حكومة فرنسا تجنح مرة أخرى إلى التهدئة مع الجزائر
عادت السلطات الفرنسية إلى التأكيد على موقفها الرامي إلى تفادي التصعيد اللفظي السياسي والإعلامي تجاه الجزائر، وذلك بعد أن قدرت باريس بأن تلك الاستراتيجية لن تفيدها في شيء، بل إنها تزيد من تعقيد وضع الكاتب الفرانكو جزائري، بوعلام صنصال، الذي يقضي عقوبة السجن لمدة خمس سنوات نافذة. وجاء القرار على لسان وزير الشراكات الدولية الفرنسية، […] The post حكومة فرنسا تجنح مرة أخرى إلى التهدئة مع الجزائر appeared first on الشروق أونلاين.


عادت السلطات الفرنسية إلى التأكيد على موقفها الرامي إلى تفادي التصعيد اللفظي السياسي والإعلامي تجاه الجزائر، وذلك بعد أن قدرت باريس بأن تلك الاستراتيجية لن تفيدها في شيء، بل إنها تزيد من تعقيد وضع الكاتب الفرانكو جزائري، بوعلام صنصال، الذي يقضي عقوبة السجن لمدة خمس سنوات نافذة.
وجاء القرار على لسان وزير الشراكات الدولية الفرنسية، ثاني محمد صويلحي، الذي لفت إلى أن الحكومة الفرنسية تفضل التصرف “بهدوء” لضمان إطلاق سراح مواطنيها في الخارج، وعلى رأسهم بوعلام صنصال، ولاحظ بأن التنديد والعنف اللفظي لن يؤديا إلا إلى تفاقم وضعهم، وفق ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية (فرانس براس)، ليلة الأربعاء إلى الخميس.
وقال ثاني محمد صويليحي: “هناك من يحرض أو يُندد دون تحقيق أي شيء، مما يفاقم الوضع. نحن نتحرك بهدوء، وهدفنا الوحيد هو النتائج”، وأوضحت الوكالة الرسمية أن تصريح المسؤول في حكومة فرانسوا بايرو، إنما جاء ردا على المطالب التي يرفعها بعض السياسيين والتي يشددون من خلالها على ضرورة أن ترفع الحكومة الفرنسية صوتها بخصوص رعاياها المسجونين في الخارج، وكانت الجزائر حاضرة، إلى جانب إيران، التي سجنت بدورها رعايا فرنسيين (امرأة ورجل)، على خلفية تهم بالتجسس لصالح الكيان الصهيوني.
وأكد الوزير الفرنسي ردا على أسئلة الحكومة في مجلس الشيوخ في غياب وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، الذي كان في لندن في زيارة رسمية لإيمانويل ماكرون، أن “السلك الدبلوماسي الفرنسي يعمل بأكمله من أجل إطلاق سراح المواطنين الفرنسيين المعتقلين” في الخارج.
وبعد هدنة غير معلنة من قبل الطرف الفرنسي، بدأت أسابيع قبل جلسة الاستئناف في قضية بوعلام صنصال، واستمرت إلى غاية الاحتفال بعيد الاستقلال، حيث كان الفرنسيون يأملون في الإفراج عن “كاتبهم”، إما بتخفيف عقوبته أو بعفو رئاسي، غير أن أيا من الاحتمالين لم يتحقق، وهو المعطى الذي أربك المشهدين السياسي والإعلامي في فرنسا، ووضع السلطات الفرنسية وعلى رأسها إيمانويل ماكرون، في حرج كبير أمام الرأي العام المحلي.
وباتت الدبلوماسية الفرنسية منذ ما يقارب الأسبوع أمام نيران شديدة مصدرها المدافعين عن صنصال، ولاسيما ما يسمى اللجنة الدولية للدفاع عن الكاتب الفرانكو جزائري، ممثلة في رئيستها، نويل لونوار، وعضوها النشط، أرنو بينيديتي، حيث اتهمت اللجنة السلطات الفرنسية بالتقصير في التحرك، مشيرة إلى أن زمن التهدئة مع الجزائر لم يعد له أي مبرر، على حد زعمها.
وعلى الرغم من أن صنصال لم يستفد من عفو الرئيس عبد المجيد تبون، استنادا إلى بيان الرئاسة الجزائرية الذي استثنى من ارتكبوا جرائم بحق الوحدة الترابية للبلاد، إلا أن العديد من المسؤولين الفرنسيين وبعض الوجوه المحسوبة على اليمين المتطرف، خرجت لتؤكد بأن العفو لا يزال ممكنا وقد يأخذ طابع الاعتبار الصحي، وهو ما دفع وكالة الأنباء الجزائرية، إلى تعميم برقية قضت من خلالها على كل آمال من كانوا يحلمون بعفو عن الكاتب الفرانكو جزائري.
وقد أحدث هذا المعطى جلبة لدى الأوساط السياسية والدبلوماسية في فرنسا، ولاحت في الأفق ملامح تجدد التصعيد الذي شهده مطلع العام الحالي بين الطرفين، وشكل عودة السفير الفرنسي الأسبق في الجزائر على مرتين، كزافيي دريانكور، إلى الواجهة الإعلامية، عبر منابر إعلامية يمينية متطرفة، داعيا باريس إلى العودة إلى منطق القبضة الحديدية، متحدثا عن إهانة الجزائر لباريس، في تكرار واضح للعبارات التي سبق وأن رددها وزير الداخلية، برونو روتايو، قبل أن يختفي عن الأنظار منذ مدة.
شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين
The post حكومة فرنسا تجنح مرة أخرى إلى التهدئة مع الجزائر appeared first on الشروق أونلاين.