“عبدالله رحال ..صوت الفقراء وصديق المحتاجين في غليزان”

أمين بن لزرق في مدينة غليزان، حيث تتقاطع المعاناة اليومية للكثيرين، يبرز اسم لا يمر دون أثر في قلوب الناس إنه “عبدالله رحال”. رجل اختار أن يكون جسراً بين الخير والحاجة، يطوف الأحياء والقرى حاملاً معه دفء المساعدة وكرم التضامن. هذا الرجل الطيب لا تسعه المناسبات الدينية، ولا تكفيه الأيام لاحتواء مبادراته، فهو الحاضر الدائم …

يونيو 1, 2025 - 20:37
 0
“عبدالله رحال ..صوت الفقراء وصديق المحتاجين في غليزان”

أمين بن لزرق

في مدينة غليزان، حيث تتقاطع المعاناة اليومية للكثيرين، يبرز اسم لا يمر دون أثر في قلوب الناس إنه “عبدالله رحال”. رجل اختار أن يكون جسراً بين الخير والحاجة، يطوف الأحياء والقرى حاملاً معه دفء المساعدة وكرم التضامن.
هذا الرجل الطيب لا تسعه المناسبات الدينية، ولا تكفيه الأيام لاحتواء مبادراته، فهو الحاضر الدائم في تفاصيل حياة المحتاجين، والمؤمن بأن العمل الخيري ليس موسميًا بل التزام إنساني دائم. من خلال موقعه في جمعية الإرشاد والإصلاح، استطاع أن يخلق فرقًا حقيقيًا، لا بالضجيج، بل بالفعل الصادق والنية الخالصة.
وعبدالله رحال ليس مجرد فاعل خير عابر، بل هو ناشط مجتمعي ملتزم وعضو نشط في جمعية الإرشاد والإصلاح، بل يشغل منصب رئيس مكتبها المحلي في ولاية غليزان. وقد استطاع من خلال هذا الدور أن يحول الجمعية إلى خلية نحل لا تهدأ، تسعى بكل طاقتها لخدمة من هم في أمسّ الحاجة.

رجل لكل المناسبات الإنسانية
1000012577
خلال الأعياد الدينية، تراه يتنقل بين الأحياء الشعبية والمناطق الريفية حاملاً معه قفة رمضان، أو كسوة العيد، أو أضاحي العيد المبارك. لا يفكر في الصور أو التغطيات الإعلامية، ولا يهتم بالظهور. همه الوحيد أن يرسم بسمة على وجه طفل يتيم، أو يدخل طمأنينة إلى بيت أرملة فقدت عائلها.

ولا يكتفي رحال بالمناسبات، بل هو دائم التفاعل مع أي نداء استغاثة. كم من مرة تدخل لتوفير دواء عاجل لمريض معوز، أو لتأمين عملية جراحية لمسن لا يملك حتى ثمن النقل. جهوده لا تتوقف، سواء عبر حملات التبرع، أو من خلال التنسيق مع المحسنين والمتطوعين الذين وثقوا في صدقه والتزامه.

ورغم شخصيته المتواضعة، إلا أن عبدالله رحال يتمتع بكاريزما قيادية. قدرته على التنظيم، وإدارته للفريق المتطوع تحت راية الجمعية، جعلت منه نموذجًا يحتذى به في العمل الخيري المنظم. لا يفرض رأيه، بل يقود بالحوار والمثال، ويوزع المهام بعدل ودقة، معتمدًا على إيمان عميق بأن الخير مسؤولية جماعية.
1000012571
وقد تحول مكتبه في الجمعية إلى نقطة التقاء لأصحاب الحاجة، وملتقى للمتطوعين والفاعلين. وهناك، تُخطط الحملات، وتُفرز المساعدات، ويُنسق مع الأطباء والمتبرعين وأصحاب المحلات، في مشهد يومي يختصر معنى التكافل في أجمل صوره.

ولم تكن مسيرة عبدالله رحال خالية من التحديات. فقد واجه الكثير من العقبات، من نقص الإمكانيات، إلى البيروقراطية، وحتى نظرات الاستهزاء من البعض في بداياته. لكنه تجاوز كل ذلك بإصراره، وبإيمانه بأن الخير لا ينتظر الظروف المثالية، بل يُصنع في قلب الصعوبات.

ولأن عمله يتسم بالشفافية، فقد كسب ثقة الناس، وازدادت دائرة المتعاونين معه، من داخل الولاية وخارجها. يقول أحد زملائه: “عبدالله لا يطلب شيئًا لنفسه، كل ما يفعله هو من أجل الآخرين، وهذا ما يجعلنا نلتف حوله ونعمل معه بقناعة وحب.”

ويُعدّ عبدالله رحال أحد الرموز الإنسانية في ولاية غليزان، ورمزًا للعمل الخيري النزيه والمنظم. لا يسعى للأضواء، لكنه بات وجهًا معروفًا في كل بيت فقير، وكل حي يعاني التهميش. وجوده يعطي معنى للرحمة، وصوته يعلو دائمًا بالدعوة إلى التضامن، في وقت يحتاج فيه المجتمع أكثر من أي وقت مضى إلى أمثال هذا الرجل.

في زمن كثرت فيه الشعارات وقلّت الأفعال، يبقى عبدالله رحال عنوانًا للأمل، ورجلاً يُذكّر الجميع بأن الخير لا يُقاس بالكلام، بل بالفعل الصامت والعمل الدؤوب.