مستقبل خطة تهجير غزة

د. وليد عبد الحي/ ثمة بُعدان لخطة التهجير في قطاع غزة، وهي: 1- التهجير الخشن 2- التهجير الناعم أولاً التهجير الخشن: ويتمثل في: أ‌- الاستمرار في الضغط العسكري وتدمير أكبر قدر ممكن من المرافق الحياتية إلى الحد الذي يجعل الحياة شبه مستحيلة. ب‌- استمرار الحصار ومنع دخول أي من مقومات الحياة من مياه وغذاء ودواء …

مايو 5, 2025 - 18:32
 0
مستقبل خطة تهجير غزة

د. وليد عبد الحي/

ثمة بُعدان لخطة التهجير في قطاع غزة، وهي:
1- التهجير الخشن
2- التهجير الناعم
أولاً التهجير الخشن: ويتمثل في:
أ‌- الاستمرار في الضغط العسكري وتدمير أكبر قدر ممكن من المرافق الحياتية إلى الحد الذي يجعل الحياة شبه مستحيلة.
ب‌- استمرار الحصار ومنع دخول أي من مقومات الحياة من مياه وغذاء ودواء ومشتقات الطاقة.
ت‌- استمرار تعطيل دخول أية آليات لإبقاء ملايين أطنان الرّكام معيقة للحركة.
ث‌- استمرار تلويث البيئة بما فيها تلويث التربة لتعطيل الزراعة وتلويث المياه بما فيها مياه الري ومنع دخول المبيدات لتوسيع نطاق انتشار الحشرات والقوارض بل وترك بعض المواد السامة في مداخل الشوارع بين الركام.
ثانيا: التهجير الناعم، وهذا النمط من التهجير يقوم على ثلاث أبعاد هي:
1- المماطلة: وتتمثل في:
أ‌- المماطلة في عقد مؤتمر لتشكيل صندوق والبدء الفوري في جمع الأموال المطلوبة لإعادة الإعمار.
ب‌- فإذا تمّ عقد المؤتمر ستبدأ عمليات التهرب من تقديم المبالغ المطلوبة، وتقديم مبالغ رمزية.
ت‌- فإذا تمّ تقديم المبالغ الرمزية ستبدأ المماطلة في الوفاء بدفع تلك المبالغ(وفي كل مؤتمرات الدعم لفلسطين لم يتم الوفاء بأكثر من 30% من التعهدات)
ث‌- فإذا تمّ الوفاء سيتمّ التنافس بين شركات الدول المتبرعة لانجاز الإعمار، وستعمل مصر على أن تفوز بالقسط الأكبر من عقود الاعمار، وهو ما يجعل بعض الدول تحاول عرقلة ذلك.
ج‌- فإذا بدأ العمل في الاعمار فإن التباطؤ في الإنجاز سيكون هو الأفضل لإطالة عمر المعاناة.
ح‌- فإذا بدأ الانجاز سيتم عرقلة دخول مواد الاعمار التي ستراها إسرائيل مواد قابلة للاستعمال العسكري والمدني مستقبلا.
خ‌- استمرار تعطيل عمل وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين لزيادة ثقل المعاناة الإنسانية.
2- الغواية: وستأخذ الغواية أشكالاً مثل:
أ‌- دفع دول الخليج بشكل خاص إلى الإعلان عن فتح المجال للعمالة الفلسطينية، ستعمل دول الخليج على تقديم ذلك على انه مساندة إنسانية بعيدًا عن الجانب السياسي، وقد يتم الاستغناء عن بعض العمالة الآسيوية في الخليج لاستيعاب العمالة الفلسطينية وتقديم ذلك من باب”النخوة والأولوية للأخ الفلسطيني”.
ب‌- تشجيع دول فقيرة على استضافة نسبة معينة من الفلسطينيين من قطاع غزة مقابل تقديم مساعدات لتلك الدول المستضيفة، وقد تكون بعض الدول الافريقية أو الآسيوية أو الأمريكية اللاتينية من ضمنها.
ت‌- دفع بعض الدول–مثل كندا وغيرها – المحتاجة لأيدي عاملة فعليا إلى إعطاء الأولوية لليد العاملة الغزية لاستقطابها.
ث‌- الإعلان عن تقديم علاج مجاني في مستشفيات بعض الدول للمصابين والمرضى من قطاع غزة بهدف إخراجهم من غزّة وهم بعشرات الآلاف.
3- الوظيفة الأعلاميّة: وستقوم على ما يلي:
أ‌- التغييب التدريجي لموضوع غزة عن الإعلام
ب‌- استغلال أية مشاكل دوليّة والتركيز عليها لصرف النّظر عن الموضوع الفلسطيني.
ت‌- نشر الشائعات المنفرة للبقاء في غزة (كالحديث عن أوبئة أو عمليات اغتصاب أو غير ذلك) ونشر الاشاعات الجاذبة مثل الحديث عن أجور وظروف ممتازة في دول المهجر، بل وإجراء مقابلات مع مهاجرين من غزة يشرحون فيها عن حسن الضيافة والمقارنة بين حالهم الجديد وحالهم القديم…الخ.
ث‌- تقديم الإعلام الغربي والإسرائيلي وبعض العربي كلّ ما يجري على أنّه تخلص من “التطرف الديني والإخواني والإرهابي…” وهو ما سيجد تقبلا في الغرب وابتهاجا في الأنظمة العربية التي تتوق للخلاص من كلّ أشكال المقاومة علمانية أو دينية.
خلاصة ذلك:
1- تحقيق الهدف الإسرائيلي بتغيير الخلل الديموغرافي الحالي المتمثل في تفوق عدد الفلسطينيين على عدد اليهود في فلسطين التاريخية، ثمّ توظيف هذه الخطة في مرحلة لاحقة مع فلسطينيي الضفة الغربية، بل قد يمتد لفلسطيني 1948 أيضا، وبذلك تكون الاستفادة من دروس الخبرة الغزية.
2- دفن أي حل للقضية الفلسطينية؛ لأنّ ذلك يعني استكمال السيطرة على الأرض والتخلص من السكان الفلسطينيين.
هذا هو المخطط الذي ازعم انه القادم وسيعملون على تنفيذه، راجيا من الله أن يثبت “عدم صدقي” لأكون أول الشامتين بعقلي، وراجيا منه أن يساهم الشعب الغزّي أيضا في إثبات عدم صدقي.عندها سأكون أول إنسان يفرح بفشله.