التجارة البينية الإفريقية: دعوة لتعزيز التعاون الإقليمي لبناء منظومة قارية لصناعة السيارات

الجزائر - أكد المشاركون في جلسة نقاش نظمت, يوم الجمعة بالجزائر العاصمة, في إطار الصالون الافريقي للسيارات, ضمن فعاليات الطبعة الرابعة لمعرض التجارة البينية الإفريقية, على ضرورة تعزيز التعاون الإقليمي من أجل بناء منظومة قارية لصناعة السيارات, من شأنها تلبية الطلب المتنامي داخل القارة. وفي هذا الإطار, أكدت رئيسة الجمعية الإفريقية لمصنعي السيارات, مارتينا بيان, أن "إفريقيا بحاجة إلى حلول إفريقية", حيث يتوجب الاعتماد على مواردها البشرية والمادية المحلية بدل استنساخ التجارب من القارات الاخرى. واضافت بأن نجاح هذا المسار يمر عبر تعزيز التعاون الإقليمي, وتوسيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص, وبناء منظومة متكاملة لتلبية الطلب المتنامي على المركبات. وأبدت عدة دول عبر القارة اهتماما متزايدا بالمشاركة في سلسلة القيمة لصناعة السيارات, حسب المتحدثة التي لفتت إلى أن الجمعية تجري حاليا محادثات مع نحو 20 دولة في إفريقيا حول سبل تعزيز التعاون وخلق شراكات بمبدأ "رابح-رابح", مشيرة إلى أن الجهود ترتكز حاليا على استكمال وضع إجراءات إثبات المنشأ الخاصة بالمركبات والمكونات, باعتبارها خطوة أساسية في الاندماج الصناعي القاري. من جهته, أشار ثيمبا كومالو, مستشار سلاسل القيمة الإقليمية لدى منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية "زليكاف", إلى أن القارة تتوفر على قدرات مالية داخلية يمكن استثمارها لدعم التصنيع, بدل الاعتماد المفرط على التمويلات الخارجية, داعيا إلى توفير تسهيلات مالية لدعم المكننة وتشجيع الاستثمار في تصنيع المكونات والقطع محليا. كما أبرز أن إنشاء بيئة أعمال تنافسية يعد شرطا أساسيا لجذب الاستثمارات المباشرة, مع التركيز على الاستفادة من منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية كإطار محوري لتحقيق الاندماج الاقتصادي ودفع التنمية الصناعية في القارة. وخلال مداخلته في اللقاء, اعتبر المدير العام للتنمية الصناعية بوزارة الصناعة الجزائرية, خير الدين بن عيسى, أن افريقيا بصدد الانتقال من مجرد مستهلك إلى منتج فعلي, مشددا على ضرورة توحيد المعايير بين الأسواق الإفريقية, وتنسيق القوانين, وربط الصناعة بالطاقات المتجددة والتكنولوجيات الحديثة.   مذكرة تفاهم بين أفريكسيمبنك والجمعية الافريقية لمصنعي السيارات   وأضاف بأن "إفريقيا لم تعد تحلم بصناعة سياراتها الخاصة, بل بدأت بالفعل في ذلك", مشيرا في هذا الصدد إلى افتتاح مصانع جديدة, ونمو مختلف صناعات المناولة, وعودة العلامات العالمية الكبرى للاستثمار في القارة. وفي عرضه لتجربة الجزائر في المجال, أشار المتحدث إلى أن البلاد حققت تقدما ملحوظا بعد مراجعة استراتيجيتها الخاصة بصناعة السيارات على أسس أكثر واقعية ومتوافقة مع التوجه القاري, ما سمح لها بالانتقال من مشاريع تجميع إلى تصنيع حقيقي. من جانبه, لفت هشام اللومي, رئيس مجلس إدارة مجمع "كوفيكاب" التونسي, إلى أن عدة دول بالقارة أحرزت تقدما ملحوظا في مجالات البحث والتطوير, لكن نقل التكنولوجيا والتبادل التجاري نحو باقي دول القارة يصطدم بعراقيل لوجستية "ضخمة". وشدد المتدخلون على أهمية وضع اتفاقيات وإجراءات فعالة لإثبات منشأ المنتجات بين الدول الإفريقية, ومواصلة التفاوض بشأن آليات ضريبة الكربون لتجنب العوائق التصديرية إلى الأسواق الأوروبية, إلى جانب تحسين البنى التحتية اللوجستية والتنظيمية لدعم سلسلة القيمة الإقليمية. واختتم المشاركون اللقاء بالدعوة إلى وضع رؤية استشرافية تسمح بصناعة سيارات مصنوعة محليا من خلال الاعتماد على الموارد الافريقية. وعلى هامش اللقاء, تم توقيع مذكرة تفاهم بين بنك الإفريقي للتصدير والاستيراد (أفريكسيمبنك) والجمعية الإفريقية لمصنعي السيارات, بهدف توحيد الجهود الرامية إلى ترقية التجارة والاستثمار داخل إفريقيا في هذا القطاع. ويرتكز الاتفاق الذي وقع عليه كل من غاينمور زاناموي, مدير تيسير التجارة وترقية الاستثمار ببنك أفريكسيمبنك, ومارتينا بيان, رئيسة الجمعية, ثلاثة محاور أساسية تتمثل في إطلاق سلاسل إقليمية لصناعة بطاريات السيارات, وصياغة سياسة تمويل خاصة بالقطاع, إلى جانب بناء القدرات, وفقا للشروح المقدمة بالمناسبة. واتفق الطرفان أيضا على السعي إلى تطوير آليات تسهيل التجارة, ودعم قدرات مختلف الفاعلين, وتوحيد المعايير, وحشد التمويلات, من خلال التعاون مع مؤسسات من بينها الاتحاد الإفريقي وأمانة منطقة "زليكاف", وذلك بغية تحفيز مسار التصنيع ودفع النمو المستدام في قطاع السيارات بالقارة, وفقا للمصدر نفسه.

