تحذيرات من عصابات إلكترونية تمنح قروضا وهمية

يُوهمون ضحاياهم الذين يصطادونهم عبر صفحات الـ”فايس بوك” بمنحهم قروضا مالية لمساعدتهم في حلّ ضائقة مالية، مقابل دفع الضحايا مبلغ مالي عبارة عن رسوم، ليجد الأخير نفسه ضحية عصابات إلكترونية سرقت ماله واختفت.. والظاهرة انتشرت مؤخرا على نطاق واسع عبر الأنترنت، وهو ما باتت تحذر منه المصالح الأمنية، بعد تسجيل عشرات الضحايا. تنوّعت أساليب النصب […] The post تحذيرات من عصابات إلكترونية تمنح قروضا وهمية appeared first on الشروق أونلاين.

مايو 3, 2025 - 20:41
 0
تحذيرات من عصابات إلكترونية تمنح قروضا وهمية

يُوهمون ضحاياهم الذين يصطادونهم عبر صفحات الـ”فايس بوك” بمنحهم قروضا مالية لمساعدتهم في حلّ ضائقة مالية، مقابل دفع الضحايا مبلغ مالي عبارة عن رسوم، ليجد الأخير نفسه ضحية عصابات إلكترونية سرقت ماله واختفت.. والظاهرة انتشرت مؤخرا على نطاق واسع عبر الأنترنت، وهو ما باتت تحذر منه المصالح الأمنية، بعد تسجيل عشرات الضحايا.
تنوّعت أساليب النصب والاحتيال الرقمي مؤخرا، بل أن غالبية قضايا النصب التي يتم معالجتها عبر مختلف محاكم الوطن، متعلقة بالاحتيال الرقمي، الذي يروح ضحاياه عشرات المواطنين يوميا، رغم التحذيرات المتكررة من المصالح الأمنية.
ولأن حيلة بيع أغراض ومنتجات عبر الأنترنت وتلقي أموالها مسبقا عبر الحسابات البريدية باتت أمرا مفضوحا، اهتدى نصابون إلى حيلة جديدة لسرقة أموال الغير، وهي إيهام الضحايا بأنهم وكالات متخصصة في تقديم قروض مالية للموظفين وأصحاب الدخل المحدود والمتقاعدين.
وطريقة النصب، بحسب ما ذكره مواطنون راحوا ضحية لهذه العصابات الإلكترونية، بعضهم أودع شكاوي لمصالح الأمن، تكون عن طريق استدراج ضحايا يحتاجون إلى قروض مالية غير ربوية لبناء سكن أو إجراء عملية جراحية أو غيرها من المشاكل، فيوهمون الضحية بعدما يتواصلون معه غالبا عن طريق تطبيقي “واتساب” و”تليغرام” بأنهم عبارة عن مؤسسة تقدّم قروضا مالية، ويطلبون من الشخص الباحث عن القرض إرسال ملف معين، وغالبا يتكون من بطاقة التعريف الوطنية وكشف الراتب.
وبعها يتم إيهام الضحية، بأن ملفه تم قبوله، ولم يتبق له سوى إجراء أخير متمثل في دفعه رسوما مالية لإخراج هذا القرض، وعندما يرسل الضحية المبلغ المالي والذي يتراوح بين 5 و10 ملايين سنتيم، تعاود العصابة طلب إرسال دفعة ثانية من المال كرسوم أيضا.
وقبل تلقي القرض المالي يجد الضحية نفسه محظورا، ولا يملك أي وسيلة للتواصل مع هؤلاء المحتالين.
ومن هؤلاء الضحايا، سيدة تقول بأنها كانت محتاجة إلى قرض مالي غير ربوي، بسبب معاناتها من مشكلة مادية، وتواصلت مع أصحاب صفحة موجودة عبر “الفايس بوك” متخصّصة في هذه القروض، وبعد أخذ وردّ معهم، أرسلوا إليها فاتورة وأخبروها بأنهم يقومون بإخراج سلع معينة من هذه المؤسسة يبيعونها، والفائدة يقدمونها قروضا للمحتاجين..!
وأضافت السيدة: “أخبروني بأن القرض سيتمّ تسديده خلال مدة 5 سنوات عن طريق الاقتطاع من راتبي، ثم طلبوا مني دفع مبلغ مالي كرسوم، وبمجرد إرسالي المبلغ عبر الحساب البريدي “بلوكاوني” من الصّفحة ومن الهواتف..؟
ويُشار إلى أن كثيرا من الصفحات الإلكترونية المتخصصة في منح قروض غير ربويّة، باتت مُنتشرة وعلى نطاق واسع عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي، التي تطلق على نفسها اسم وكالات لمنح قروض مالية غير ربوية، أو وكالات القروض الحلال، وغالبيتها وهمية وهي عبارة عن نصب واحتيال.

