لله درك يا غزة

الشيخ مصطفى كرموس نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين/ لله درك يا غزة فأنت الخريدة الثمينة، معراج الشهداء الذي لا ينقطع، بوابة الجنان التي لا توصد، جذوة الجهاد بالحق التي لا تخبو ولا تطفأ. معبر النور التي ما أبصرت إفريقيا بالأمس نورا عبر إليها من سواك، ولا اليوم من نور أشرق على الدنيا يبدّد الوهم …

يوليو 28, 2025 - 12:33
 0
لله درك يا غزة

الشيخ مصطفى كرموس
نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين/

لله درك يا غزة فأنت الخريدة الثمينة، معراج الشهداء الذي لا ينقطع، بوابة الجنان التي لا توصد، جذوة الجهاد بالحق التي لا تخبو ولا تطفأ. معبر النور التي ما أبصرت إفريقيا بالأمس نورا عبر إليها من سواك، ولا اليوم من نور أشرق على الدنيا يبدّد الوهم والظلام إلا من أطلالك التي هي أعلى مما شيّدت رعاة الشياه الحفاة. أسمعت الورى بعبرة وهمسة هي أقوى من النازلات الماحقات، صنعت العزّة وشيّدت المجد والفخر بأسد خِماص البطون، بأقدام حافيات، لكن شتان بين حفاة وحفاة. كشفت الخيانة والمؤامرة والغدر والمكر، فلا الإبراهيمية بقيت تغوي ولا التطبيع يغري بسلام، ولا الاستسلام والعبودية تكبل أحرار الدنيا فقد أسقطت الأوهام وكشفت أن الطغاة لا تمنعهم ديمقراطية ولا حقوق إنسان.

كشفت أن لا عدل ولا مساواة ولا أخوة ولا حرية ولا ما يُتّخذ شِرعة إلا ما في التلمود والتوراة.
أرضك لهم بل والدنيا لكن هيهات هيهات هيهات،
فقد أُسِّست غزة قبل خمسة آلاف سنة، سكانها الكنعانيون والفلسطينيون قبل أن يهاجر إليها سيدنا إبراهيم عليه السلام الذي بعث في العراق قبل حوالي أربعة آلاف سنة.
وقبل أن يبعث موسى بحوالي ثلاثة آلاف وثلاثمائة سنة أي ألف وثلاثمائة قبل الميلاد فلا هم أقدم من الفلسطينيين والكنعانيين ولا كتبهم المحرفة تعطيهم الحق فيها كما يزعمون فالأرض لله يورثها من يشاء من عباده. قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا «إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين» آية 128 من الأعرف.
وهي أرض الإسلام والمسلمين ومن ساكنهم من أهل الكتاب في ذمتهم، أما الكيان الصهيوني فقد أنشئ سنة 1948 على أرض مغصوبة فلا يجوز التطبيع معهم اليوم حتى يفكك كيانهم ويدخل في الذمة أو المواطنة بل ويجب دفعهم بكل متاح مباح حتى يعود الحق لأصحابه.
ولقد تصدى الأحرار من فلسطين والعالم للكيان الصهيوني المدعوم من قوى القهر والغطرسة والاستعباد بكل آلات القتل والتدمير والسيطرة حتى يطبقوا ما نصت عليه كتبهم المزيفة ومؤتمراتهم الخبيثة فحاصروا غزة ودمروها على أهلها وقتلوا الشيخ والمرأة والطفل، وجوعوا أهلها بعد أن أطبقوا عليها الحصار حتى يستسلموا أو يموتوا قصفا وتقتيلا وتجويعا، تماما كما يقول سفر التثنية العشرون، من المقطع العاشر إلى المقطع السادس عشر: (حين تقترب من مدينة لكي تحاربها استدعها إلى الصلح فإن أجابتك إلى الصلح وفتحت لك فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير ويستعبد لك، وإن لم تسالمك وعملت معك حربا فحاصرها؛ وإذا دفعها الرب إلهك إليك أو إلى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة كل غنيمتها فتغنمها لنفسك وتأكل غنيمة أعدائك التي أعطاك الرب إلهك، هكذا تفعل بجميع المدن البعيدة منك جدا التي ليست من مدن هؤلاء الأمم هنا، وأما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيبا فلا تستبق منهم نسمة).
فمدن التطبيع تستعبد ومدن الجوار تمحى وتباد، فيا أحرار العالم أتقبلون بهذا أم تهبون لوقف الطغيان دون انتظار من طبّع ورضخ وشارك وخطّط قبل ذلك، والله يقول: «ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور»