقي رولاني موكوينا مدربا جديدا للفريق، خلفًا للمدرب التونسي خالد بن يحيى، في أول تجربة لنادي مولودية الجزائر مع مدرسة جنوب إفريقيا، بعدما اعتمدت في السابق على الأسماء الكلاسيكية في البطولة الوطنية أو الاعتماد على المدارس المعروفة على غرار الفرنسية وشرق أوروبا بالإضافة إلى البرتغالية والإيطالية، لتكون أول علاقة بين مدرب من جنوب إفريقيا ونادي جزائري في تاريخ الكرة المحلية.
وبعيدا عن إنجازات موكوينا مع ماميلودي صن داونز، حيث حقق العديد من النجاحات على الصعيد المحلي والقاري، بالإضافة إلى تجربته الأخيرة مع نادي الوداد البيضاوي المغربي، يعتبر اختيار الجنوب إفريقي سلاحا ذا حدين بالنسبة للإدارة العاصمية، ليس تشكيكا في قدرات موكوينا التدريبية، بل في الإختلاف الكبير بين مولودية الجزائر ونادي صانداونز سواء على مستوى القيمة المالية أم جودة اللاعبين أم حتى الفكر الكروي للاعبين مقارنة بلاعبي البطولة الجزائرية، وهو ما سيشكل تحديا كبيرا للطرفين سواء للإدارة في إثبات حسن اختيار المدرب، أو موكوينا في إثبات قيمته بعد التجربة المتوسطة في الدوري المغربي مع الوداد البيضاوي.
والملاحظ في تجارب رولاني موكوينا السابقة، هو الأفكار المطبقة على أرضية الميدان خاصة في قيادته لنادي صانداونز وتتويجه بكأس رابطة أبطال إفريقيا، حيث كان الفريق أكثر إمتاعا وأكثر إبهارا من كل المنافسين، وهو ما حمّس إدارة حاج رجم للتعاقد معه، غير أن الإختلاف كبير وغير مشابه تماما بين الفريقين، أين تعامل في السابق مع لاعبين بأسس تكتيكية متكاملة، ولاعبين بجودة مميزة، وفي مستوى كروي عالي سواء في المنافسين على الدوري الجنوب إفريقي، أم حتى المدربين، ما يجعل تطبيق الأفكار أسهل سواء في قراءة المواجهات، مقارنة بما سيكتشفه في البطولة الجزائرية، التي لطالما كانت ضحية لقرارات غير مبنية على أسس رياضية، سواء من حيث البرمجة، أم الملاعب التي تحتضن اللقاءات، وبالمستوى المتذبذب للتحكيم، ما يجعل المهمة صعبة له في تطبيق الأفكار، والعمل على المستوى المتوسط والبعيد.
شخصية موكوينا ستصنع الفارق في فريق مولودية الجزائر، والتي تتطلب تجاوب تام من طرف اللاعبين، خاصة وانه معروف بالصرامة في العمل، ويهتم بالتفاصيل الصغيرة، من اجل الوصول إلى المثالية سواء في طريقة العمل، من خلال العمل طيلة يوم كامل مع عناصره، التي لن يجد صعوبة فيها بالنظر للبنية التحتية التي تحوزها المولودية، أم في فلسلفة اللعب، والتي تعتمد في الأساس على المهارة والجودة وهي الصفات التي يمتلكها زملاء أكرم بوراس، دون نسيان الانضباط التكتيكي، وهي النقطة التي تعتبر أحد سلبيات الكرة الجزائرية، بسبب عدم التكوين الجيد للاعبين من هذه الناحية، ما جعل عديد المدربين الأجانب يؤكدون صعوبة العمل مع اللاعب الجزائري بسبب تكوينه الضعيف تكتيكيا.
والأكيد، أن الرغبة في النجاح موجودة في النادي العاصمي، والنية في تشكيل فريق قوي يقارع كبار القارة واضحة تماما، يضاف إليها ظروف العمل في مولودية الجزائر ستساعد كثيرا موكوينا سواء من حيث الإمكانيات المالية، او اللوجيستيكية لتوفر العميد على مركزه الخاص للتدريبات والعودة إلى ملعب علي عمار بالدويرة، غير أن العوائق ستكون كثيرة للجنوب إفريقيا، من البرمجة إلى الملاعب التي ستجرى فيها لقاءات البطولة، ونجاحه مرهون بدرجة تجاوب اللاعبين مع أفكاره وطريقة لعبه وتطبيقها فوق أرضية الميدان، ليبقى مناصر المولودية ينتظر بداية الموسم على أحر من الجمر لرؤية فريقه بحلة مغايرة عن التي تعود عليها في السنوات الماضية.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post تعيين موكوينا مدربا لمولودية الجزائر.. بين الرغبة في التألق وحقيقة الكرة في الجزائر appeared first on الشروق أونلاين.