تكالب اعلامي يكشف وهن الطرف الفرنسي

كسابقاتها من الخرجات الاعلامية الفرنسية، التي كعادتها تجعل من التاريخ وسيلة لعرض وجهة نظر دوائر مشبوهة لم تستطع الخروج علنا للتعبير عن الأسى و الحقد لما كان يسمى في الماضي ب” الجزائر الفرنسية” التي لم يعد لها أثر ماعدا في الكتب التي تسرد وقائع الماضي الغابر ، لأن الجزائر قالت كلمتها بثورة شعبية مسلحة دحرت …

مايو 1, 2025 - 17:02
 0
تكالب اعلامي  يكشف وهن الطرف الفرنسي

كسابقاتها من الخرجات الاعلامية الفرنسية، التي كعادتها تجعل من التاريخ وسيلة لعرض وجهة نظر دوائر مشبوهة لم تستطع الخروج علنا للتعبير عن الأسى و الحقد لما كان يسمى في الماضي ب” الجزائر الفرنسية” التي لم يعد لها أثر ماعدا في الكتب التي تسرد وقائع الماضي الغابر ، لأن الجزائر قالت كلمتها بثورة شعبية مسلحة دحرت المستعمر إلى غير رجعة.
عندما يختلط التاريخ بالأسى و الحسرة، ينتج عنه خطاب مريض غير قادر على فهم الواقع إلا بالعودة إلى الماضي
الماضي الذي مضى و أخذ معه ذكرياته لتضعها السنين في طيات النسيان ، يرفض أن يغيب عن الذاكرة الفرنسية.
كل الدوائر المتنفذة بفرنسا تقتات من الذاكرة ، وتستثمر فيه للتعبير عن خسارة لا تعوض ،كان اسمها ” الجزائر الفرنسية”.
الوسيلة الاعلامية الفرنسية “إكسبرس” اعتمدت على الماضي لتصل إلى حاضر مختلف جذريا عما تعود على سماعه شرائح واسعة من النخب الفرنسية.
فالصراع قائم و معترف به في كلا الضفتين من المتوسط، ولا معنى لنشر سردية تنم عن منطق كلونيالي-جديد هدفه الرئيسي تبرير أحداث فصل التاريخ فيها منذ زمن بعيد.
نكهة استخباراتية تشم من أول سطر من الملف المعروض للقارئ،و كأن مصير الجزائر مربوط حتما بفرنسا ،رغم أن الشعب الجزائري اثبت من خلال ثورة نوفمبر المجيدة أن الجزائر ليست فرنسا ، و لا يمكن أن تكون فرنسا مهما كانت الظروف. لأن ، وببساطة، التاريخ و الجغرافيا ،أثبتا منذ الأزل أن الاختلاف مترسخ بين الشعبين، رغم العلاقات الإنسانية التي تجمع البعض من كلا الضفتين.
فلا يمكن لعمليات استخباراتية ،قام به طرف أو ذاك، أن تكون مرجعا يحدد العلاقات بين الجزائر و فرنسا. فإذا كان هناك مايزعج الطرف الفرنسي فما عليه إلا النظر إلى التجاوزات الأمنية و الديبلوماسية التي ارتكبها، ليعرف أن لو تفتح ملفات تجاوزات فرنسا ضد الجزائر أمام الرأي العام الجزائري و الفرنسي ، ستنتهي العلاقة بالقطيعة بين البلدين،و هو ما يدركه الطرفان على حد سواء.
الوسيلة الاعلامية الفرنسية لم تأتي بجديد يذكر ، ما عدا سردية يعرفها معظم الناس في الجزائر و فرنسا ، و ما عملية إظهار معرفة و علم بخبايا الجزائر ما هو إلا ذر الرماد في العيون ، لأن تعقيدات الملفات تجعل من الخرجة الاعلامية مجرد حجرة صغيرة في جبل من الحصى. لأن الحديث عن وقائع حدثت في الماضي سيجر فرنسا و مؤسساتها إلى مستنقع لا يمكن الخروج منه ،و إن حدث، فالأضرار ستكون كبيرة على الجانب الفرنسي. الوضع المتأزم في فرنسا جعل صاحب القرار يبكي على “فقدان الجنة ” التي كانت توفر له مصادر متنوعة من خيرات الجزائر ، من طاقة و معادن،على حساب الشعب الجزائري ، فكثيرة هي المليارات من اليور التي استفادة منها فرنسا و شعبهابدون وجه حق. هذا ما يحزن فرنسا التي تعيش ازمة مالية و اقتصادية غير مسبوقة، ما دفعها إلى توظيف وسائلها و جواسيسها لربما تسترجع شيئا منا فقدته. لكن العطلة انطلقت و لا يمكن ايقافها.