شرياف:تصريحات الرئيس تُظهر رؤية في تنفيذ الإصلاحات الإقتصادية

اعتبر الخبير الاقتصادي جمال الدين شرياف في حوار صحفي لجريدة “الجزائر الجديدة” أن تصريحات رئيس الجمهورية خلال لقائه الأخير مع وسائل الإعلام الوطنية، تحمل رسائل قوية تؤكد التزام الدولة بمسار الإصلاح الاقتصادي، في إطار رؤية شاملة تهدف إلى تنويع الاقتصاد الوطني وتقليل التبعية للمحروقات.

وقال شرياف في تصريح صحفي: “الرئيس تحدث بلغة واقعية ومسؤولة عن التحديات التي تواجه الاقتصاد الوطني، لكنه في الوقت نفسه أظهر إرادة سياسية واضحة لدفع الإصلاحات نحو الأمام، سواء ما تعلق بتحسين مناخ الاستثمار، أو دعم المؤسسات الناشئة، أو تعزيز الأمن الغذائي من خلال النهوض بالقطاع الفلاحي.”

وأضاف المتحدث أن الإشارة إلى الرقمنة ومكافحة البيروقراطية تُعدّ من النقاط الجوهرية في مسار التحديث الاقتصادي، موضحًا أن “تسريع التحول الرقمي في الإدارة والمالية العمومية سيكون له أثر مباشر على تحسين الأداء الاقتصادي وزيادة الثقة لدى المستثمرين.”

وفيما يتعلق بملف الاستيراد والتسهيلات المقدمة للمستثمرين، ثمّن شرياف توجه الدولة نحو تبسيط إجراءات الاستيراد للمواد الأولية والتجهيزات المرتبطة بالإنتاج الوطني مشيرًا إلى أن”هذا التوجه يعكس فهمًا عميقًا لطبيعة الدورة الاقتصادية، ويُظهر حرصًا على ضمان استقرار سلسلة التوريد وتحفيز النشاط الصناعي المحلي.”

كما أشار إلى أن الإجراءات الجديدة التي أُعلنت فيما يخص تسهيل حصول المستثمرين على العقار الصناعي، وتخفيف القيود الإدارية، تمثل خطوة إيجابية نحو إزالة العوائق التقليدية التي كانت تحد من توسع الاستثمارات الوطنية والأجنبية على حد سواء.

وأكد شرياف أن “التحفيزات الأخيرة سيكون لها أثر ملموس إذا تمّ تطبيقها ميدانيًا بالصرامة المطلوبة، مع متابعة دقيقة لتفادي التعطيل أو التأويل البيروقراطي للنصوص،” مضيفًا أن “توفير مناخ استثماري صحي هو مفتاح بناء اقتصاد قوي ومتنوع.”

وفي ختام تصريحه، شدد الخبير على أهمية المتابعة الميدانية لتنفيذ الإصلاحات، وضمان التنسيق بين القطاعات المختلفة لتحقيق الأهداف المرجوة على المدى المتوسط والبعيد.

 للإشارة جاءت تصريحات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون على هامش لقائه الدوري مع وسائل الإعلام الوطنية لتعكس ملامح رؤية اقتصادية تتسم بالواقعية من جهة، وبالطموح من جهة أخرى، في ظل ظروف إقليمية ودولية معقدة، وضغوط داخلية تتطلب تحركًا إصلاحيًا متوازنًا.

أبرز ما ميز تصريحات الرئيس هو التأكيد على وجود إرادة سياسية قوية لإنجاح الإصلاحات الاقتصادية، من خلال معالجة الملفات الكبرى مثل تنويع مصادر الدخل، إصلاح المنظومة المصرفية، والتحول نحو اقتصاد منتج وغير ريعي..

كما أولى الرئيس في  حديثة على أهمية خاصة لتحسين مناخ الاستثمار، لا سيما من خلال تسهيل الإجراءات، ومحاربة البيروقراطية، وتوفير العقار الصناعي، وهو ما يُعد من أبرز العراقيل التي لطالما اشتكى منها المستثمرون المحليون والأجانب. الإشارات إلى تخفيف القيود الإدارية وتبسيط الوصول إلى المعلومة الاقتصادية والمالية تعكس رغبة في جعل الجزائر وجهة أكثر تنافسية.

فيأما في حديثه عن الاستيراد، تَجنّب الرئيس الخطاب الشعبوي المعتاد حول “غلق الحدود الاقتصادية”، وأكد على إعادة تنظيم عملية الاستيراد بما يخدم الإنتاج الوطني، دون المساس بحاجات السوق أو خلق ندرة. هذا التوازن يُظهر وعيًا بضرورة حماية الاقتصاد المحلي، مع الحفاظ على انسيابية تدفق السلع والخدمات الأساسية.

كما ركزت التصريحات كذلك على أهمية القطاع الخاص كمحرك للنمو الاقتصادي، ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والشركات الناشئة. دعم هذه الفئة لا يقتصر على التمويل فقط، بل يشمل التكوين، الإطار القانوني، والولوج إلى السوق، مما يدل على توجه استراتيجي لبناء نسيج اقتصادي ديناميكي يرتكز على الابتكار والكفاءة.

The post  شرياف:تصريحات الرئيس تُظهر رؤية في تنفيذ الإصلاحات الإقتصادية appeared first on الجزائر الجديدة.