ركن يوهمونك إذ يقولون (5)
أ.د. بلخير عمراني/ يوهمونك إذ يصورون أفكار الغرب تصويرا مقدسا، فيقولون هذه صناعة الغرب وهذه عقلية الغرب وهذه أخلاق الغرب وهذه حضارة الغرب، ولست ههنا أنكر أن الغرب سبقنا بكثير حين تراجعنا يوما عن ديننا فتأخرت كل مظاهر حياتنا، لكننا نقدس كل ما هو غربي لنمقت في المقابل كل ما هو عربي. يحزنني فعلا أن …

أ.د. بلخير عمراني/
يوهمونك إذ يصورون أفكار الغرب تصويرا مقدسا، فيقولون هذه صناعة الغرب وهذه عقلية الغرب وهذه أخلاق الغرب وهذه حضارة الغرب، ولست ههنا أنكر أن الغرب سبقنا بكثير حين تراجعنا يوما عن ديننا فتأخرت كل مظاهر حياتنا، لكننا نقدس كل ما هو غربي لنمقت في المقابل كل ما هو عربي. يحزنني فعلا أن نردد أن العرب لن يفلحوا في شيء لنلصق كل نقيصة بالجنس العربي ونحن نجهل كل الجهل أن الله اصطفى العرب من كل خلقه ليحملهم الرسالة وليقودوا العالم نحو كل رقي حضاري، فمشكلتنا ليست العروبة ولا العرق الذي ننتسب إليه، ولكن مشكلتنا أننا متى ألقينا ما حملنا الله إياه جرت فينا سننه الكونية. لقد وصل الأمر بالمخدوعين بالغرب أن قبلوا كل شيء زاعمين أنه رمز الحضارة والرقي الفكري، ومرروا على عقولهم ما لا يقبله عقل، وقد عبر أحد المفكرين عن تناقضات المفاهيم الغربية فقال: « إن العري في الغابات حيث منبع النيل هو رمز الحياة البدائية والتخلف، والعري في مصب النيل هو رمز الحرية والحضارة «. تقديس كل ما هو غربي وتسفيه كل ما هو عربي (ومن ورائهم كل المسلمين) القصد منه قطع الأمل في تغيير ما بالنفس وقتل الأمل في أن تعود الحضارة إلى مصدر الحضارة, وإيهام الناس أن العرب لا يأتي منهم خير وأنهم أدنى أجناس الأرض. وأقول: يكفي أن يكون نسل سيد ولد آدم عربيا ليفتخر العرب، وهو هو صلى الله عليه وسلم من قال: « سلمان منا آل البيت « حتى لا يظن ظان أن الإسلام للعرب وحدهم أو أنه حمل عصبية جاهلية.