البروفيسور والخبير الاقتصادي شوام بوشامة ......"النموذج الاقتصادي الجزائري ..طريق عبور نحو تجارة بينية مُربحة"

تحاليل الجمهورية: تصنع التظاهرة الاقتصادية الإفريقية المنظمة بالجزائر منذ الرابع سبتمبر الجاري الحدث، فكل الأنظار متجهة صوب المعرض الإفريقي للتجارة البينية وترقب ما ستثمر الطبعة الرابعة التي وُضعت لها أهداف كبرى تتجاوز إلى حدّ بعيد ما تحقق خلال طبعة مصر في عام 2023. مشاركة أزيد من 90 دولة من خارج القارة الإفريقية في الطبعة الرابعة دليل قوي على أهمية هذا المعرض وأبعاده التجارية والاقتصادية العالمية. وفي هذا السياق يوضح البروفيسور شوام بوشامة الأستاذ والخبير الاقتصادي من جامعة وهران بأن استهداف إبرام صفقات وعقود تجارية بينية بقيمة 44 مليار دولار ليس رقما هيّنا وهو يعكس قدرة المؤسسات الإفريقية في تطوير التجارة داخل القارة ورغبة كبيرة في تجاوز النسبة الضئيلة من تعاملاتها التجارية البينية والتي تقدر حاليا بحوالي 15 بالمائة. إذا فإن عَملا كبيرا جدّا ينتظر البلدان الإفريقية ومن بينها الجزائر التي تستثمر الكثير من الأموال والجهد في سبيل تحقيق هذا الهدف. وأكيد أن الأيام الأولى من المعرض عرفت توقيع عقود شراكة هامة بين الجزائر وبلدان إفريقية –يقول البروفيسور شوام- لكن الوقت مبكر لتقديم تقييم حول هذه الإتفاقيات، فالمعرض متواصل وهناك طموح كبير يحدو المؤسسات الاقتصادية الجزائرية المشاركة والبالغ عددها حوالي 200 مؤسسة لتوسيع تجارتها في إفريقيا ورفع قيمة العقود التجارية مع مختلف الدول لتنمية الاقتصاد الجزائري والإفريقي على حدّ سواء. وفي مقارنة بين الطبعتين الثالثة والرابعة نقول بأن الجزائر بذلت مجهودات كبيرة لإنجاح التظاهرة بمشاركة كل الدول الإفريقية وهو ما تحقق بالفعل، ولاحظنا الحضور الإفريقي الرفيع. ففي 2025 أكد قادة ورؤساء ومسؤولي البلدان الإفريقية على ضرورة جعل التجارة البينية ضمن أولوية البرامج الاقتصادية والتنموية. والجزائر عرضت نموذجها واستثماراتها في ميدان التجارة البينية بمنطقة الساحل ومع موريتانيا وتونس وليبيا ومالي، والفكرة المهمة المطروحة خلال هذه الطبعة هو اعتماد الجزائر كطريق عبور للسلع الإفريقية أو القادمة من الدول الأوروبية باستغلال موانئها لتحويل هذه السلع نحو الدول الإفريقية المعنية بالصفقات، وهذا يعني فتح آفاق أوسع للتجارة البينية والاندماج الإفريقي. هناك تنبؤات بإبرام صفقات وعقود تجارية بقيمة 44 مليار دولار، وما يُبرز أكثر أهمية السوق الإفريقية هو تنافس دول قوية اقتصاديا عليها مثل الصين وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية ، فالصين تتميز بكونها استطاعت أن تتوغل في أسواق كل البلدان الإفريقية بدون استثناء، فهي تستثمر أموالها بهذه القارة ولها مشاريع في البنى التحتية وغيرها. وعليه فإن أكبر تحديات هذه السوق هو تحقيق الاندماج الاقتصادي أولا ثم بلوغ الاكتفاء الغذائي وبالأخص "القمح والشعير" وتطوير الصحة والتعليم والذكاء الاقتصادي والتحول الرقمي ، وهذه من ضمن الأهداف الأساسية لتطوير الاقتصاد الإفريقي. أما الجزائر فتعمل على تحقيق السيادة في إفريقيا في هذه المجالات منذ سنوات طويلة، فهي البلد الوحيد الذي كوّن أزيد من 65 ألف إطار إفريقي وتوفر ما يعادل 8 آلاف منحة دراسية سنويا للأفارقة، وبالتالي فهم يستفيدون من التعليم العالي المجاني ويتقاضون منحة أيضا. وأشار البروفيسور شوام إلى قطاع الصناعة الميكانيكية بالمنطقة الصناعية بالرويبة والتي شدّت اهتمام كبار المسؤولين الأفارقة، وكدا العلامات الصينية في صناعة السيارات التي ستدخل مجال التصنيع قريبا بالجزائر وهي 5 علامات منها "شيري" و"جيتور" ..إلى جانب علامة فيات وهي مؤشرات على انفتاح السوق الإفريقي.