سبتمبر 5, 2025 - 20:08
 0
التجارة البينية الإفريقية: دعوة لتعزيز التعاون الإقليمي لبناء منظومة قارية لصناعة السيارات
التجارة البينية الإفريقية: دعوة لتعزيز التعاون الإقليمي لبناء منظومة قارية لصناعة السيارات

الجزائر - أكد المشاركون في جلسة نقاش نظمت, يوم الجمعة بالجزائر العاصمة, في إطار الصالون الافريقي للسيارات, ضمن فعاليات الطبعة الرابعة لمعرض التجارة البينية الإفريقية, على ضرورة تعزيز التعاون الإقليمي من أجل بناء منظومة قارية لصناعة السيارات, من شأنها تلبية الطلب المتنامي داخل القارة.

وفي هذا الإطار, أكدت رئيسة الجمعية الإفريقية لمصنعي السيارات, مارتينا بيان, أن "إفريقيا بحاجة إلى حلول إفريقية", حيث يتوجب الاعتماد على مواردها البشرية والمادية المحلية بدل استنساخ التجارب من القارات الاخرى.

واضافت بأن نجاح هذا المسار يمر عبر تعزيز التعاون الإقليمي, وتوسيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص, وبناء منظومة متكاملة لتلبية الطلب المتنامي على المركبات.

وأبدت عدة دول عبر القارة اهتماما متزايدا بالمشاركة في سلسلة القيمة لصناعة السيارات, حسب المتحدثة التي لفتت إلى أن الجمعية تجري حاليا محادثات مع نحو 20 دولة في إفريقيا حول سبل تعزيز التعاون وخلق شراكات بمبدأ "رابح-رابح", مشيرة إلى أن الجهود ترتكز حاليا على استكمال وضع إجراءات إثبات المنشأ الخاصة بالمركبات والمكونات, باعتبارها خطوة أساسية في الاندماج الصناعي القاري.

من جهته, أشار ثيمبا كومالو, مستشار سلاسل القيمة الإقليمية لدى منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية "زليكاف", إلى أن القارة تتوفر على قدرات مالية داخلية يمكن استثمارها لدعم التصنيع, بدل الاعتماد المفرط على التمويلات الخارجية, داعيا إلى توفير تسهيلات مالية لدعم المكننة وتشجيع الاستثمار في تصنيع المكونات والقطع محليا.

