مجازر سطيف وقالمة وخراطة ضمن احتفالات هزيمة النازية
العمل الذاكرتي والاعتراف بجرائم الاستعمار شرط أساسي لعلاقات جيدة قدم أكثر من خمسين نائبا بالجمعية الوطنية عن تكتل “الجبهة الشعبية الجديدة” بمقترح قرار، يطالبون فيه بإدراج إحياء ذكرى مجازر 8 ماي 1945 في سطيف وقالمة وخراطة ضمن البروتوكول الرسمي للاحتفالات الفرنسية بالانتصار على النازية، مع الاعتراف بهذه الجرائم باعتبارها “جرائم دولة” ارتكبها الاستعمار الفرنسي في […] The post مجازر سطيف وقالمة وخراطة ضمن احتفالات هزيمة النازية appeared first on الشروق أونلاين.


العمل الذاكرتي والاعتراف بجرائم الاستعمار شرط أساسي لعلاقات جيدة
قدم أكثر من خمسين نائبا بالجمعية الوطنية عن تكتل “الجبهة الشعبية الجديدة” بمقترح قرار، يطالبون فيه بإدراج إحياء ذكرى مجازر 8 ماي 1945 في سطيف وقالمة وخراطة ضمن البروتوكول الرسمي للاحتفالات الفرنسية بالانتصار على النازية، مع الاعتراف بهذه الجرائم باعتبارها “جرائم دولة” ارتكبها الاستعمار الفرنسي في الجزائر.
وجاء هذا المقترح من خلال مقترح قرار بالجمعية الوطنية الفرنسية اطلعت عليه “الشروق”، مؤرخ في 9 سبتمبر 2025، قدمته النائب دانيال سيمونيه، ووقع عليه أكثر من 50 عضوا بالغرفة السفلى، يهدف إلى الاعتراف بمجازر 8 ماي 1645 بسطيف وقالمة وخراطة في الجزائر على أنها “جرائم دولة”.
وورد في عرض أسباب المقترح أن 8 ماي 1945 الذي يمثل في فرنسا وأوروبا لحظة انتصار الحلفاء على النازية، يرمز في الجزائر إلى بداية قمع دموي واسع النطاق، استهدف المتظاهرين الجزائريين المطالبين بالحرية والاستقلال، وأسفر عن مجازر مروعة استمرت من 8 ماي إلى صيف العام نفسه.
وأوضح النواب أن “أعداد الضحايا كانت محل تضارب كبير، إذ بينما أعلنت فرنسا رسميا عن 1165 قتيلا، تحدثت تقارير القنصلية الأمريكية أنذاك عن 30 إلى 35 ألف ضحية، فيما كشف الوطنيون الجزائريون عن 45 ألفا ثم 90 ألفا، في حين قدر مؤرخون فرنسيون الخسائر بين 5 و20 ألف قتيل”.
وأشار أصحاب المبادرة إلى أن عمليات الحرق الجماعي للجثث حالت دون التوصل إلى حصيلة دقيقة، غير أن حجم القمع ودمويته يجعلان منه جريمة لا لبس فيها.
ولفت النص إلى أن القمع الاستعماري شمل إنزال الجيش والبحرية والطيران، حيث ألقت الطائرات الفرنسية 41 طنا من القنابل، وأطلقت السفينة الطراد “دوغاي-تروين” 858 قذيفة على القرى، بينما كون نائب المسؤول الإداري للاستعمار أنذاك بقالمة ميليشيات مسلحة ارتكبت مجازر وصفتها المصادر حينها بـ”صيد العرب”، مع تنفيذ محاكمات صورية انتهت بإعدامات يومية لعشرات الجزائريين وحرق جثثهم في أفران الجير.
ويرى أصحاب المبادرة أن كل هذه الجرائم تمثل “مسؤولية دولة”، سواء بسبب أوامر باريس للجيش أو تسليح المستوطنين الأوروبيين من طرف ممثلي الإدارة الاستعمارية، فضلا عن “تخريب” مهمة التحقيق التي أوفدتها الحكومة المؤقتة الفرنسية وأوقفت عملها في ظروف غامضة.
كما أشار المقترح إلى الاعترافات المتقطعة لمسؤولين فرنسيين في العقود الأخيرة، بدءا من وصف السفير الفرنسي عام 2005 للمجازر بـ”المأساة غير المبررة”، ثم تصريحات لاحقة لبرنار باجوليه وفرانسوا هولاند، وصولا إلى تكليف الرئيس إيمانويل ماكرون سفيره في الجزائر عام 2021 بوضع إكليل زهور على النصب التذكاري لأول ضحية في سطيف.
ويدعو النص إلى فتح الأرشيف الاستعماري كاملا أمام الباحثين وذوي الضحايا، وإنشاء مكان وطني للذاكرة يخلد المأساة، مع تعزيز تدريس الاستعمار الفرنسي ومجازر 8 ماي في المناهج الدراسية، إضافة إلى استئناف عمل اللجنة المشتركة للمؤرخين الجزائريين والفرنسيين.
ويؤكد أصحاب المبادرة أن “العمل الذاكرتي والاعتراف بجرائم الاستعمار من أعلى السلطات الفرنسية شرط أساسي لإقامة علاقات جيدة بين فرنسا والجزائر”، وأن هذه الخطوة من شأنها إعادة الاعتبار لضحايا المجازر وفتح صفحة جديدة في العلاقات بين الشعبين.
شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين
The post مجازر سطيف وقالمة وخراطة ضمن احتفالات هزيمة النازية appeared first on الشروق أونلاين.