سبتمبر 9, 2025 - 11:39
 0
البروفيسور والخبير الاقتصادي شوام بوشامة ......"النموذج الاقتصادي الجزائري ..طريق عبور نحو تجارة بينية مُربحة"
تحاليل الجمهورية:
تصنع التظاهرة الاقتصادية الإفريقية المنظمة بالجزائر منذ الرابع سبتمبر الجاري الحدث، فكل الأنظار متجهة صوب المعرض الإفريقي للتجارة البينية وترقب ما ستثمر الطبعة الرابعة التي وُضعت لها أهداف كبرى تتجاوز إلى حدّ بعيد ما تحقق خلال طبعة مصر في عام 2023. مشاركة أزيد من 90 دولة من خارج القارة الإفريقية في الطبعة الرابعة دليل قوي على أهمية هذا المعرض وأبعاده التجارية والاقتصادية العالمية. وفي هذا السياق يوضح البروفيسور شوام بوشامة الأستاذ والخبير الاقتصادي من جامعة وهران بأن استهداف إبرام صفقات وعقود تجارية بينية بقيمة 44 مليار دولار ليس رقما هيّنا وهو يعكس قدرة المؤسسات الإفريقية في تطوير التجارة داخل القارة ورغبة كبيرة في تجاوز النسبة الضئيلة من تعاملاتها التجارية البينية والتي تقدر حاليا بحوالي 15 بالمائة. إذا فإن عَملا كبيرا جدّا ينتظر البلدان الإفريقية ومن بينها الجزائر التي تستثمر الكثير من الأموال والجهد في سبيل تحقيق هذا الهدف. وأكيد أن الأيام الأولى من المعرض عرفت توقيع عقود شراكة هامة بين الجزائر وبلدان إفريقية –يقول البروفيسور شوام- لكن الوقت مبكر لتقديم تقييم حول هذه الإتفاقيات، فالمعرض متواصل وهناك طموح كبير يحدو المؤسسات الاقتصادية الجزائرية المشاركة والبالغ عددها حوالي 200 مؤسسة لتوسيع تجارتها في إفريقيا ورفع قيمة العقود التجارية مع مختلف الدول لتنمية الاقتصاد الجزائري والإفريقي على حدّ سواء. وفي مقارنة بين الطبعتين الثالثة والرابعة نقول بأن الجزائر بذلت مجهودات كبيرة لإنجاح التظاهرة بمشاركة كل الدول الإفريقية وهو ما تحقق بالفعل، ولاحظنا الحضور الإفريقي الرفيع. ففي 2025 أكد قادة ورؤساء ومسؤولي البلدان الإفريقية على ضرورة جعل التجارة البينية ضمن أولوية البرامج الاقتصادية والتنموية. والجزائر عرضت نموذجها واستثماراتها في ميدان التجارة البينية بمنطقة الساحل ومع موريتانيا وتونس وليبيا ومالي، والفكرة المهمة المطروحة خلال هذه الطبعة هو اعتماد الجزائر كطريق عبور للسلع الإفريقية أو القادمة من الدول الأوروبية باستغلال موانئها لتحويل هذه السلع نحو الدول الإفريقية المعنية بالصفقات، وهذا يعني فتح آفاق أوسع للتجارة البينية والاندماج الإفريقي. هناك تنبؤات بإبرام صفقات وعقود تجارية بقيمة 44 مليار دولار، وما يُبرز أكثر أهمية السوق الإفريقية هو تنافس دول قوية اقتصاديا عليها مثل الصين وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية ، فالصين تتميز بكونها استطاعت أن تتوغل في أسواق كل البلدان الإفريقية بدون استثناء، فهي تستثمر أموالها بهذه القارة ولها مشاريع في البنى التحتية وغيرها. وعليه فإن أكبر تحديات هذه السوق هو تحقيق الاندماج الاقتصادي أولا ثم بلوغ الاكتفاء الغذائي وبالأخص "القمح والشعير" وتطوير الصحة والتعليم والذكاء الاقتصادي والتحول الرقمي ، وهذه من ضمن الأهداف الأساسية لتطوير الاقتصاد الإفريقي. أما الجزائر فتعمل على تحقيق السيادة في إفريقيا في هذه المجالات منذ سنوات طويلة، فهي البلد الوحيد الذي كوّن أزيد من 65 ألف إطار إفريقي وتوفر ما يعادل 8 آلاف منحة دراسية سنويا للأفارقة، وبالتالي فهم يستفيدون من التعليم العالي المجاني ويتقاضون منحة أيضا. وأشار البروفيسور شوام إلى قطاع الصناعة الميكانيكية بالمنطقة الصناعية بالرويبة والتي شدّت اهتمام كبار المسؤولين الأفارقة، وكدا العلامات الصينية في صناعة السيارات التي ستدخل مجال التصنيع قريبا بالجزائر وهي 5 علامات منها "شيري" و"جيتور" ..إلى جانب علامة فيات وهي مؤشرات على انفتاح السوق الإفريقي.
البروفيسور والخبير الاقتصادي شوام بوشامة ......