لعوينات.. عاصمة التين “السلطاني” الذي كان يصدّر لأوروبا

تعتبر قرية لعوينات الواقعة على ساحل البحر والتابعة لبلدية أخناق مايون، بغرب ولاية سكيكدة، رائدة في إنتاج وتسويق فاكهة التين سواء كانت ثمارها طازجة أو مجففة، على المستوى الولائي وحتى الوطني بعد أن ذاع صيته حتى في قلب القارة العجوز بلونه المائل للبنفسجي والمسمى “السلطاني”. “الشروق” زارت الفلاحين والمنطقة والتقت بالعشرات منهم، والذين كشفوا عن […] The post لعوينات.. عاصمة التين “السلطاني” الذي كان يصدّر لأوروبا appeared first on الشروق أونلاين.

سبتمبر 10, 2025 - 17:32
 0
لعوينات.. عاصمة التين “السلطاني” الذي كان يصدّر لأوروبا

تعتبر قرية لعوينات الواقعة على ساحل البحر والتابعة لبلدية أخناق مايون، بغرب ولاية سكيكدة، رائدة في إنتاج وتسويق فاكهة التين سواء كانت ثمارها طازجة أو مجففة، على المستوى الولائي وحتى الوطني بعد أن ذاع صيته حتى في قلب القارة العجوز بلونه المائل للبنفسجي والمسمى “السلطاني”.
“الشروق” زارت الفلاحين والمنطقة والتقت بالعشرات منهم، والذين كشفوا عن أنواع التين ومراحل تجفيفه وفوائده، مسافرين في زمان الفاكهة وجغرافيتها وكيف كانت وكيف هو الحال الآن وما يأملون أن يكون.

وراثة أبا عن جد
أرجع الحاج رشيد بوالشرش، الذي حدث “الشروق” وهو حارس سابق في قطاع الغابات، أسباب تراجع إنتاج “التين السلطاني” الذي كان يباع في أسواق مارسيليا ونابولي إلى المرض الغريب الذي لحق بمزرعته التي ورثها أبا عن جد، أي أنها تعود إلى سنة 1974 أكثر من نصف قرن، وهو يبحث عن طرق للفتك بالحشرات التي غزت أرضه بسبب التقلبات الجوية في السنوات الأخيرة، إضافة إلى الحرائق التي حتى وإن لم تصل لحقوله، إلا أن الجو الحار الذي تبعثه يؤثر على أشجار التين التي تعاني أيضا من الهرم وهي بحاجة إلى تجديد ذاتها.
وأضاف الحاج رشيد: “إن التين المجفف والمنقوع في زيت الزيتون كان غذاء المجاهدين إبان الثورة التحريرية المجيدة في جبال الشمال القسنطيني، حيث كانوا يكتفون بحبات منه للتغذية، ويعتبرونه ذخيرة بالنسبة إليهم لا يختلف عن الرصاص، فهو يغذيهم ويمنحهم قوة المواصلة”.
من جهته، المهندس الزراعي ونائب رئيس الاتحاد الوطني للمهندسين الزراعيين، السيد كمال بوالشرش، قال إن قرية لعوينات تعد أولى المناطق في إنتاج التين بشتى أنواعه بولاية سكيكدة، وعبر التراب الوطني خاصة وأن الجزائر تعد ثالث بلد في إنتاج هذا النوع المسمى بـ”السلطاني” في العالم بعد تركيا ومصر، بحسب المهندس الفلاحي كمال، حيث حققت السنة الماضية إنتاجا وفيرا ونوعيا ناهز 1.5 مليون قنطار، مؤكدا أن أشجار التين تحتوي على شتلات عديدة تصل أحيانا إلى حدود 20 صنفا.
وقال المهندس الزراعي كمال بوالشرش، إن قرية لعوينات، التي ينحدر منها، تشتهر بالانتشار الواسع لشجرة التين، هذه الشجرة المباركة لها احترام وتبجيل عند سكان المنطقة، فهم جميعا يسمونها بـ”المباركة”، حيث أنهم يستهلكون كثيرا التين الطازج والمجفف، كما أن المزارعين يعتمدون على الطريقة التقليدية، وذلك بقطف الثمار من أشجار التين التي تحتوي على أصناف كثيرة وشتلات عديدة تصل أحيانا إلى حدود 20 صنفا على مستوى قرية لعوينات، وهناك أصناف مبكرة وأخرى متأخرة والصنف الأخير عادي ينضج خلال شهر أوت، ومثلا الشجرة التي تنتج “الزريقي” تمتاز بكثرة الإنتاج، حيث أن المزارع يقطف منها 5 أو 6 مرات وتبقى تنتج إلى غاية منتصف سبتمبر الحالي، وهناك من يجففه اعتمادا على الطريقة التقليدية وتتراوح مدة التجفيف ما بين يوم إلى ثلاثة أيام، وهذا حسب درجة الحرارة.
بعد التجفيف، يضاف له زيت الزيتون وهذا بعد خلطه، ثم يخزن لسنوات طويلة بشرط الاعتماد على الطريقة الصحيحة لتخزينه، وأضاف بوالشرش أن هناك عدة شتلات لشجرة التين وعند فلاح واحد ست شتلات من ثمار التين، فهناك “بوحلوف”، و”السلطاني” وهو نوعية فاخرة جدا وكان يقدم لكبار الشخصيات في القارة الأوروبية، وهو أحسن نوعية موجودة بالمنطقة وقديما كانت تطلق عليه تسمية “فاكهة السلاطين”، و”عنق الحمام” موجود في شمال إفريقيا من مصر وحتى الغزوات بولاية تلمسان، وأيضا أشجار “الخطري” وفي فلسطين يطلق عليه اسم “الخضري” وهي نوعية جيدة وعند التجفيف ترتفع قيمته الغذائية، حتى أن نسبة السكر فيه بعد التجفيف تزداد أكثر فأكثر، إضافة إلى “شتلات الأبيض” أيضا وهي نوعية جيدة جدا، وأخيرا “الزريقي” لأن لون حباته زرقاء وهذه النوعية تقاوم الظروف الطبيعية والمناخية وهو يصلح للتجفيف ويؤكل أيضا طازجا.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post لعوينات.. عاصمة التين “السلطاني” الذي كان يصدّر لأوروبا appeared first on الشروق أونلاين.