مهدي خرفي: آن الآوان لاستغلال الطاقة النووية في إنتاج الكهرباء

أبدى خبير الطاقة الجزائري مهدي خرفي، استغرابه من عدم لجوء الجزائر إلى استغلال الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء حتى يتسنى لها الحفاظ على الغاز والبترول، وقال في هذا السياق إنه “هُناك 40 بالمائة من الاستهلاك الطاقوي يُستخدم في انتاج الطاقة الكهربائية”، وتطرق المتحدث بالمُقابل للحديث عن مشروع ديزرتاك الألماني للطاقة الشمسية، وقال لدى نزوله ضيفًا على حصة “مُراقبون” التي تُبث دوريًا على “الوطنية تي في” إن مثل هذه المشاريع ترتبطُ بـ “صراع المصالح” فالغرب تسعى للسيطرة وهذه النظرة تُناقض الغاية الرئيسية من الطاقات المتجددة التي تحرر الشعوب والمجتمعات.  

ما مفهوم الأمن الطاقوي؟

الانتقال الطاقوي هو الانتقال من نقطة الى اخرى، أو من مرحلة الى أخرى ويكمن وراء ذلك سببين: النقطة الاولى هي من الناحية الكمية والثانية من الناحية النوعية، ومن حيث الكم نتكلم على الطاقات غير المتجددة وهي التي تنضب، لذلك فكرت جميع دول العالم في الانتقال الطاقوي، لاسيما وان هذا النوع من الطاقات اصبح يؤثر على البيئة وليس لها استمرارية و لا بد من الاخذ بعين الاعتبار الاجيال القادمة، ولذلك فكرنا في الانتقال الى الطاقات المتجددة وتحقيق التنمية المستدامة ، وحتى ننتقل الى هذه المرحلة نحتاج إلى فترة زمنية معينة من اجل تحديد طبيعة التكنولوجيا اللازمة والطاقات وهذه الحقبة سميناها بالفترة الانتقالية.

لكن على ما يبدو ان هذه الفترة الانتقالية قد طالت نوعا ما ؟

نعم في الحقيقة هذا يمثل مشكلا كبيرا بسبب دخول الارادة الانسانية على الخط، فالإنسان هو من يعرقل هذا الانتقال السريع، رغم ان الطاقات المتجددة تجعل البلدان مستقلة من الضغط الأحادي، وهناك بعض الدول تحوز على التكنولوجيا المناسبة لكن الطاقات المتجددة تخصع الى ما يسمى بالجو كليماتيك، فكل منطقة تحوز على الطاقة التي تناسبها ومثلما نرفض التعدد القطبي نرفض التعدد الطاقوي، مثلا في جنوبنا يزخر بالشمس والرياح والمناطق المائية التي تكفينا للانتقال الطاقوي.

هُناك سؤال هام يطرحُ نفسه اليوم: لماذا تتردد الدول الأوروبية في الاستثمار في الطاقات التي تتمتع بها الجزائر وجنوب إفريقيا، وهُنا يمكن الإشارة إلى مشروع “ديزرتاك” الألماني للطاقة الشمسية؟

هنا نوظف مُصطلح المصالح، فهذه الدول إذا رأت أنها لا تملك السيطرة على مشاريع مثل هذه لن تشارك فيها، فاليوم نتحدث عن استعمار جديدة فمثلا تقوم دولة أجنبية بتنصيب لوحات شمسية وبعد مرور الوقت تصبح تتحكم في المشروع بأكمله وهذا من غير الممكن بالنسبة للجزائر وهذه النظرة تُناقض الغاية الرئيسية من الطاقات المتجددة التي تحرر الشعوب والمجتمعات.

هُناك جدل أثير في السنوات الأخيرة حول الغاز الصخري أو ما يسمى بالبترول الصخري، ما حقيقة هذه المحروقات الصخرية التي أثارت الجدل؟

في الحقيقة السيطرة في السوق هي من دفعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى البحث عن هذا النوع من الوقود وهي من بدأت به وبفضله أصبحت تتحكم في السوق الدولية ولكن من الناحية الطبيعية رأينا كوارث قد حدثت، لكن واشنطن لا تراعي هذا الجانب وما يهمها الأرقام فقط، لكن هناك فرق بين الجزائر وأمريكا من حيث هذه السياسة فلها أمرين مقدسين الأول: الإيمان والأمر الثاني ملكية الأرض فهي مقدسة ومحفوظة بالدستور عكس الجزائر فما على سطح الأرض للشخص وما في باطنها للدولة والشعب الجزائري لذلك فهناك اختلاف بين البلدين في الرؤية والاحتياجات فأمريكا لو تستغل كل ما في باطن أرضها لديها مناطق أخرى تسيطر عليها، لكن نحن في الجزائر مطالبون بالحفاظ على هذه الثروة التي لها نهاية دون أن نتحدث عن الجوانب الأخرى مثل الطبيعة والتكلفة وأيضا مدة التحكم في التقنيات والتكنولوجيا إذ تلزمنا مدة زمنية طويلة لاستغلالها حتى أنه يكلف تكلفة باهضة لا سيما وأن هكتار واحد نستطيع حفر 10 آبار.

هل تتوقع حدوث توافق في القمة المقبلة لمؤتمر الأطراف COP30 والتي ستعقد في مدينة بليم في البرازيل في نوفمبر 2025، مع الأخذ بعين الاعتبار الموقف الأمريكي الذي كان سلبيا في القمة الماضية؟

أولا يجب التأكيد على أن الموقف الأمريكي ليس جديد، ومن الرسائل المعلنة عن “كوب باريس” هي لم الشمل ولكن إن لم نجد طريقة مناسبة تلزم الدول بالالتزام بدفع ضرائب عن الملوثات وهو ما نطبقه اليوم في الجزائر فلن يحدث توافق، وقد أحدث هذا الملف صراع بين أمريكا والصين فأمريكا تتكلم عن الأشخاص والصين تتحدث عن البدان والمقترح الأمريكي متعمد لأن عدد الأشخاص في الصين كبير جدا.

أين تكمن أهمية استغلال الطاقة النووية؟

في الحقيقة هذا الموضوع متشعب كثيرا لأن الحديث عنه يكون موجها سياسيا، وفي الحقيقة الطاقة النووية تُستخدم في كل الميادين كالطب النووي وهو من أروع التكنولوجيات الموجودة حاليا، ويمكن استخدامها أيضًا في توليد الطاقة الكهربائية، وأنا أستغرب اليوم لماذا الجزائر لم تباشر في عملية توليد الطاقة الكهربائية من اليورانيوم وما يحدث أعتبره تبذير، فمن حقنا استغلال الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء حتى نحافظ على الغاز والبترول فهناك 40 بالمائة من الاستهلاك الطاقوي هو يُستخدم لإنتاج الطاقة الكهربائية.

فؤاد ق

The post مهدي خرفي: آن الآوان لاستغلال الطاقة النووية في إنتاج الكهرباء appeared first on الجزائر الجديدة.