كل من يطلب منك أموالا مسبّقة.. هو نصّاب رقمي
وفي هذا الصّدد، تستغرب المختصة في علم الاجتماع والمُهتمة بالتكنولوجيات الحديثة، وسيلة بن مجدال، بتزايد ضحايا الاحتيال الرقمي، رغم التحذيرات المتكررة واليومية من المصالح الأمنية.
وقالت في تصريح لـ”الشروق”، بأن جريمة الاحتيال الرّقمي، باتت من الجرائم التي بدأت تزداد خطورتها، بسبب التطوّرات التقنية التي تساعد المحتـالين علـى تنفيـذ جرائمهم.
وبحسبها، تختلف صور الجريمة الإلكترونية، وفقًا للتطـور الاجتماعي والاقتصادي، فالجاني في الجرائم الإلكترونيّة يعتمد على مدى قابلية الناس للاقتناع السّهل، وفقًا للظروف التي تحيط بهـم، فيلجأ إلى أساليب ووسائل احتيالية تدفعهم إلى تسليم أموالهم طواعية ودون مقاومة، فميزة الجريمة الإلكترونية أنها لا تتسم بالعنف، هو ما يجعل كثيرا من الضحايا يمتنعون عن تقديم شكاوي للمصالح الأمنية.
وتتأسف محدثتنا، لتكرر مثل هذه الجرائم وبالأسلوب نفسه، قائلة: “نُؤكد يوميا ونكرّر أن كل شخص تعرّفتَ عليه عبر الأنترنت سواء لغرض تجارة أم زواج أم علاج أم لإبرام أي معاملة أخرى، وطلب منك إرسال أموال مسبقة عبر حساب بريدي أو طلب أرقام بطاقتك “الذهبية”، فتأكّد من أنه نصاب”.
وبحسب مجدال، المعاملات عبر الأنترنت، لها ضوابط وقوانين، ومنها أن يكون صاحب الصفحة الإلكترونية معلوما وليس شخصا مجهولا، ويملك مكانا قارا يمكن للضحية التواصل معه فيه، وأيضا لا يطلب منك إرسال أموال قبل تأديته للخدمة المطلوبة منه، وتأكدك من سلامة ما طلبته.
ولكن، أن يبعث الشخص أموالا وبالملايين لشخص مجهول، تعرف عليه إثر نقرة زر عبر “السوشل ميديا”، فهذا يجعلنا نحلل شخصية الضحية، بحسب قولها، والذي يكون غالبا شخصا لا يملك تجارب سابقة مع قضايا النصب والاحتيال، أو أنه محتاج جدا لتلك المعاملة ما يجعله يقبل عليها مغمض العينين، وأيضا كثير من الأشخاص لا يأخذون المشورة من الغير قبل إقدامهم على خوض أي تجربة، فيتكتمون حتى يقع الفأس في الرأس.
وأضافت المُختصّة أنّ “الأنترنت باتت تمثل لدى البعض فضاء ذا مصداقية كبيرة، ولا شكوك في محتوياتها، وهو ما يجعل كثيرين يقبلون عليها من دون خوف أو تردّد”.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post تحذيرات من عصابات إلكترونية تمنح قروضا وهمية appeared first on الشروق أونلاين.