شبح الخوف يهدد أرواح الليبيين مجددا
· رابح لعروسي: المقاربة الجزائرية لا غبار عليها · عبد العالي حساني: الوضع “يؤثر مباشرة” على المنطقة في ظل التوترات والمستجدات التي تشهدها ليبيا، تجدد الجزائر دعوتها إلى كافة الأشقاء في ليبيا إلى الحوار كخيار وحيد لفض الخلافات، والتحلّي بروح المسؤولية الوطنية العالية، وتغليب المصلحة السامية للشعب الليبي فوق …

· رابح لعروسي: المقاربة الجزائرية لا غبار عليها
· عبد العالي حساني: الوضع “يؤثر مباشرة” على المنطقة
في ظل التوترات والمستجدات التي تشهدها ليبيا، تجدد الجزائر دعوتها إلى كافة الأشقاء في ليبيا إلى الحوار كخيار وحيد لفض الخلافات، والتحلّي بروح المسؤولية الوطنية العالية، وتغليب المصلحة السامية للشعب الليبي فوق كافة الاعتبارات الظرفية والحسابات الضيقة.
· المقاربة الجزائرية لحل الأزمة الليبية لا غبار عليها
وفي هذا الشأن، أكد المختص في الشأن السياسي، رابح لعروسي، أن المقاربة الجزائرية لحل الأزمة الليبية لا غبار عليها، الجزائر تبحث عن حل سياسي وسلمي للأزمة الليبية من خلال عدم الذهاب إلى العنف، وعدم استعمال السلاح، وضرورة الذهاب إلى الحوار وجمع الكلمة من أجل ترتيب البيت الليبي.
وشدد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، رابح لعروسي، على أن الموقف الجزائري تجاه القضية الليبية حازم جدا، خاصة أن الجزائر تقف دائما على مسافة واحدة من الفرقاء الليبيين، وهذا يعكس حرص الجزائر على التمسّك بمبادئها الثابتة، التي ترفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وتدعو للحلول السياسية.
وأبرز المتحدث أن الجزائر تعكس التزامها بالسلم في إطار مقاربتها الدولية والإقليمية لحل الأزمات، بعيدا عن لغة السلاح، وهذا ما جعل الجزائر تكسب الموثوقية داخل الجسم الإفريقي، من خلال ثبات مواقفها في حل هذه الأزمات، مشيرا إلى أن المسؤولية تقع على عاتق الليبيين أنفسهم، من الضروري أن تكفّ الأطراف الدولية عن التدخل في الشؤون الداخلية لليبيا من جهة، ومن جهة ثانية على الليبيين أيضا أن يكفوا عن التواطؤ واعتمادهم المستمر على الفعل الخارجي لتقوية جبهة ضد جبهة أخرى، لأن هذا لن يخدم الجسم الليبي، بل سيزيد من تعقيده، ويزيد من تعطيل العودة إلى الحياة السياسية والدستورية.
اعتبر المتحدث أن الفواعل الأجنبية في ليبيا تفعل أدوارها وتزيد من تعطيل وتعميق تعقيد المشهد الليبي، وتؤذيه في الذهاب إلى الحل السياسي وتنظيم الانتخابات، قائلا:” أما فيما يتعلق بليبيا، فالمشهد الليبي اليوم يزداد تعقيدا من خلال التوتر على مستوى الشارع الليبي، ومن خلال انتشار السلاح، ومن خلال نشاط الميليشيات.
في حين أشار المتحدث، إلى أن بعض الأطراف في ليبيا لا ترغب حاليا في ضبط الأمور، بل تسعى لاستمرار هذا الوضع لأنها تستفيد من مزايا كبيرة جدا، من خلال المناصب التي يحتلونها، والامتيازات في الرواتب، هذه الامتيازات القوية جدا التي تستفيد منها الطبقة الحاكمة المنقسمة في ليبيا، تجعلهم يخشون العودة إلى الشرعية وانتخاب الشعب الليبي، وبالتالي يسعون إلى إطالة عمر الأزمة، للاستفادة أكثر من الريع والمزايا الموجودة في ليبيا، بثرواتها وخياراتها.
· الوضع في ليبيا “مقلق”
من جهته، أكد رئيس حركة حمس على دور الجزائر بوصفها طرفا إقليميا يتمتع برصيد من الثقة لدى مختلف مكونات الساحة الليبية، وضرورة الإسراع في المبادرة بعيدا عن أجندات مصلحية ضيقة، معتبرا أن التزام الجزائر بمبدأ الحل السياسي السلمي، ورفضها القاطع لأي تدخل أجنبي عسكري أو سياسي يعزز بضرورة المبادرة بما يملى على الليبيين أهمية العودة إلى الحل السياسي السلمي، داعيا إلى مقاربة جديدة أكثر حزمًا وتوازنا، تراعي خصوصية السياق الليبي دون التفريط في المبادئ السيادية للدولة الحديثة، بعد أن فشلت دعوات المجتمع الدولي إلى التهدئة وضبط النفس.
وأشار المتحدث إلى أن الوضع الحالي يبعث على القلق ليس فقط بسبب التهديد المباشر للأمن والاستقرار، في ليبيا بل يشكل تأثيرا مباشرا على المنطقة لما يحمله من تداعيات على المسار السياسي العام، وعلى رأسه الاستحقاق الانتخابي المؤجل، ومسار المصالحة الوطنية الذي لا يزال يراوح مكانه.”
وحذر المسؤول السياسي من أنّ “غياب مؤسسة عسكرية موحدة، وافتقاد الأجهزة الأمنية للحياد المهني، يجعل من طرابلس مسرحًا قابلًا للاشتعال عند كل أزمة سياسية أو اقتصادية، كما أن استمرار اعتماد الفاعلين السياسيين على الأذرع المسلحة كأدوات ضغط ومساومة، يكرس منطق اللادولة ويهدد بانزلاق البلاد إلى مزيد من الفوضى والانقسام”، بحسب المتحدّث.
ولفت المتحدث إلى أن “استقرار ليبيا هو مصلحة وطنية مباشرة للجزائر، كما هو ركيزة أساسية لأمن المنطقة المغاربية ككل، والتاريخ أثبت أن الحلول المفروضة من الخارج قد تُنتج تهدئة مؤقتة، لكنها لا تبني سلامًا دائما ومن هنا فإن دعم الجزائر لمبادرة شاملة تشمل الترتيبات الأمنية والسياسية والاقتصادية، سيكون حجر الزاوية في أي حل يعيد للدولة الليبية مكانتها وهيبتها”.
إيمان لواس