جاك كافانا لـ “الوطنية تي في”:اعتراف فرنسا بجرائمها أمر ضروري حتى يتم تحديد المسؤولين عنها
يُشدد المحامي الفرنسي، جاك كافانا، على “ضرورة الاعتراف بجرائم فرنسا التي ارتكبت خلال فترة الاستعمار الفرنسي، ليتم بعدها تحديد من هُو المسؤول الجيش الفرنسي أو السياسيين”، مستحضرا في هذا السياق “ فرنسوا ميتران الذي سمح بالتعذيب خلال فترة الاستعمار حتى أنه أمر بإعدام قادة الثورة التحريرية عام 1958. بالتأكيد كانت لديكم فرصة بأن تعيشوا منذ […] The post جاك كافانا لـ “الوطنية تي في”:اعتراف فرنسا بجرائمها أمر ضروري حتى يتم تحديد المسؤولين عنها appeared first on الجزائر الجديدة.

يُشدد المحامي الفرنسي، جاك كافانا، على “ضرورة الاعتراف بجرائم فرنسا التي ارتكبت خلال فترة الاستعمار الفرنسي، ليتم بعدها تحديد من هُو المسؤول الجيش الفرنسي أو السياسيين”، مستحضرا في هذا السياق “ فرنسوا ميتران الذي سمح بالتعذيب خلال فترة الاستعمار حتى أنه أمر بإعدام قادة الثورة التحريرية عام 1958.
بالتأكيد كانت لديكم فرصة بأن تعيشوا منذ سنة 1962 علاقات تتراوح بين التهدئة والصراع تُرفعُ أحيانًا وتنخفضُ أحيانًا أخرى، متأثرة طبعًا بتناوب الحكومات المختلفة على الحكم بين البلدين ثم بالإرث التاريخي المُرتبط بالاستعمار ورهانات أخرى مُهمة، إذا طلبت منكم قراءة عامة لهذه الفترة من العلاقات الجزائرية الفرنسية من 1962 إلى يومنا هذا كيف تصفونها؟
أشكرك على هذا السؤال خاصة بالنسبة إلى الفترة التي نشهدها حاليا، أولا خلال 20 سنة أي إلى غاية 1982 التاريخ الذي عدت فيه لأول مرة وأتيت بوالدتي على أن أقول إنه إذا كان علي أن أصف بصفة شاملة العلاقة أعتقد أنه كان يمكنُ لنا القيام بالأفضل من الجانبين لأن تاريخنا مُشترك ومُتقاسم نجدُ كل النزعة الإنسانية من الجانبين. ونجد أيضا الألم أتغفهم أن تكون هناك صراعات بين مُزدوجتين لأن هذه الآلام تركت بعض الآثار ومست المجموعتين في بعض الحالات، ومن الجانب الجزائري أكثر كانت هناك حالات لم نعرفها نحن الذين سكنوا هنا إذ اكتشفت بنفسي أشياء وأحداث أتت اليوم مع الزم وكنت أجهلها قلت في نفسي إذا كنت من الضفة الأخرى لم تسموني جاك بل محمد، ولأني كنت أعرف جيدًا طبعي كان علي أن أكون في موقع الدفاع فليس هذا بريئا لكننا كُنا دائمًا مع الضُعفاء وربما لأن هذا الأمر يعود بطبيعة الحال إلى طبيعة المهنة أو من عيوب المهنة لكني أعتقد أنه من هذا الجانب أو من الجانب الآخر لا بد أن تكون هناك تهدئة لكنها تهدئة تقوم على مد اليد من كل جهة لكن من أناس يفهمون، إذ لا بُد أن يكون من الجانب الفرنسي تفهم الجزائريين لأنه ينبغي معرفة ثقافتهم عندما نقوم بالتبادل، فمثلا أنا لما أستقبلُ أحدًا أحاول أن أرى من الناحية السيكولوجية ما وراء مُشكلته.