كما أبرز أن إنشاء بيئة أعمال تنافسية يعد شرطا أساسيا لجذب الاستثمارات المباشرة, مع التركيز على الاستفادة من منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية كإطار محوري لتحقيق الاندماج الاقتصادي ودفع التنمية الصناعية في القارة.

وخلال مداخلته في اللقاء, اعتبر المدير العام للتنمية الصناعية بوزارة الصناعة الجزائرية, خير الدين بن عيسى, أن افريقيا بصدد الانتقال من مجرد مستهلك إلى منتج فعلي, مشددا على ضرورة توحيد المعايير بين الأسواق الإفريقية, وتنسيق القوانين, وربط الصناعة بالطاقات المتجددة والتكنولوجيات الحديثة.

 

مذكرة تفاهم بين أفريكسيمبنك والجمعية الافريقية لمصنعي السيارات

 

وأضاف بأن "إفريقيا لم تعد تحلم بصناعة سياراتها الخاصة, بل بدأت بالفعل في ذلك", مشيرا في هذا الصدد إلى افتتاح مصانع جديدة, ونمو مختلف صناعات المناولة, وعودة العلامات العالمية الكبرى للاستثمار في القارة.

وفي عرضه لتجربة الجزائر في المجال, أشار المتحدث إلى أن البلاد حققت تقدما ملحوظا بعد مراجعة استراتيجيتها الخاصة بصناعة السيارات على أسس أكثر واقعية ومتوافقة مع التوجه القاري, ما سمح لها بالانتقال من مشاريع تجميع إلى تصنيع حقيقي.

من جانبه, لفت هشام اللومي, رئيس مجلس إدارة مجمع "كوفيكاب" التونسي, إلى أن عدة دول بالقارة أحرزت تقدما ملحوظا في مجالات البحث والتطوير, لكن نقل التكنولوجيا والتبادل التجاري نحو باقي دول القارة يصطدم بعراقيل لوجستية "ضخمة".

وشدد المتدخلون على أهمية وضع اتفاقيات وإجراءات فعالة لإثبات منشأ المنتجات بين الدول الإفريقية, ومواصلة التفاوض بشأن آليات ضريبة الكربون لتجنب العوائق التصديرية إلى الأسواق الأوروبية, إلى جانب تحسين البنى التحتية اللوجستية والتنظيمية لدعم سلسلة القيمة الإقليمية.

واختتم المشاركون اللقاء بالدعوة إلى وضع رؤية استشرافية تسمح بصناعة سيارات مصنوعة محليا من خلال الاعتماد على الموارد الافريقية.

وعلى هامش اللقاء, تم توقيع مذكرة تفاهم بين بنك الإفريقي للتصدير والاستيراد (أفريكسيمبنك) والجمعية الإفريقية لمصنعي السيارات, بهدف توحيد الجهود الرامية إلى ترقية التجارة والاستثمار داخل إفريقيا في هذا القطاع.

ويرتكز الاتفاق الذي وقع عليه كل من غاينمور زاناموي, مدير تيسير التجارة وترقية الاستثمار ببنك أفريكسيمبنك, ومارتينا بيان, رئيسة الجمعية, ثلاثة محاور أساسية تتمثل في إطلاق سلاسل إقليمية لصناعة بطاريات السيارات, وصياغة سياسة تمويل خاصة بالقطاع, إلى جانب بناء القدرات, وفقا للشروح المقدمة بالمناسبة.

واتفق الطرفان أيضا على السعي إلى تطوير آليات تسهيل التجارة, ودعم قدرات مختلف الفاعلين, وتوحيد المعايير, وحشد التمويلات, من خلال التعاون مع مؤسسات من بينها الاتحاد الإفريقي وأمانة منطقة "زليكاف", وذلك بغية تحفيز مسار التصنيع ودفع النمو المستدام في قطاع السيارات بالقارة, وفقا للمصدر نفسه.