عبد الكريم بن مبارك:سماسرة الانتخابات وراء المناورات التي تشهدها أروقة الحزب

عبد الكريم بن مبارك تحدث في حوار مع “الوطنية تي في” مطولا عن عملية إعادة الهيكلة التي انطلقت مباشرة بعد الانتخابات الرئاسية، وعرج بالمقابل للحديث عن العريضة الاحتجاجية وميلاد هيئة إنقاذ الحزب، وربط ما يحدث داخله بالانتخابات البرلمانية المقبلة وسماهم بـ “سماسرة الانتخابات” الذين تعودوا على القفز على المناضلين بالتعيين الفوقي. شهدنا في الفترة الأخيرة […] The post عبد الكريم بن مبارك:سماسرة الانتخابات وراء المناورات التي تشهدها أروقة الحزب appeared first on الجزائر الجديدة.

يوليو 28, 2025 - 10:01
 0
عبد الكريم بن مبارك:سماسرة الانتخابات وراء المناورات التي تشهدها أروقة الحزب

عبد الكريم بن مبارك تحدث في حوار مع “الوطنية تي في” مطولا عن عملية إعادة الهيكلة التي انطلقت مباشرة بعد الانتخابات الرئاسية، وعرج بالمقابل للحديث عن العريضة الاحتجاجية وميلاد هيئة إنقاذ الحزب، وربط ما يحدث داخله بالانتخابات البرلمانية المقبلة وسماهم بـ “سماسرة الانتخابات” الذين تعودوا على القفز على المناضلين بالتعيين الفوقي.

شهدنا في الفترة الأخيرة نقلة نوعية في الحزب بعد مُباشرتكم عملية إعادة هيكلة الحزب، إلى أين وصلت العملية اليوم؟

الأمر الذي يجب أن أسلط عليه الضوء في البداية، حزب جبهة التحرير الوطني منذ 2010 لم يُهيكل، كان يسير بهياكل مؤقتة انطلاقا من رؤساء اللجان إلى المحافظات والقسمات، وحتى الخلايا في الأحياء والتجمعات السكنية لم تكن موجودة، وقد انطلقت عملية إعادة الهيكلة مباشرة بعد الانتخابات الرئاسية وبدأنا في المرحلة الأولى بالخلايا وهي مدرجة اليوم في القانون الأساسين وصحيح أن العملية سارت بكل شفافية غير أنه شابتها بعض النقائص والاختلالات بسبب بعض التجاوزات الشخصية وهناك منها من أشرفت شخصيًا على مُعالجتها. وإلى غاية اللحظة تم تشكيل 20713 خلية، وبالمقابل تم تشكيل 1592 قسمة في المرحلة الثانية، وفي المرحلة الثالثة يتم تشكيل الجمعية العامة للمحافظات التي تشكل من مكاتب القسمات وفقا لما تنص عليه المادة 49 من القانون الأساسي، وهناك تعليمة تنص على تسهيل ولوج القياديين الذين بذلوا مجهودات كبيرة في الانتخابات الرئاسية 2024 للجمعيات العامة للمحافظات.

وبعد الإفراغ من تنصيب المحافظات سيتم تنصيب مجالس استشارية على مستوى كل الولايات وعلى مستوى القيادة المركزية، وتتكون هذه المجالس من: إطارات الآفلان السابقين، وزراء سابقين ونواب وأعضاء مجلس الأمة وكلهم سيعودون له دون إقصاء وُهنا نستثني من صدرت في حقهم أحكام قضائية وهم من يزرعون الفتنة ويقومون ببعض المناورات الخطيرة في صفوف الحزب.

هُناك أحداث مهمة التوقف عندها، أهمها تشكيل ما يُسمى بتنسيقية “انقاذ جبهة التحرير الوطني”، ما رأيك في هذه التحركات؟

نحن نرفض أي مساس باستقرار جبهة التحرير الوطني، لكن يجبُ أن نتوقف ونطرح تساؤلا ذات أهمية بالغة: كيف ينشر بيان قديم أو مُفبرك في مواقع أجنبية؟ لماذا المستهدف الوحيد اليوم هو جبهة التحرير الوطني؟ وما يحدث اليوم سببه تراكمات الماضي إذ تم جلب أشخاص للحزب لا تتوفرُ فيهم الشُروط نهائيًا غير أنهم ترشحوا وأصبحوا مسؤولين وهم يريدون البقاء في المناصب رغم أن هناك شباب آخرين مؤهلين اليوم لتولي مناصب قيادية وهم يحتاجون إلى تأمين الفُرص لهم والتشجيع.

وبسبب هذه الممارسات ضيع الآفلان 310 بلدية ولا نحوز على المندوبين في 19 ولاية ومن بينها ولاية قسنطينة، وكان من المفروض ان يتكاثف القياديون والمناضلون تحسبا للمرحلة المقبلة.

الملاحظ اليوم أن رقعة مناوئي الأمين العام للآفلان قد اتسعت، هل تراها ظاهرة صحية؟

خلاصة القول هنا: كيف لهم أن يصدروا بيانا داخل المجلس الشعبي الوطني ومجلس الأمة ورئيس الجمهورية عبد المجيد تبون يُشدد على ضرورة استقرار مؤسسات الدولة الرسمية، وبإمكاننا هُنا العودة إلى المُؤتمر الحادي عشر الذي طعنوا فيه رُغم أن ما انبثق عنه شرعي فهناك مثلا 82 بالمائة من أعضاء اللجنة المركزية هم جامعيون وحوالي 35 بالمائة أقل من 40 سنة، واليوم نجحنا في هيكلة العديد من المحافظات إذ حازت 18 محافظة على مستوى الوطن على الترخيص.

