مغارة الفراشيح شاهدة على جرائم فرنسا الاستعمارية

وضعت السلطات الولائية، حجر الأساس لمشروع إنجاز مدرسة للتعليم القرآني بالمعلم التاريخي الذي يبقى شاهدا عن مجازر ومحارق فرنسا الاستعمارية، المتمثل في مغارة قبيلة الفراشيح، الكائنة ببلدية النقمارية على أحد منحدرات جبال الظهرة بالجهة الشرقية لإقليم ولاية مستغانم، حيث خصص لذات الصرح مبلغ مالي قدر بـ4 .2 مليار سنتيم، مع تحديد موعد لاستكمال الأشغال لا […] The post مغارة الفراشيح شاهدة على جرائم فرنسا الاستعمارية appeared first on الشروق أونلاين.

مايو 13, 2025 - 18:12
 0
مغارة الفراشيح شاهدة على جرائم فرنسا الاستعمارية

وضعت السلطات الولائية، حجر الأساس لمشروع إنجاز مدرسة للتعليم القرآني بالمعلم التاريخي الذي يبقى شاهدا عن مجازر ومحارق فرنسا الاستعمارية، المتمثل في مغارة قبيلة الفراشيح، الكائنة ببلدية النقمارية على أحد منحدرات جبال الظهرة بالجهة الشرقية لإقليم ولاية مستغانم، حيث خصص لذات الصرح مبلغ مالي قدر بـ4 .2 مليار سنتيم، مع تحديد موعد لاستكمال الأشغال لا يتجاوز الـ4 أشهر، ليدخل مجال الانتفاع لفائدة أبناء المنطقة المعزولة، ويشكل بذلك حلقة حيوية ذات امتداد روحي وثقافي، يربط الماضي المجيد بالحاضر الواعد، ومنارة يشع منها نور العلم وتحفيظ كتاب الله لقوافل شباب المستقبل.
المشروع بكل دلالاته حسب والي الولاية، سوف يلبي طموحات أهل المنطقة، وسوف يكون حجر زاوية لتوسيع نطاق التعليم القرآني، وفضاء يضاف إلى ما تتمتع به مستغانم التي تظل رائدة في مجال تخريج عشرات الدفعات من حملة القرآن الكريم، حيث تظل خزانا حيويا لتغطية الاحتياجات التعليمية الدينية، وتخريج قوافل الأئمة، بفعل ما تتوفر عليه من هياكل متنوعة، على غرار المدارس القرآنية، فضلا عن الزوايا التي تبقى وعاء عامرا برجال الدين الأوفياء لمبادئ الأمة عبر التاريخ، والصالحين من الذين يعملون على بناء مستقبل زاهر قائم على أسس روحية سليمة صحيحة تجابه كافة التيارات الدينية الغريبة الدخيلة وكذا عنوانا بارزا لصون الذاكرة الوطنية.
وحسب نائب رئيس جمعية “كنوز مستغانم” للبحث التاريخي وحفظ التراث، أن مغارة الفراشيح كانت قد شهدت خلال المراحل الأولى من الغزو الفرنسي لبلادنا إحدى أبشع أنواع الجرائم والمجازر المرتكبة في تاريخ البشرية، لا تزال آثارها ماثلة وشاهدة عما اقترفه جنرالات المستدمر، يوم 18 جوان من سنة 1845 أي قبل 180 سنة مضت، حيث وبفعل اتساع نطاق المقاومات الشعبية للغزاة، وأمام سياسة الأرض المحروقة وحرب الإبادة، لجأ حينها أبناء قبيلة الفراشيح وكذا أولاد رياح، إلى تلك المغارة بغية الاختباء والاختفاء عن أنظار الغزاة، وكان جلهم من النساء، الأطفال والشيوخ، وكذا للاحتماء بذات الموقع الممتد في جوف الأرض، وسط مساحات غابية بين سفوح مرتفعات سلسلة جبال الظهرة، وحين اكتشاف سر الموقع، أقدم سفاحو الجيش الاستعماري بقيادة الكولونيل “بيليسي” بأمر من قائده الجنرال “بيجو” على جمع كميات كبيرة من أكوام الحطب والقش، مع سكب عليها كميات أخرى من مادة الكبريت سريعة الاشتعال، حيث وضعت عند مدخل المغارة، لتضرم بها النيران التي أتت على الأخضر واليابس لتحترق وتتفحم الأجساد وتذاب من شدة الحرارة، بعد ما امتد اللهيب إلى عمق المغارة، حيث أسفرت المحرقة المروعة عن ارتقاء أزيد من 1800 شهيد من مختلف الأعمار، إلى جانب حيوانات أهل المنطقة من رؤوس المواشي والأبقار التي تفحمت بدورها، ليسجل التاريخ حسب الباحث الأستاذ فاضل، إحدى أبشع وأفظع الجرائم بحق الإنسانية، حيث اكتملت كافة فصولها مثلما جاء في العديد من المصادر والمراجع، التي وصفت وصفا دقيقا تفاصيل البربرية والهمجية الاستعمارية، ونعتتها بـ”الهولوكست الفرنسي”، التي تظل مشاهدها ماثلة للعيان إلى حد الآن، كما طالب محدثنا الجهات الوصية على قطاع التربية، بضرورة إدراج فصول تلك المحرقة ضمن البرامج والمناهج التربوية، لغرض الكشف عن مدى بشاعة فرنسا وجرائمها طوال فترة تواجدها الاستعماري ببلاد المليون ونصف المليون شهيد.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post مغارة الفراشيح شاهدة على جرائم فرنسا الاستعمارية appeared first on الشروق أونلاين.