علي ذراع …عنوان للنزاهة وقُدوة في خدمة الوطن
كانت تأبينية الراحل علي ذراع التي نظمها مجمع “الشروق”، منبرًا لسرد مآثر وخصال الفقيد، ووقفة وفاء وإجلال لعنوان من عناوين النزاهة والاحتراف وقلعة من قلاع الكلمة الحرة والمواقف الصادقة والدفاع عن الثوابت الوطنية، أين أكد الرجل الأول في قطاع الاتصال محمد مزيان على أن الراحل علي ذراع لم يكن عابرا في تاريخ الإعلام بل كان […] The post علي ذراع …عنوان للنزاهة وقُدوة في خدمة الوطن appeared first on الشروق أونلاين.


كانت تأبينية الراحل علي ذراع التي نظمها مجمع “الشروق”، منبرًا لسرد مآثر وخصال الفقيد، ووقفة وفاء وإجلال لعنوان من عناوين النزاهة والاحتراف وقلعة من قلاع الكلمة الحرة والمواقف الصادقة والدفاع عن الثوابت الوطنية، أين أكد الرجل الأول في قطاع الاتصال محمد مزيان على أن الراحل علي ذراع لم يكن عابرا في تاريخ الإعلام بل كان شاهدا وصانعا ومؤثرا في الصحافة الجزائرية، ولم يكن حسبه صحفيًّا فقط، بل كان مثقفًا، مؤمنا بالقيم الوطنية، مشبعًا بروح هذا الوطن..
الحديث عن علي ذراع، يعني الحديث عن مجمع “الشروق”، الذي خسر ركيزة ثانية من ركائزه وفقدا عليًّا آخر بعد الأستاذ الراحل صانع أمجاد الصحافة الجزائرية علي فضيل، حسبما أكده في التأبينية مدير مجمع “الشروق” الأستاذ رشيد فضيل، والذي كان من أقرب المقربين للفقيد، طيلة 13 سنة كاملة قضاها معه في مكتب واحد ورافقه في سفرياته للحج والعمرة، أين اكتشف عن قرب الخصال الحميدة والأخلاق النبيلة لعلي ذراع، كما ترأس لجنة العقلاء في “الشروق”، فكان مفتاح خير لكل الحلول السهلة التي تتجنب التعقيدات الإدارية، وكان صوتا للمصالحة والحوار..
مواقف الفقيد في خدمة الصحافة الجزائرية لا يمكن حصرها في تأبينية أو لقاء لساعة أو ساعتين، خاصة وأنها امتدت لأكثر من خمسة عقود كانت مليئة بالمواقف والبطولات ونصرة الحق والمظلوم، أين أجمع كل من عرفه على أن تعدد المناصب والمسؤوليات لم تخرج علي ذراع عن شخصيته المتواضعة والبشوشة التي كسبت قلوب أعدائه قبل أصدقائه، وهو ما جعله رجل الإجماع وصوت الحكمة، وبوأه منصب الناطق باسم اللجنة المستقلة لتنظيم الانتخابات في وقت كانت فيه الجزائر تعيش منعرجا تاريخيا وحساسا، أين شارك في قيادة تلك المرحلة بكل حنكة وحكمة واقتدار، محذرا من مغبة الفتنة وضرورة توحيد الجهود لخدمة الجزائر.
شخصية علي ذراع التي ملأت الآفاق داخليا، كان لها بُعد مغاربي ودولي، أين كان من أكثر المدافعين عن وحدة المغرب العربي، كما كان من أكثر المناصرين لفلسطين عملا وموقفًا، أين أكد العديد من زملائه وأصدقائه أنه كان وراء تأسيس اللجنة الشعبيّة لنصرة فلسطين، التي جمعت خيرة المجاهدين والمناضلين والأحرار، وكان من المدافعين عن غزة التي زارها ودخل أنفاقها وشرب من مياهها وتنفس هواءها وكان دائما من الذين يحرضون على الدفاع عنها، والذود عن حرمتها، وهو ما جعل شخصيته تكتسي طابعا نضاليا مدافعا عن القضايا العادلة..
وعن شخصية “عمي علي” اليومية، أكد كل من رافقه وزامله أنه كان يصعب المشي معه في الطريق العام، لكثرة أحبابه وأصدقائه والمعجبين بشخصه، والذين كانوا يستوقفونه كلما تقدم خطوة للاستمتاع بالحديث معه خاصة وأن الراحل كان يهتم بالحياة الخاصة لكل من يعرفهم، حيث كان يسأل عن أحوالهم وعائلاتهم وعملهم وكان يساعد المحتاج وينصر المظلوم ويتوسط للمغبون وهو ما جعله يكسب قلوب الجميع.
وفي نهاية التأبينية أجمع الحضور من عائلة الفقيد وأصدقائه من الوزراء والإطارات والإعلاميين أن رحيل علي ذراع ترك فراغا كبيرا في المشهد الإعلامي في الجزائر، غير أنه سيظلّ حيّا بأفكاره ومبادئه ونضاله وما الوقفة التي نظمتها “الشروق” في حقه سوى عربون وفاء للاقتداء بخصاله والسير على نهجه في عالم يحتاج لأصحاب المواقف الثابتة والكلمة الحرة.
وزير الاتصال محمد مزيان:
علي ذراع… لم يكن عابرًا …بل شاهدا وصانعا ومؤثرا في الصحافة
شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين
The post علي ذراع …عنوان للنزاهة وقُدوة في خدمة الوطن appeared first on الشروق أونلاين.