المعرض الوطني لكتاب الطفل… حين تصبح القراءة بطعم الكاكاو والشوكولاتة
في أجواء دافئة خفف نسيم البحر العليل من لفحتها، ووسط أصوات الأطفال وحركاتهم وضحكاتهم وعبق الكتب الجديدة وألوان أغلفتها، امتد المعرض الوطني لكتاب الطفل في طبعته الثانية بساحة “المرابطون” بمنتزه الصابلات، تحت شعار “الكتاب رفيقي وصديقي” من 7 إلى 16 أوت، كفسحة للخيال والدهشة. هناك، كان أحد الأركان أشبه بواحة من النكهات والألوان، جناح خاص […] The post المعرض الوطني لكتاب الطفل… حين تصبح القراءة بطعم الكاكاو والشوكولاتة appeared first on الجزائر الجديدة.

في أجواء دافئة خفف نسيم البحر العليل من لفحتها، ووسط أصوات الأطفال وحركاتهم وضحكاتهم وعبق الكتب الجديدة وألوان أغلفتها، امتد المعرض الوطني لكتاب الطفل في طبعته الثانية بساحة “المرابطون” بمنتزه الصابلات، تحت شعار “الكتاب رفيقي وصديقي” من 7 إلى 16 أوت، كفسحة للخيال والدهشة.
هناك، كان أحد الأركان أشبه بواحة من النكهات والألوان، جناح خاص بالشيف رشا مبروكي، مفتوح بلا حدود لأنواع فاخرة من الشوكولاتة، ليقدم للزوار تجربة فريدة تجمع بين متعة القراءة وحلاوة المذاق. جناحها، الذي حمل اسم “جنة الصغار والكبار”، لم يكن مجرد طاولة تُرص عليها المنتجات، بل عالماً مصغراً من الإبداع، تزيّنه قطع شوكولاتة مصممة بعناية، بعضها يأخذ شكل شخصيات قصصية مألوفة، وأخرى تحاكي التراث الجزائري في نقوشها وألوانها.
لم تكتفِ رشا بالعرض البصري، بل دعت الأطفال من مختلف الأعمار إلى تذوق قطع الشوكولاتة اللذيذة، التي تقدم لمتذوقها فوائد عديدة، منها تحفيز المزاج وتنشيط التركيز والذاكرة وتخفيف التوتر، حيث يمكن لقطعة صغيرة أن تكون جرعة مزاجية ترسل للدماغ إشارة بأن شيئاً جميلاً يحدث، فيكافئه بإفراز هرمونات السعادة مثل السيروتونين والإندورفين. محفز لفتح الكتب والتجول في صفحاتها الملونة.
رشا
: الشوكولاتة ليست مجرد حلوى، بل فن وحرفة ورسالة ثقافية
رشا، التي تمتلك خبرة تمتد لتسعة وعشرين(29) عاماً في عالم الحلويات، وأربع (4) سنوات على رأس “المنتدى الوطني لخبراء الحلويات والطبخ والحرفيين”، جاءت إلى المعرض حاملة رسالة واضحة مفادها أن الشوكولاتة ليست مجرد حلوى، بل فن وحرفة ورسالة ثقافية. أبهرت وأمتعت الزوار بعرض حي، حيث شكّلت قطع الشوكولاتة أمام أعينهم، وشرحت للأطفال بخفة روح كيف تتحول حبة الكاكاو إلى قطعة فن يمكن تذوقها. كما أتاحت لهم تذوق أصناف مبتكرة، بعضها محشو بنكهات أصيلة مثل التمر، الفستق، وزهر البرتقال، لتكون التجربة مزيجاً متناغماً بين الأصالة والابتكار.
ولأن حضورها في المعرض هو امتداد لمسار طويل، فقد جمعت رشا بين الدفاع عن المطبخ الجزائري التقليدي ومنحه لمسات عصرية، وجعلت من الشوكولاتة وسيلة للتواصل الثقافي، تحكي من خلالها قصصاً عن كل صنف تقدمه، مؤكدة أن المذاق يمكن أن يكون جواز سفر للتعريف بالجزائر عالمياً. وهي، التي تتوزع نشاطاتها بين ورشها في الشبلي بالبليدة والشراڤة بالعاصمة، تستعد لافتتاح مطعم كبير مخصص للحلويات التقليدية وفنون الطهي، لكنها تؤكد أن شغفها الأسمى هو تدريب الشباب وتعليمهم أسرار المهنة، ليصبحوا سفراء لها ويحملوا المشعل من بعدها.
في هذا الركن المميز، يغادر الزائر وفي فمه طعم الشوكولاتة وفي قلبه حكاية تبقى في الذاكرة، عن امرأة جعلت من الحلوى فناً، ومن الشوكولاتة سفيراً للهوية الجزائرية.
خليل عدة
The post المعرض الوطني لكتاب الطفل… حين تصبح القراءة بطعم الكاكاو والشوكولاتة appeared first on الجزائر الجديدة.