غزة تموت جوعًا

قالت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني “حشد” إن قطاع غزة يواجه كارثة إنسانية غير مسبوقة، في ظل دخول حرب الإبادة الصهيونية شهرها الثاني والعشرين، واستمرار الحصار الخانق ومنع دخول المساعدات الإنسانية، ما جعل المجاعة واقعًا مرعبًا يستخدم كسلاح إبادة جماعية ضد أكثر من مليوني إنسان، وسط صمت دولي وتواطؤ يرقى لمستوى الشراكة في الجريمة.
وأكدت الهيئة أن قوات الاحتلال ارتكبت مجزرة جديدة في منطقة السودانية شمال غربي غزة، بإطلاق الرصاص على المدنيين المنتظرين للحصول على مساعدات غذائية، ما أدى إلى استشهاد 67 مدنيًا وإصابة أكثر من 150 آخرين، في حصيلة أولية، ليرتفع عدد الشهداء من طالبي المساعدات منذ بدء عمل مؤسسة غزة الإنسانية الأمريكية الإسرائيلية إلى 1000 شهيد وأكثر من 6000 مصاب، في وقت لا يزال العشرات في عداد المفقودين.
وأشارت “حشد” إلى أن التقارير الأممية والميدانية تؤكد دخول سكان غزة المرحلة الخامسة من مؤشر المجاعة، وهي المرحلة الأشد والأخطر، حيث يموت الناس جوعًا وسط انعدام الطعام والماء والدواء، مع بلوغ نسبة انعدام الأمن الغذائي 100% بين سكان القطاع، فيما يواجه أكثر من 1.1 مليون شخص خطر المجاعة الكارثية، وسُجلت وفاة عشرات الأطفال والرضع بسبب الجوع وانعدام الرعاية الطبية.
وبينت الهيئة أن النظام الصحي في غزة انهار بشكل كامل، مع توقف أغلب المستشفيات عن العمل، وتدمير أكثر من 90% من المعدات الطبية، بينما ارتفعت أسعار المواد الغذائية بشكل غير مسبوق، حيث بلغ سعر كيلو الدقيق نحو 70 دولارًا في السوق السوداء، في ظل تدمير مساحات واسعة من الأراضي الزراعية وآبار المياه بفعل العدوان الصهيوني.
وأكدت “حشد” أن ما تقوم به دولة الاحتلال بحق سكان غزة يعد جريمة إبادة جماعية متعمدة، وجريمة حرب باستخدام التجويع كسلاح لقتل المدنيين وإخضاعهم، مؤكدة أن المشاهد اليومية لأطفال يبحثون عن الطعام في القمامة، وعائلات تأكل أوراق الأشجار، وأمهات يُغمى عليهن من الجوع، تثبت أن ما يجري سياسة ممنهجة للتجويع الجماعي.
وطالبت الهيئة المجتمع الدولي والأمم المتحدة والدول الأطراف في اتفاقيات جنيف واتفاقية منع الإبادة الجماعية بالتحرك العاجل لإنقاذ المدنيين في غزة، وإعلان القطاع منطقة مجاعة وفتح ممرات إنسانية عاجلة، ووقف التدخلات الصهيونية الأمريكية في توزيع المساعدات، ونشر قوة حماية دولية لضمان وصول الإغاثة.
ودعت “حشد” إلى محاسبة الاحتلال على استخدام التجويع كسلاح حرب، وفرض عقوبات دولية عليها، ووقف جميع أشكال الدعم العسكري المقدم لها، وتمكين المنظمات الإنسانية، وعلى رأسها الأونروا، من العمل بحرية ودون تدخل، لضمان وصول المساعدات الإنسانية ووقف المجاعة وإنقاذ أرواح الأبرياء، خاصة الأطفال الذين يُحرمون من حقهم في الحياة.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post غزة تموت جوعًا appeared first on الشروق أونلاين.