مقال رأي: هل يجب أن يكون الوزير تقنيًا في قطاعه؟

انتقد كثير من الأشخاص قرار تعيين السيد ياسين مهدي وليد وزيرًا للفلاحة، مبرّرين انتقاداتهم بأنه لا يفقه شيئًا في الفلاحة أو في التكوين المهني، خاصة أنه كان وزيرًا منتدبًا ثم وزيرًا للمؤسسات الناشئة.

وأرى أن هذه الانتقادات لا معنى لها وغير مؤسسة، لأن الوزير – أي وزير – لا يجب أن يكون بروفيسورًا في القطاع الذي عُيّن فيه. فمثلًا، ليس من الضروري تعيين فلاح أو خبير في الفلاحة على رأس وزارة الفلاحة، أو أستاذ جامعي على رأس وزارة التعليم العالي، أو صحفي على رأس وزارة الاتصال…

أقول هذا لأن منصب الوزير يجب أن يشغله شخص سياسي، يتمتع بصفات القائد الذي يقود فريق عمل، وله رؤية واضحة، قادر على اتخاذ القرارات وتنفيذ رؤيته عبر تحديد الاستراتيجيات، مع تخصيص أوقات دقيقة لإكمال هذه الاستراتيجيات وتحقيق الأهداف المرسومة.

وقد تكون هذه الصفات في شخص لا يتحكم بالضرورة في تقنيات القطاع. فمثلًا، وزير التكنولوجيا (البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية) ليس من الضروري أن يتحكم في كل الأمور التقنية المتعلقة بالتكنولوجيات، فهذا عمل مساعديه وإطاراته الذين يوفرون له الخيارات والحلول اللازمة ليتخذ القرار المناسب. ففي الأخير، هو الوحيد الذي يتحمّل المسؤولية أمام الشعب والرئيس.

ولدي أمثلة عديدة فيما يتعلق بهذا الأمر:

الوزير الأول الفرنسي الجديد سيباستيان لوكورنو كان وزيرًا منتدبًا لدى وزير البيئة، ثم وزيرًا للمجموعات المحلية، ثم وزيرًا لما وراء البحار، ثم وزيرًا للجيوش (الدفاع)، ثم وزيرًا أول.

في كندا، جون مانلي كان وزيرًا للصناعة، ثم وزيرًا للخارجية، ثم وزيرًا للمالية، وهي قطاعات مختلفة اختلافًا جذريًا وواضحًا.

في فرنسا أيضًا، ميشال بارنييه كان وزيرًا للبيئة، ثم وزيرًا للشؤون الأوروبية، ثم وزيرًا للخارجية، ثم وزيرًا للزراعة، ثم وزيرًا أول لمدة ثلاثة أشهر.

إذن، لا يجب أن يكون الوزير عالمًا أو خبيرًا في قطاعه. فقد جرّبنا ذلك مرارًا في العديد من القطاعات ورأينا النتائج. المطلوب أن يكون المسؤول قائدًا، قادرًا على اتخاذ القرارات، تحديد الاستراتيجيات، وضبط الوقت بدقة لتحقيق الأهداف.

ظهرت المقالة مقال رأي: هل يجب أن يكون الوزير تقنيًا في قطاعه؟ أولاً على الحياة.