حكيم الجزائر محمد البشير الإبراهيمي في الذكرى الستين لوفاته

إي والله، حكيم بأتمّ معنى الكلمة، وقد عقّب هو نفسه على من قال عنه “علّامة الجزائر”، بقوله “أنا علّامة الجزائر، وعلَامة رفع لا علامة خفض”… وآية حكمته ما قرأناه له فيما وصل إلينا من آثاره التي نُشرت في خمس مجلدات، بإشراف ابنه الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي، وهي ما بقي مما كتب وما وصلنا من آثار […] The post حكيم الجزائر محمد البشير الإبراهيمي في الذكرى الستين لوفاته appeared first on الشروق أونلاين.

مايو 20, 2025 - 18:48
 0
حكيم الجزائر محمد البشير الإبراهيمي في الذكرى الستين لوفاته

إي والله، حكيم بأتمّ معنى الكلمة، وقد عقّب هو نفسه على من قال عنه “علّامة الجزائر”، بقوله “أنا علّامة الجزائر، وعلَامة رفع لا علامة خفض”… وآية حكمته ما قرأناه له فيما وصل إلينا من آثاره التي نُشرت في خمس مجلدات، بإشراف ابنه الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي، وهي ما بقي مما كتب وما وصلنا من آثار حفظتها لنا الجرائد والمجلات… أما ما ألّف من كتب في فنون متنوعة فكثير، ولكنه ضاع مع ما ضاع من رسائل ومقالات أخرى وأحاديث إذاعية في العالم الإسلامي؛ بل ومقابلات مع الكثير من رجال الفكر والدعوة في العالم الإسلامي -بكل أسف- ومنها لقاؤه مع الأستاذ أبو الأعلى المودودي في زيارته لباكستان.

قال لي الأستاذ محمد الهادي الحسني يوما “عزمتُ على ألا أقرأ لأحد بعد اليوم إلا للإبراهيمي”، وحق له ذلك؛ لأن من يقرأ للإبراهيمي، يشعر أنه يقرأ  كلاما غير عادي: مفردات وأسلوب وجمل متجانسة، لا تشعر بمفردة مقحمة في غير سياقها الذي وضعت فيه؛ بل لا يشعر بتكلّف أو تصنّع في شعر أو نثر أو سجع أو تصنّع في إيراد عبارات من مفردات عربية قديمة يريد الاستعلاء بها عن الناس… بل ويشعر من يقرأ للإبراهيمي، أنه يقرأ لأديب من الطراز العالي، حتى أن إعلام العراقيين استقبلوه في زيارته لبغداد في إطار الترويج للثورة بعناوين عريضة منها “أمير البيان”، التي لم يعرف بها إلا شكيب أرسلان، ويقرأ لفيلسوف وعالم في تربية وعالم في الاجتماع ومؤرخ… وكل ذلك يكتب فيه كتابة المتخصِّص وليس ككاتب المقال الملزم بتسليمه كل أسبوع… وفي كل ذلك من الحكمة الكثير التي لم يؤتها الكثير من الناس.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post حكيم الجزائر محمد البشير الإبراهيمي في الذكرى الستين لوفاته appeared first on الشروق أونلاين.