يوسف الغفاري

في إحدى زياراتي للأخ المجاهد الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي، تشعّب بنا الحديث إلى جريدة أسّسها الطالب أحمد في منتصف 1952، لتكون لسان جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بلسان أعدائنا، وهذه الجريدة المجاهدة اسمها “الشاب المسلم”، وكانت موجّهة أساسا إلى “خرافنا الضالة” في الثانويات والجامعات الفرنسية الذين استزلّهم الشيطان الفرنسي، واستعبد عقولهم. كان من كتاب الجريدة شخص […] The post يوسف الغفاري appeared first on الشروق أونلاين.

أغسطس 27, 2025 - 18:27
 0
يوسف الغفاري

في إحدى زياراتي للأخ المجاهد الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي، تشعّب بنا الحديث إلى جريدة أسّسها الطالب أحمد في منتصف 1952، لتكون لسان جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بلسان أعدائنا، وهذه الجريدة المجاهدة اسمها “الشاب المسلم”، وكانت موجّهة أساسا إلى “خرافنا الضالة” في الثانويات والجامعات الفرنسية الذين استزلّهم الشيطان الفرنسي، واستعبد عقولهم.
كان من كتاب الجريدة شخص يوقّع مقالاته باسم “يوسف الغفاري”، فسألت الدكتور عن هذا اليوسف الغفاري.
تبسم الدكتور، وقال: “هو مناضل جزائري، سماه والداه، “محمدا”، تيمنا بسيد الكونين من عرب ومن عجم، وليقتدي به في دنياه في سعيه إلى أخراه، فلما شب عن الطوق أصابه “ميكروب الشيوعية” وكان معجبا بأحد رموزها أيامئذ وهو “جوزيف ستالين”، رئيس الاتحاد السوفياتي، ولكن “الشاب” محمد بقيت فيه بقية من “الإسلام الوراثي” – كما يقول الإمام ابن باديس- فتسمى باسم أحد رموز الإسلام، وهو “أبو ذر الغفاري” – رضي الله عنه- الذي يعتبره الشيوعيون العرب و”المسلمون” ممثل الإسلام “التقدمي” لأنه كان متشدّدا في نظرته إلى المال، فانزعج منه من لا يرون رأيه، وشكوه إلى الخليفة الراشد عثمان بن عفان – رضي الله عنه- فأمره أن يخفف لهجته، وأن يأمر بالمعروف، ولكن يبدو أن أبا ذر لم يكن “مدخليّا” في “وجوب” طاعة “أولي الأمر” ولو أمروا بمنكر وفعلوا الفواحش، وهنا طلب منه الخليفة أن يعتزل الناس درءا لمفسدة متوقعة، فانعزل أخذا هذه المرة بمذهب المدخليّ- إلى إحدى قرى المدينة المنورة حتى أتاه اليقين – رضي الله عنه وأرضاه-
هذا المناضل هو محمد لبجاوي من مواليد 1926، وهو ليس محمد البجاوي الذي كان وزيرا وسفيرا ورئيس محكمة “العدل” الدولية، ورئيس “مجلسنا الدستوري”، ثم لما لم يرشحه صاحبه بوتفليقة لرئاسة منظمة “اليونيسكو” تجنس بالجنسية الكمبودية وترشح لها، وهذه هي “وطنية” بعض مسئولينا.
وصدق الرئيس فرحات عباس عندما سماها: “وطنية الجهاز الهضمي”.
قبض على هذا المناضل الذي عينه المناضل رمضان عبان في فدرالية جبهة التحرير الوطني في فرنسا وضمّ إلى سجن فران والصحة حيث كان “الخمسة”، ويبدو أن روح ابن بلة لم تأتلف في البداية مع روح لبجاوي، وظنّ به الظنون، ولكن “مقلّب القلوب” ألّف بين القلبين، فأصبح كل واحد منهما للآخر “خلاّ ودودا”، (ودودا الأولى من الود، والثانية من الدّود، والخل الأولى هو الخليل، والثانية هو السائل المعروف).
بعيد استرجاع الاستقلال، انحاز محمد لبجاوي إلى صف ابن بلة، وكان أحد ثقاته والمقربين منه، والمناصرين له حتى فعل بومدين فعلته بابن بلة، وكان لبجاوي ممن دفعوا الثمن جزاء ولائهم لابن بلة الذين كان منهم بومدين نفسه.
لا أدري نهاية لبجاوي التي أرجو أن تكون أحسن من بدايته، وهدى الله – الهادي لكل خير- خرافنا الضالة، خاصة بعدما تبين لهم – إن كانت لهم أعين- أن ما حسبوه “شرابا” لم يكن إلا “سرابا”.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post يوسف الغفاري appeared first on الشروق أونلاين.