مواطنون يستعملون أجهزة وأقراص مجهولة لمكافحة الناموس

من دون مقدمات صيفية، ضربت الحرارة، منذ بداية شهر جوان الحالي، أرقامها الأربعينية، بما تحمله هذه الأرقام من تبعات، ومنها عودة الناموس وبقوة، بعد سبات شتوي غير طويل. ولأن الناموس لا يرتبط وجوده بالقاذورات والأودية الآسنة، والأقبية المتعفنة فقط، وإنما حتى بكثافة الأشجار، والمساحات الخضراء أيضا، فإن بعض البلديات “المجتهدة” على قلتها، صارت تعجز عن […] The post مواطنون يستعملون أجهزة وأقراص مجهولة لمكافحة الناموس appeared first on الشروق أونلاين.

يونيو 10, 2025 - 18:58
 0
مواطنون يستعملون أجهزة وأقراص مجهولة لمكافحة الناموس

من دون مقدمات صيفية، ضربت الحرارة، منذ بداية شهر جوان الحالي، أرقامها الأربعينية، بما تحمله هذه الأرقام من تبعات، ومنها عودة الناموس وبقوة، بعد سبات شتوي غير طويل.
ولأن الناموس لا يرتبط وجوده بالقاذورات والأودية الآسنة، والأقبية المتعفنة فقط، وإنما حتى بكثافة الأشجار، والمساحات الخضراء أيضا، فإن بعض البلديات “المجتهدة” على قلتها، صارت تعجز عن محاربته، بينما الأكثرية تخسر المعركة، لأنها أصلا لا تعلن الحرب عليه خاصة في مرحلة اليرقات، عندما يبدأ الناموس في دفع بويضاته للوجود.

بلديات تحارب الناموس بطريقة السبعينيات
يقرّ أحد أعضاء المجلس الشعبي البلدي الحالي بقسنطينة في حديثه لـ”الشروق اليومي”، بانعدام مخطط حقيقي ناجع لأجل القضاء على الناموس، ويعترف بأن معالجته الحالية هي مجرد ارتجالية آنية وأحيانا فوضوية أقرب لـ”البريكولاج” وقديمة جدا، على حد تعبيره. المشكلة ليست في قسنطينة فقط -بحسب رأيه- وإنما تعني المئات من بلديات الوطن، ولا يوجد، لحد الآن، أنموذج ناجح في بلدية ما، يمكن اعتماد طرق القضاء على هذه الحشرة التي تسبّب متاعب صحية حقيقية، ويكفي أنها تضع المواطن في حالة أرق وإرهاق طوال فصل الصيف.
يقول “عمار.ف”، وهو من قاطني حي بوالصوف بقسنطينة: “لقد أصبح الناموس فردا من الأسرة، كنا نلتقيه ونحاربه في الصيف فقط، وصار الآن ساكنا دائما لا يبارح المكان حتى في عز الشتاء”.
وينفي عمار أي اجتهاد من مصالح البلدية منذ أن سكن الحي قبل عشرين سنة، وحتى المحاربة البدائية عبر شاحنة صغيرة تضخ المبيد بدخانها الكثيف، صارت تزعج كثيرا السكان لأنها آنية لا تقضي على الناموس المعشش في قلب العمارات وحتى في الشقق.
والمصيبة، على حد تعبير عمار، هي أن الوسائل المعروفة من خلال “الباستي” أو الشرائح المبيدة صارت عاجزة، والمواطن لا خيار له سوى استعمال المكيّفات طوال الليل حتى يتمكّن من تحقيق النوم المريح، وما عدا ذلك، فإن محاربة الناموس هو مجرد وهم، على حدّ تعبير محدّث “الشروق اليومي”.
مواطن آخر يقطن بوسط مدينة قسنطينة يتساءل في دهشة ويقول: “سبحان الله، عندما كنا صغارا لا نعرف للناموس شكلا، لكن الحشرة طرقت باب كل أحياء المدينة وصار المواطن قبل أن يشتري سكنا جديدا، يسأل إن كان ذلك الحي فيه أسراب الناموس”؟
في ولاية بسكرة، يمكن عدّ الأحياء التي نجت من جحيم الناموس على أصابع اليد، وهناك بلديات اجتهدت، فعلا، ولكنها في الحقيقة قلّلت من تواجد الناموس ولم تلغ وجوده نهائيا، والناموس، كما هو معروف، حشرة واحدة منه تزعج بنفس قساوة أسراب منه بصفيرها قبل لسعاتها، كما تقول السيدة وحيدة، التي يشكّل الصيف بالنسبة لها هاجسا وألما لأنها مجبرة على عدّ النجوم و”الناموسات” التي تدخل بيتها.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post مواطنون يستعملون أجهزة وأقراص مجهولة لمكافحة الناموس appeared first on الشروق أونلاين.