“فرق منع التصوير” وجه جديد للأعراس الجزائرية؟

كانت القاعة تغص بالمدعوين، الزغاريد تتعالى، والموسيقى تملأ الأرجاء. في ركن من القاعة، رفعت إحدى المدعوات هاتفها بهدوء، التقطت صورة، ثم أرسلتها بسرعة. لحظة عفوية؟ ربما. لكنها كفيلة بإثارة قلق العائلة، وفتح باب للتوتر في ليلة يُفترض أن تكون مثالية. تكررت هذه المشاهد كثيرًا في الأعراس الجزائرية، ومع كل صيف، تتضاعف القصص حول صور ومقاطع [...] ظهرت المقالة “فرق منع التصوير” وجه جديد للأعراس الجزائرية؟ أولاً على الحياة.

يوليو 22, 2025 - 15:16
 0
“فرق منع التصوير” وجه جديد للأعراس الجزائرية؟

كانت القاعة تغص بالمدعوين، الزغاريد تتعالى، والموسيقى تملأ الأرجاء. في ركن من القاعة، رفعت إحدى المدعوات هاتفها بهدوء، التقطت صورة، ثم أرسلتها بسرعة. لحظة عفوية؟ ربما. لكنها كفيلة بإثارة قلق العائلة، وفتح باب للتوتر في ليلة يُفترض أن تكون مثالية.

تكررت هذه المشاهد كثيرًا في الأعراس الجزائرية، ومع كل صيف، تتضاعف القصص حول صور ومقاطع فيديو نُشرت دون إذن، وانتشرت على تطبيقات مثل “تيك توك” و”إنستغرام”، تتضمن مشاهد محرجة أو خاصة، غالبًا ما تُصوَّر بعفوية، لكنها تترك آثارًا عميقة في نفوس أصحابها.

أمام هذا الواقع، برز حل جديد وغريب عن التقاليد: “فرق شبابية متخصصة في منع التصوير”. تعمل هذه الفرق داخل حفلات الزفاف بمهام واضحة، أهمها مراقبة الضيوف والتدخل بهدوء لمنعهم من استخدام هواتفهم لتصوير الحفل، خاصة العروسين.
هذه الفرق يُكلَّفون بمهمة منع التصوير سرًّا أو علنًا، ويتنقلون في القاعة تمامًا مثل أفراد الأمن أو منظمي القاعة.

ظهور هذه الفرق ليس وليد الصدفة، بل هو نتيجة طبيعية لتحول الأعراس من لحظات خاصة إلى محتوى رقمي جاهز للنشر. فمع كل ضغطة زر، يمكن أن تتحول لحظة عائلية إلى “ترند”، وقد تخرج الأمور عن السيطرة خلال ثوانٍ.

ورغم الجدل الذي قد تثيره هذه الخطوة، فإن العديد من العائلات باتت تعتبرها ضرورية، خاصة في حفلات النساء، حيث الخصوصية أمر أساسي. الفكرة ليست في رفض التكنولوجيا، بل في محاولة استعادة السيطرة على ما يُوثَّق، ومتى وأين وكيف يُنشر.

فرق منع التصوير أصبحت جزءًا من طقوس الزفاف عند بعض العائلات، شأنها شأن منسق الموسيقى أو مقدم الحفل. ولا يبدو أن هذه الظاهرة ستتراجع، بل على العكس، تتوسع بهدوء وتلقى قبولًا متزايدًا من الناس.

ظهرت المقالة “فرق منع التصوير” وجه جديد للأعراس الجزائرية؟ أولاً على الحياة.