ومع الجزائري بالتحديد لا بُد أن تربط العلاقات على الثقة والتنمية وإرادة المُضي نحو المُستقبل وجلب شيء للشعب من الجانبين، ويجب أن نتوقف اليوم عن استغلال الدين أو أي حالة لنقول بأننا جزائريون هذا غير متاح ولأنه غير مُتاح لا بُد من تحسينه، أولا على عاتق السياسيين القيام بهذا الجهد وليس عامة الناس التي لا تملك السُلطة، ويمتلك السلطة لأن يكون مُحسنا مع جاره ومُتصالحًا معهُ ودعمه في كل الحالات لكن هذا بين فرد وفرد وهذا لا يتطلبُ السياسة بينما السياسيون يمرون.
نعلم جميعا أن قادة البلدين حاولوا دائما تجاوز هذه الحالة لكن ولا قائد نجح في ذلك كيف ترى هذا؟
الرئيس الفرنسي السابق ساركوزي عندما جاء إلى الجزائر تحدث عن النظام الاستعماري بكل أسف وأعتقدُ أنه وصفهُ بـ “المؤلم” وغير “العادل”، وفرنسوا هولاند فضل الحديث عن المستقبل والقول بكل بساطة لكن هذا خطأ لأن هناك واجب الذاكرة المُلقى علينا من الجانبين لا ينبغي علينا أن نخاف من رؤية الواقع، لا أن نخاف من تحليل التاريخ والقول إنه ما كان ينبغي أن يقع ما وقع، لكنه وقع ويجب أن نعترف به ولا بد من الاعتراف وبعدها لا بد من الوقت لمعرفة من هُو المسؤول، الجيش الفرنسي رُبما، السياسيين بالتأكيد لأنه لا بد من التذكير أن السيد ميتران كان وزيرا للداخلية وأنه سمح بالتعذيب.
وبصفته وزيرا للعدل أمر أيضا بتنفيذ الإعدام في حق قادة الثورة التحريرية عام 1958.. صحيح.. صحيح وعلينا أن نواجه هذا الواقع أمامنا ولا يجبُ إطلاقًا الادعاء أننا لا نعلم، الرئيس الفرنسي ماكرون طيب بالتأكيد لكنه يمارس السياسية، وقد استلم فرنسا في الحال التي كانت فيها ومثلما هو معروف عندما نمسك بمؤسسة مهما كان حالها نتحمل الأرباح والخسائر وفي هذه النقطة يمكن الإشارة إلى فترة الاستعمار والمآسي التي عرفناها من الجانبين، الفرنسيون الذين كانوا هنا.
هل تؤمنون بشعار المُصالحة الذاكرتية؟
بصراحة أنا أؤمن بها، لكن لا بد من إرادة وبمشاركة الناس الذين ولدوا هنا.
ما رأيك في التدابير التي اتخذها الرئيسان الجزائري والفرنسي بتشكيل لجنة للقيام بأبحاث؟
هذا عمل المؤرخين اليوم وليس عمل أناس مثلي لأني لستُ مؤرخا وهذا يتجاوزني وليس لي ما يكفي المعطيات.
هناك من يقول إن على كل طرف أن يكتب تاريخه؟
لن يكون هذا موضوعيًا إطلاقًا لا بُد من إعادة النظر إلى الوقائع أمامنا كنت مخطئا في وقت ما وما كان ينبغي أن يتكرر الخطأ ونعترف بالوقائع، ومن الجانب الآخر نعترف بالواقع أو لا نعترف بها لا يهمُ كثيرا لكن لا بد أن يكون هناك اتفاق، ويتكلم الطرفان وإلا لن يكون هناك إطلاقا تاريخ موضوعي فإن كتبت تاريخي وحدي سأكون على حق وحدي.
فؤاد ق
The post جاك كافانا لـ “الوطنية تي في”:اعتراف فرنسا بجرائمها أمر ضروري حتى يتم تحديد المسؤولين عنها appeared first on الجزائر الجديدة.