انحصار الصورة في غزة

خفت الهرج فجأة، ومال القوم إلى أشياء أخرى، وبقيت غزة وحدها تصارع الموت والدمار والخراب.. قتل وتجويع وتهجير بعد أن استفرد الكيان الصهيوني بالقطاع، وأطلق ترامب يد نتنياهو الفاشية ليعبث بما تبقى من حياة في هذه البقعة من أرض الإسلام. لم تعد الشاشات تضع العدوان الصهيوني المستمر على سلم أولوياتها التحريرية، غرقت في تفاصيل خطة […] The post انحصار الصورة في غزة appeared first on الشروق أونلاين.

مايو 3, 2025 - 20:15
 0
انحصار الصورة في غزة

خفت الهرج فجأة، ومال القوم إلى أشياء أخرى، وبقيت غزة وحدها تصارع الموت والدمار والخراب.. قتل وتجويع وتهجير بعد أن استفرد الكيان الصهيوني بالقطاع، وأطلق ترامب يد نتنياهو الفاشية ليعبث بما تبقى من حياة في هذه البقعة من أرض الإسلام.
لم تعد الشاشات تضع العدوان الصهيوني المستمر على سلم أولوياتها التحريرية، غرقت في تفاصيل خطة ترامب ومقترحاته ومالت الأعناق إلى سورية، التي دخلها الجولاني على حصان لم يكن يوما أصيلا.. انتهت قمم العرب إلى خزي وعار.. اتفق الجميع على التضييق على غزة وتحميل حماس مسؤولية تبعات الفعل المقاوم، وبدأ الجميع يهدد ويتوعد، وانتقل لبنان من بلد جار داعم إلى ملوّح بقبضة التهديد والوعيد. لبنان الذي تستبيح الطائرات الصهيونية سماءه وتحتل أرضه، يسترجل على المقاومة وعلى شعب أصبح بعضه تحت الردم. وتنطلق طائرات الكيان لتضرب دمشق ومحيط قصر الجولاني الجديد، وتتحرّك براحة تامة بحجة وبلا حجة، بينما تقف قوات الجولاني وسوريا الجديدة، ذليلة، مهانة.
هكذا هو الحال اليوم بعد أن خالف الصهاينة اليهود العهود، وانقلبوا على اتفاق الهدنة، وضمن نتنياهو دعم عباس وغيره من رجال حركة فتح التي تحولت من حركة تحرير إلى حركة لتكريس الاحتلال وخيانة القضية. يتحرك الكيان الصهيوني في محيطه بكل راحة، ويركز دماره على غزة، في حين تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بشن عدوان همجي مستمرّ على اليمن، ولا نرى إلا بعضا مما يحدث هناك، فقد تحولت الشاشات إلى متابعة نشاطات الجولاني، ونشاطات نتنياهو وكل ما يصدر عن” الكابينيت”، وأصبح مألوفا قطع صور المآسي والدمار الذي تخلّفه قنابل الصهاينة في غزة للانتقال مباشرة إلى تصريح لرئيس الحكومة الفاشية، أو للعنصري سموتريتش وغيره من أركان هذا النظام المجرم، الذي لم يشهد التاريخ فجورا وجرأة في الإجرام، كما يشهده الآن مع هذا الكيان.
لقد تخلّى العرب عن فلسطين، وتخلّى الفلسطينيون عن أرضهم، بعد أن باعتهم أمريكا وهم أوسلو 1993، وانفتحت الأبواب على مصراعيها أمام الكيان ليعربد في المنطقة، بعد انهيار “وحدة الساحات” وتراجع الإمدادات نحو الداخل الفلسطيني، وإحكام الحصار على القطاع، الذي يدفن شهداءه بالعشرات كل يوم.. شهداء يرتقون إلى ربهم برصاص الجيش الصهيوني وبقنابل طيرانه ومسيّراته، وجوعا أيضا.
هذه المآسي لم تعد تهمّ الكثير من المنصات الإعلامية ولم تعد أخبار القتل والدمار في غزة من صلب اهتمام قاعات التحرير، فقد نقلت آلة الدعاية الدولية الاهتمام إلى أوكرانيا والحرب الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين وغيرها من بؤر التوتر، وقد تنتقل كاميرات العالم إلى مكان آخر قريبا، يمكن أن يكون إقليم كشمير بين الهند وباكستان، لكنها لم تعد تهتمّ بما يفعله نتنياهو ومجموعته النازية من مجازر في القطاع، فقد اتّفق الجميع على إبادة شعب في صمت.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post انحصار الصورة في غزة appeared first on الشروق أونلاين.