عصابة تستعمل “كلاشينكوف” وتقتحم فيلات الأثرياء لسرقتها بعنابة
يمكن اعتبار عصابة قضية الحال، المبرمجة في الدورة الجنائية القادمة لدى مجلس قضاء عنابة، من أخطر العصابات التي شهدها عالم الإجرام في الجزائر. فقد كان واضحا من خلال مسار المحاكمة الابتدائية في شهر جانفي من السنة الحالية، ومن قرار الإحالة، بأن افراد العصابة كانوا محترفين بكل ما تعنيه الكلمة في شقها الإجرامي، ومحوّلين عصابتهم إلى […] The post عصابة تستعمل “كلاشينكوف” وتقتحم فيلات الأثرياء لسرقتها بعنابة appeared first on الشروق أونلاين.


يمكن اعتبار عصابة قضية الحال، المبرمجة في الدورة الجنائية القادمة لدى مجلس قضاء عنابة، من أخطر العصابات التي شهدها عالم الإجرام في الجزائر.
فقد كان واضحا من خلال مسار المحاكمة الابتدائية في شهر جانفي من السنة الحالية، ومن قرار الإحالة، بأن افراد العصابة كانوا محترفين بكل ما تعنيه الكلمة في شقها الإجرامي، ومحوّلين عصابتهم إلى ما يشبه المؤسسة التي تعمل بإتقان وفي كل الولايات الجزائرية، وتستعين بخبراء في كل المجالات.
وكان من المفروض أن يتم البت في القضية بمحكمة الجنايات الاستئنافية لدى مجلس قضاء عنابة، بحر هذا الأسبوع، ولكن فريق المحامين لـ16 متهما في القضية، طلب التأجيل، فكان له ذلك، ليبقى مصير الطعن في الحكم الذي تقدّموا به معلّقا إلى غاية الدورة الجنائية القادمة، مع الإشارة إلى أن الحكم الابتدائي منذ ستة أشهر، أدان المتهمين بـ20 سنة سجنا، مع غرامة في حق كل متهم، وتعويض تضامني لصالح الضحايا يعد بالملايير.
البداية كانت في سنة 2022 وقبله في زمن جائحة “كورونا”، عندما تم تسجيل في العديد من الولايات خاصة العاصمة وعنابة، عمليات سطو طالت الكثير من فيلات الأثرياء من دون توقيف الفاعلين، وفي جانفي من سنة 2023، تعرضت فيلا لإطار بالجزائر العاصمة، لسرقة طالت مبلغ سبعة ملايير، ولم تمض سوى بضعة أيام حتى تعرضت شركة لعملية سطو مماثلة بنفس الطريقة ولكن في عنابة.
وبمجرد أن وصلت الشكوى مصالح الدرك الوطني بالحجار بولاية عنابة، حتى انطلق التحقيق الذي تشعب وأخذ مسارا آخر، من خلال تشابه سيناريوهات السطو في العديد من القضايا بين شركات وفيلات، ما بين مدن وسط البلاد وشرقها. سقوط أفراد العصابة الواحد تلو الآخر، توقف عند رقم 16 فردا، بين التحقيق في تورطهم في عمليات السطو المسلح والمساعدة.
ومن أفراد العصابة رجل أمن سابق موقوف عن العمل، استعمل خبرته في كيفية السيطرة على حراس الشركات وتحييدهم تحت التهديد، يجرّهم إلى مراكز الحراسة بعد ربط وثاقهم على مستوى الأطراف العلوية والسفلية مع شريط لاصق على مستوى الفم، لتجميدهم عن الحركة خلال وقت السرقة، حتى لا يتصلوا بمصالح الأمن.
أفراد العصابة يستعملون اللثام والقفازات حتى لا يتركوا أثرا لجرائمهم، كما أنهم يستعينون بأحد التقنيين الذي يقوم بالتشويش على كاميرات المراقبة ونزعها من مكانها وأخذها بعد عملية السطو على المؤسسة، أما عن الأسلحة المستعملة في عمليات السطو، فلا وجود فيها للأسلحة البيضاء، من عصي وخناجر وسيوف، بل يتم استعمال سلاح “كلاشينكوف” ومسدسات بعضها هي لعب من البلاستيك شبيهة بالمسدسات لأجل تخويف الضحايا فقط واخرى حقيقية.
وإذا كان للعصابة قائد، فإن فيها مختصين في مجالات متعدّدة، في التلحيم لأجل كسر الخزائن الحديدية، ورجل أمن سابق يجرّ الحراس إلى مراكز الحراسة وتكبيلهم، ومختص في الإلكترونيكا يقوم بإتلاف كاميرات المراقبة، وقطع التيار الكهربائي من المكان، حتى لا يظهر لأفراد العصابة أثر، ومختص في الإعلام الآلي يراقب كل الشركات الثرية ويتتبع خطوات الحراس وزمن الهدوء للإتيان بالجريمة.
من الأحداث التي تم التطرق لها خلال المحاكمة، في عملياتها المتعددة، قضية سرقة فيلا في العاصمة ومستودع شركة بعنابة، ففي كلا الحالتين، كان الجناة مسلحين بأسلحة نارية وملثمين ويرتدون القفازات، ويقطعون التيار الكهربائي ويتعاملون مع الحراس بنفس الطريقة في التكبيل وشلّ حركتهم، فأخذوا من الفيلا سبعة ملايير، ومن الشركة أكثر من نصف مليار، عندما يشقون الخزانة الحديدية بنفس الطريقة.
وهنا تشعب التحقيق، وبدأ سقوط أفراد العصابة في شهر فيفري من السنة الماضية 2024، عندما تم توقيف سيارة فاخرة من نوع “رونجروفير” بعنابة، بها أربعة افراد من ذوي السوابق العدلية، وبعد التفتيش والبحث وُجد لدى أحد الراكبين في السيارة مسدس، واتضح بأنه منتحل صفة شخص آخر، فاكتمل التحقيق وسهّل وقوع أفراد العصابة، بعد أن صنعوا لأنفسهم جمهورية سطو وسرقة مكنتهم من عشرات الملايير.
شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين
The post عصابة تستعمل “كلاشينكوف” وتقتحم فيلات الأثرياء لسرقتها بعنابة appeared first on الشروق أونلاين.