ترمب يدمّر النووي الإيراني نيابة عن الصهاينة المجرمين
أ د. عمار طالبي/ يزعم ترمب أنه رجل سلام، لكنه يرسل طائراته وقنابله لتفجير المفاعلات النووية الإيرانية، الحصينة، ثم يدعو إلى إنهاء الحرب، الحرب بين إيران والصهاينة لأنه يعلم إن إسرائيل ليس لها من القوة ما يدمر النووي الإيراني، ومعنى هذا أنه لولا ترمب لعجزت تماما عن زعمها أنها تقضي على النووي الإيراني، وما كان …

أ د. عمار طالبي/
يزعم ترمب أنه رجل سلام، لكنه يرسل طائراته وقنابله لتفجير المفاعلات النووية الإيرانية، الحصينة، ثم يدعو إلى إنهاء الحرب، الحرب بين إيران والصهاينة لأنه يعلم إن إسرائيل ليس لها من القوة ما يدمر النووي الإيراني، ومعنى هذا أنه لولا ترمب لعجزت تماما عن زعمها أنها تقضي على النووي الإيراني، وما كان لها أن تنجح، لما أحاط به من البعد العميق تحت الجبال وأعماق الأرض.
ويمكن القول بأن ما قامت به إيران من الدفاع عن نفسها وشرفها أمر واضح، رغم ما تعرضت له فجأة من الخسائر في القواعد الجوية، ومن استشهاد القادة العلماء، والمقاتلين، ألحقت إيران خسائر فادحة في عُقر عاصمة الصهاينة، ودمرت مراكز، وقواعد، وبناءات بقوة الصواريخ الهائلة التي فشلت الصهاينة في اعتراضها.
فهذا العالم الغربي كله انضم إلى الصهاينة تأييدا، ومدّ جسور تدفق الأسلحة، والذخائر، مع ما لا يقل عن ألفين من المارينز من الجيش الأمريكي، مما يبين نفاق الدول الغربية، والقادة السياسيين الأوربيين الذين تلوثت عقولهم بالهيمنة الاستعمارية القديمة والجديدة.
إنهم لا يقبلون أن تكون لمسلمين قوة رادعة، يدافعون بها عن أنفسهم وأوطانهم، ليبقى العالم الإسلامي تحت سيطرتهم، وسوقا لهم، لا تقوم لهم قائمة، لأن الغرب لما قضى على الاتحاد السوفياتي، عدوهم الألد، صنعوا لأنفسهم عدوا جديدا هو المسلمون، كما عبروا عن ذلك صراحة، وبوش عبر عنه بأنها حرب صليبية.
لذلك هبوا للدفاع عن الصهاينة الذين أصبحوا قوة لهم يضربون بها المسلمون، كما فعلوا في تدمير العراق بدعوى أسلحة الدمار الشامل كذبا وافتراء، واعترفوا بذلك بعد أن دخلوا العراق ودمروها، وكما فعلوا في أفغانستان، وهم يشجعون القتلة المجرمين على مواصلة قتل الأطفال والأبرياء من المدنيين، بالفيتو، وأكثر من ذلك عجبا أن ترمب وجّه عقابا للقضاة في محكمة العدل الدولية، التي حكمت بإجرام طغاة الصهاينة، الذين يصرحون بوجوب إبادة أهل غزة، على طريقة التوراة الكاذبة في وجوب قتل الحيوانات واقتلاع الأشجار وقتل الأطفال.
إنهم ملئت نفوسهم بالانتقام، والشر إذا تمكنوا واكتسبوا قوة طغيان وجبروت. هذا شأنهم في التاريخ، ونص القرآن على أنهم يفسدون في الأرض فسادا كبيرا أكثر من مرة، ويسعون في زرع الشرور كلما أمكن لهم ذلك.
ومن العجب أيضا أن ترمب سلط الفيتو على قرار مجلس الأمن في إيقاف الحرب في غزة تشجيعا للمجرم ناتنياهو الذي عتا عُتوا وحشيا واستمر في إشعال النيران، وسعير الحرب الظالمة المدمرة للإنسان ومحيطه، واستعمال التجويع، ومنع دخول المساعدات الإنسانية، وإذا دخلت فإن العدو الإسرائيلي يدفع مليشيات تابعة له لبث الفوضى والنهب أو الاستيلاء عليها، أو منع المستوطنين من وصولها.
ومن وسائل التوحش، أنهم يسلحون المستوطنين اليهود للاعتداء على الفلسطينيين، وحرق قراهم ومراكبهم، وقلع أشجارهم، وأخذ أغنامهم، وتخريب زروعهم.
إن هذا الإجرام ضدّ إيران القصد منه تقسيم الأمة الإسلامية، وعرقلة نهوضها وتقدّمها العلمي والثقافي، وغرس الشقاق بين المجتمعات الإسلامية بإبقائها في التخلف والضعف، والتبعية للغرب في كل جوانب الحياة.
إن غايتهم نهب ثروات وخيرات البلدان الإسلامية، التي ما تزال تعتقد أن الغرب يحميها، فقد كان الخليج يعتقد أن أمريكا تحميه إذا أمدّها بأمواله، ونفطه وغازه، إن هذا الأمر سفاهة، وبلادة، أثبت الواقع ذلك، فكم دفع زعماء الخليج من أموال طائلة لهذا المتاجر عابد الدولار، والصفقات، يعشقها ويسعى لها ولا يهمه شيء آخر سوى ذلك الهيام.
إني آمل أن تنهض الأمة الإسلامية، وتتحد للدفاع عن أوطانها ومقدساتها وثقافتها، وتنفض عنها غبار القابلية للاستعمار، طوعا أو كرها، فإن وحدة الأمة في القرآن تنبع من وحدة الألوهية، وإن الجهاد هو الدفاع عن وحدة الألوهية ووحدة الأمة من كل باغ عليها أو ظالم.
أما الأغبياء من الذين يزعمون أنهم علماء، وما هم بعلماء، وإنما هم علماء بالجهل والسفاهة، عميت بصائرهم وأبصارهم، فانضموا إلى مساعدة العدو وخدمته، والخضوع له، فأحاطت بهم الخيانة، خيانة لله تعالى ولأمته، وهو ما لا يغتفر، ولا يقبل، لا عقلا ولا شرعا.
ويصرّ ترمب أنه قضى لسنين على النووي الإيراني، وهذا ما يحيط به الشك، ويستند البيت الأبيض إلى بيان الصهاينة، وهذا الغريب في الأمر.