الجزائر تقتحم قلب القارة العجوز عبر جنوبها الشرقي

حل الرئيس عبد المجيد تبون الاثنين بليوبليانا عاصمة جمهورية سلوفينيا في زيارة دولة، بدعوة من رئيسة هذا البلد الأوروبي الصغير، ناتاشا بيرتس موسار، وهي الزيارة التي اعتبرها الطرف الجزائري “فرصة لتعميق التشاور السياسي حول التعاون الثنائي والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك “بين الجزائر و هذا البلد، وفق ما جاء في برقية لوكالة الأنباء الجزائرية.

وتعتبر سلوفينيا إحدى دول يوغوسلافيا المفككة في بداية تسعينات القرن الماضي، ما يعني أن البلدين تربطهما علاقات تاريخية تعود إلى مرحلة ما قبل تفكك جمهورية البلقان المختفية. فيما يرجح أن يتصدر التعاون الاقتصادي خاصة في مجال الطاقة، المباحثات الجزائرية السلوفينية على مستوى القمة، إضافة إلى مناقشة المسائل الدولية ذات الاهتمام المشترك.

كما ستسمح هذه الزيارة باستكشاف آفاق جديدة لهذا التعاون واعتماد خطة عمل تحدد أولوياتهما خلال المرحلة المقبلة، وهو التوجه الذي تعزز في ظرف قصير، جسده تبادل إقامة سفارتين في كلا البلدين، علاوة على الزيارات المتبادلة على أعلى مستوى، ويضاف إلى كل ذلك تعزيز التعاون الثنائي وتواصل التنسيق بينهما فيما يتعلق بالمواقف والرؤى تجاه مختلف القضايا الدولية والإقليمية.

وتعتبر جمهورية سلوفينيا من الدول القليلة الواقعة في جنوب شرق أوروبا، التي التحقت بركب استيراد الغاز الجزائري منذ اندلاع الأزمة بين روسيا ودول الاتحاد الأوروبي (سلوفينيا دولة عضو في الاتحاد)، بحيث أصبحت زبونا للجزائر في مجال الغاز، وهي مرشحة لتكون ممرا لأنبوب غاز جزائري يتجه من الجزائر نحوها عبر إيطاليا، قبل أن يقتحم قلب أوروبا مرورا بدولة النمسا قبل أن يصل على العملاق الألماني.

ويتقاسم البلدان مواقف متقاربة بشأن العديد من المسائل الإقليمية والدولية، فالجزائر تعتبر مدافعا شرسا عن حقوق الشعب الفلسطيني، فيما كانت جمهورية سلوفينيا من الدول الأوربية الأوائل التي اعترفت بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته على أرضه المحتلة من قبل الكيان الصهيوني الغاصب، كما تقف صامدة في دعمهما للجهود التي يبذلها الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي من أجل التوصل إلى حل عادل، دائم ونهائي لقضية الصحراء الغربية، في إطار احترام مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها.

وسبق لوزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، أن زار سلوفينيا في نوفمبر 2023، وقد أكد خلال تلك الزيارة لنظيرته السلوفينية، حرص الجزائر على العمل معها لاستغلال كافة الفرص المتاحة للارتقاء بالعلاقات الثنائية، مثلما عبرت رئيسة سلوفينيا عن تطلعها لمواصلة العمل مع الجزائر على مختلف الأصعدة.

وفي ماي 2024أجرى الوزير الأول السلوفيني، روبرت غولوب، زيارة رسمية إلى الجزائر وقد عبر خلالها عن ارتياح بلاده لمستوى التعاون الثنائي الذي كلل آنذاك بالتوقيع على عدة اتفاقيات شملت العديد من المجالات، من بينها اتفاقية تعاون بين الحكومتين حول الإعفاء المتبادل من متطلبات الحصول على التأشيرة قصيرة المدى لحاملي الجوازات الدبلوماسية، إلى جانب مذكرات تفاهم تخص قطاعات الطاقة، البيئة، التعليم العالي والبحث العلمي و الذكاء الاصطناعي، فضلا عن الاتفاق على إنشاء لجنة مختلطة بين البلدين.

علي. ب

The post الجزائر تقتحم قلب القارة العجوز عبر جنوبها الشرقي appeared first on الجزائر الجديدة.