والسؤال الملح الآخر الذي يجب طرحه اليوم: لماذا عاد الحراك إلى الآفلان؟  الإجابة هناك ستكون واضحة إذ لم يتبق سوى عام واحد على الانتخابات البرلمانية المقبلة وهذا الحراك يديره حاليا سماسرة الانتخابات.

هل ترى أن ما يعيشهُ الآفلان اليوم هو نتيجة “بقايا العصابة” التي تُزعزع استقراره؟

المُؤكد اليوم أن هُناك من يُحرك خلف الكواليس، فمنهم من يطلقون تسمية “رؤوس” على المُناضلين في القسمات وكانوا يقتنون بطاقات الانخراط ثم تصبح له سلطة التصرف، وهناك أشخاص تقلدوا مناصب عُليا فيه رُغم أنهم لم يُناضلوا فيه يومًا بينما تعرض أبناءه الحقيقيون إلى التهميش والحقرة، بمعنى أن هناك من يحرك وراء الستار اليوم.

لمسنا نوع من الهدوء في سير انتخابات تجديد هياكل المجلس الشعبي الوطني عكس ما شهدناها في العمليات السابقة، لماذا برأيك؟

قمت بالتنسيق بين أعضاء الكتلتين ورئيسيهما وقدمت تعليمات صارمة حول فسح مجال الترشح أمام جميع النواب والسيناتورات وقد احتكمنا إلى الصندوق بعيدا عن السب والشتم والصراعات، وبالنسبة إلى قضية المناصب فهذه المسألة تعود إلى الأمين العام للافلان، وهُناك معيار آخر احتكمنا له في هذا السياق هو التوازن الجهوي فمثلا عاد منصب نائب رئيس مجلس الأمة عاد إلى عضو مجلس الأمة من جانت، نفس الأمر ينطبق على المجلس الشعبي الوطني فلم أتدخل لا أنا ولا أعضاء المكتب السياسي، حتى رئيس الكتلة البرلمانية وضع أوراق بيضاء داخل الصندوق.

كيف ترون قانون التعبئة العامة؟

قانون التعبئة العامة فرضته التحديات التي يشهدها العالم بأسره ويمكن هنا الإشارة إلى التوترات القائمة في الشرق الأوسط والحرب الروسية الأوكرانية وأيضا الحرب الهندية الباكستانية، وهذا القانون يدفعنا اليوم إلى الاتحاد سواء بالنسبة للأحزاب أو الشعب المُطالب اليوم بالالتفاف حول القيادة السياسية لا سيما وأن جميع مُؤشراتها إيجابية فهي لم تلجأ إلى الاستدانة الخارجية ونحن ننتقل من اقتصاد ريعي إلى اقتصاد منتج وهناك من لا يرضى بهذا التقدم وتزعجه المشاريع الكبرى التي أطلقها رئيس الجمهورية كغار جبيلات والقطار الذي يتوجه من الجلفة إلى تمنراست والآخر الرابط بين غار جبيلات وتندوف وبشار وأيضا يمكننا تسليط الضوء على تحقيقنا للاكتفاء الذاتي في القمح الصلب ونحن نتجه نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في الشعير.

بالنسبة لقانون الأحزاب والأحزاب السياسية هل ترى في نشاطها وخروجها إلى الميدان في مستوى التحديات التي تشهدها المرحلة الحالية؟

رفعنا نحن أربعة أحزاب سياسية وهي كل من جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي وجبهة المستقبل وحركة البناء الوطني مشروع قانون الانتخابات للمعنين ونحن نترقب المشروع الرسمي، وبالنسبة لمقترح القائمة المفتوحة والمغلقة فلكل واحدة منها إيجابيات وسلبيات ونحن اليوم أمام خيارين يا إما المفتوحة أو المغلقة.

هل تتوقع انتخابات مُسبقة؟

هذا الأمر من صلاحيات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون فهو الأدرى بهذا الأمر.

على صعيد الجزائر بين الأمم، كيف ترى زيارة الجزائر إلى إيطاليا وترأسه للقمة الجزائرية الإيطالية؟

في الحقيقة لنا علاقات طيبة  مع إيطاليا، والزيارة الأخيرة تُجسد رغبة الجزائر في تنويع شركاؤها الاقتصاديين، وبالنسبة إلى فرنسا لنا ماضي طويل معها ونحن مطالبون اليوم بقلب الصفحة لا تمزيقها لكن شرط أن تسقط فرنسا من أذهانها أن الجزائر مُقاطعة تابعة لها، فهي دولة مُستقلة لها رئيس وجيش وشعب دفع ثمن باهض من أجل استقلالها والمطلوب منها اليوم أن تفهم بأن التعامل بالندية هو مبدأ الجزائر الجديدة.

كيف ترى اللقاء الذي جمع الرئيس عبد المجيد تبون بالبابا ليون 14 بمقر الفاتيكان فهناك من حاول تأويلها؟

الزيارات والاستقبالات للوفود التي يقوم بها الرئيس واضحة للعيان، وبالنسبة للتأويلات القائمة حاليا فهي تندرج في إطار ما يُسمى في الإعلام بـ “الدعاية الهدامة” فكل ما هو جميل يرجعونه سيء، ونحن اليوم نجحنا في تحقيق الاكتفاء الذاتي الذي كنا نستورده بالعملة الصعبة والرئيس يبذل كل جهوده مع طاقمه من أجل الخروج من الاقتصاد الريعي إلى الاقتصاد المنتج ويُضاف إلى ذلك محطات تحلية مياه البحر ولنا أيضا حوالي 59 سد على المستوى الوطني جميعها مملوءة اليوم.

فؤاد ق

The post عبد الكريم بن مبارك:سماسرة الانتخابات وراء المناورات التي تشهدها أروقة الحزب appeared first on الجزائر الجديدة.