المهاجرين، صنصال، واتفاق الشراكة.. ماذا يريد روتايو من الجزائر؟

يواصل وزير الداخلية الفرنسية، برونو روتايو، شن حملات التصعيد والاستفزاز تجاه الجزائر، بما يغذي طموح اليمين المتطرف الفرنسي، ويلبي خططه في زيادة حجم العداء والكراهية العرب والمسلمين عامةً، والجزائريين بشكل خاص، في أعقاب تدهور العلاقات الجزائرية الفرنسية وبلوغها مستويات القطيعة، بسبب ملفات وقضايا عديدة محل خلافات، منها قضية المهاجرين الجزائريين، التي لا تزال إلى غاية […] The post المهاجرين، صنصال، واتفاق الشراكة.. ماذا يريد روتايو من الجزائر؟ appeared first on الجزائر الجديدة.

يوليو 20, 2025 - 17:00
 0
المهاجرين، صنصال، واتفاق الشراكة.. ماذا يريد روتايو من الجزائر؟

يواصل وزير الداخلية الفرنسية، برونو روتايو، شن حملات التصعيد والاستفزاز تجاه الجزائر، بما يغذي طموح اليمين المتطرف الفرنسي، ويلبي خططه في زيادة حجم العداء والكراهية العرب والمسلمين عامةً، والجزائريين بشكل خاص، في أعقاب تدهور العلاقات الجزائرية الفرنسية وبلوغها مستويات القطيعة، بسبب ملفات وقضايا عديدة محل خلافات، منها قضية المهاجرين الجزائريين، التي لا تزال إلى غاية اليوم تثير جدلاً واسعًا، وتشكل إحدى النقاط المحورية للخلافات بين الجزائر وباريس.

وفي مؤشر يوضح استمرار العداء الفرنسي للجزائر، حتى تحقيق أهداف ومآرب خفية للإدارة الفرنسية، قال وزير الداخلية الفرنسية، برونو روتايو، ذو النزعة اليمينية المتطرفة، والمعروف كذلك بعدائه الشديد للجزائر، في مقابلة مع صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، أنه “يجب العودة إلى التعامل مع الجزائر بحزم، وتغيير النبرة، داعيًا إلى ضرورة تبنّي موقف أكثر صرامة في العلاقة الثنائية”.

التصريح الجديد لروتايو يعكس تصاعد التوترات بين الجزائر وباريس، حيث أبدى رغبته في الانسحاب من اتفاقيات الهجرة مع الجزائر الموقعة عام 1968، مؤكدًا ضرورة تبنّي موقف أكثر صرامة في العلاقة الثنائية”.

اتهامات جديدة للجزائر

في هذا الصّدد، اتهم روتايو السلطات الجزائرية، وتحديدًا القنصلية الجزائرية في تولوز، بمنح “مئات جوازات السفر لأشخاص في وضع غير قانوني”، معلنًا عزمه توجيه تعليمات إلى المحافظين بعدم الاعتراف بهذه الوثائق عند النظر في ملفات الإقامة”. كما قال إن “العلاقات بين البلدين تفتقر اليوم إلى مبدأ “المعاملة بالمثل”، معتبرًا أن “الجزائر -وفق مزاعمه- ترفض احترام اتفاق 1994″، الذي ينصّ على إعادة استقبال رعاياها المطرودين من فرنسا”.

في المقابل، أعلن وزير الداخلية الفرنسية أنه سيطلب من أجهزته تحضير عدة إجراءات لمنع دخول أو إقامة أو تنقل أفراد من النخبة الجزائرية الذين تتهمهم باريس بـ “تشويه صورة فرنسا”.

ووصف روتايو نفسه بأنه “مؤيد بشدة” لإلغاء اتفاقيات 1968 التي تمنح الجزائريين امتيازات خاصة في مجال الهجرة، مضيفًا: إذا لم يتم إنهاؤها قبل نهاية هذه الولاية الرئاسية، فيجب أن يتم ذلك بعد الانتخابات الرئاسية المقبلة.” وعلى صعيد أوسع، كشف روتايو أنه اقترح على رئيس الوزراء زيادة قدرها 160 مليون يورو في رسوم طلبات اللجوء والهجرة.

وقف اتفاق الشراكة مع الجزائر

وباعتبار أن فرنسا عضو بارز ومؤسس في الاتحاد الأوروبي، فقد ذهب وزير الداخلية الفرنسية إلى القول بأن باريس يجب أن تضغط على الاتحاد من أجل وقف المفاوضات الخاصة باتفاق الشراكة، واعتبر روتايو أن هناك “إجراءً عاجلًا” يجب اتخاذه، وهو وقف المفاوضات الجارية، لأن “الجزائر -وفق تعبيره- تستفيد منه أكثر من أوروبا، بفضل الامتيازات الجمركية”.

وعن احتمال تقديم استقالته بسبب الملف الجزائري، أكد روتايو أن “هذا ما تسعى إليه السلطات الجزائرية، وسيُعدّ بمثابة انتصار لها”. كما علّق بخصوص توقيف الكاتب الجزائري الفرنسي بوعلام صنصال، والصحافي كريستوف غليز، وإيداعهما السجن بالجزائر، أن “الدبلوماسية القائمة على النوايا الحسنة قد فشلت”. في هذا الصّدد، قال الوزير الفرنسي “إنه سيلتقي الرئيس إيمانويل ماكرون الأسبوع المقبل، مضيفًا: “سأقول له إنه يجب تغيير النبرة، وتحمل تبعات لعبة القوة التي اختارتها السلطة الجزائرية.”

وفي ختام تصريحه، تساءل روتايو عمّا إذا كان تمسك الإليزيه الفرنسي ووزارة خارجيته بالدبلوماسية التقليدية قد جعل فرنسا “عاجزة” في علاقتها مع الجزائر، داعيًا إلى “العودة إلى الحزم والتركيز على حماية المصالح الفرنسية”.

وتدهورت العلاقات بين الجزائر وباريس، لتبلغ أسوأ مراحلها تاريخيًا خلال العام الجاري، في أعقاب حملة التصعيد التي يقودها اليمين المتطرّف الفرنسي وأتباعه، مدفوعة بقضايا وملفات عديدة، في مقدمتها توقيف الكاتب الجزائري الفرنسي، بوعلام صنصال، اتفاقية الهجرة، ومسألة التأشيرات، إلى جانب ملف الذاكرة التاريخية، فيما برزت أولى معالمها نهاية جويلية 2024، مع سحب الجزائر سفيرها لدى باريس “بشكل فوري”، على خلفية انقلاب موقف باريس الرسمي إزاء قضية الصحراء الغربية لصالح المقترح المغربي. عبدو.ح

 

The post المهاجرين، صنصال، واتفاق الشراكة.. ماذا يريد روتايو من الجزائر؟ appeared first on الجزائر الجديدة.