سقوط الأقلام الفرنسية في مستنقع العداء الموجه!

في مشهد يعكس اختلالًا في موازين الإدراك لدى النخبة الفرنسية، تواصل باريس محاولاتها لاستفزاز الجزائر، تبحث عن العداء و أية فرصة لإعادة ترميم هيبة استعمارية انهارت منذ أكثر من ستة عقود. إلاّ أنّ الجزائر، بتاريخها المكتوب بالدم ، ترفض أن تٓمنح فرنسا شرف العداء، لأن الخصومة ليست ترفًا يُوزّع، بل موقف يُبنى عند الضرورة. الإعلام …

مايو 12, 2025 - 15:49
 0
سقوط الأقلام الفرنسية في مستنقع العداء الموجه!

في مشهد يعكس اختلالًا في موازين الإدراك لدى النخبة الفرنسية، تواصل باريس محاولاتها لاستفزاز الجزائر، تبحث عن العداء و أية فرصة لإعادة ترميم هيبة استعمارية انهارت منذ أكثر من ستة عقود.
إلاّ أنّ الجزائر، بتاريخها المكتوب بالدم ، ترفض أن تٓمنح فرنسا شرف العداء، لأن الخصومة ليست ترفًا يُوزّع، بل موقف يُبنى عند الضرورة.

الإعلام الفرنسي ..من مهنة المتاعب إلى مهنة التبعية

تحوّل الإعلام الفرنسي في الآونة الأخيرة إلى أداة صدام لا تختلف كثيرًا عن دبابات الأمس، تٓلجأ إلى قرع طبول الحرب كلما احتاجت النخبة السياسة الفرنسية المأزومة إلى إحياء وهم التفوق. تقارير مشحونة، تحليلات موجهة، واستهداف ممنهج للجزائر، كلها محاولات إعلامية للتغطية عن فشل كبير لنخبة لم تعد قادرة على تسيير شؤون مواطنيها، و لم تجد حلاّ سوى فتح أبواب التصعيد.

الجزائر .. صوت الحق

الصمت الجزائري، وإن بدا للبعض متحفظًا، إلا أنه يحمل في باطنه ثقة الدولة .
فرنسا، التي لم تهضم تحرر الجزائر من قيود التبعية، تواجه اليوم تحد كبير على الصعيدين الداخلي و الخارجي. فأزمتها الاجتماعية و الاقتصادية تضاعفت في السنوات الأخيرة ، ومع مجيء الرئيس ماكرون تعمقت الأزمة في أكثر مجال.
فالجزائر دولة مستقلة ذات سيادة كاملة، لها كلمتها ، ومواقفها لا تملى، ولا تُشترى، فالجزائر في فلسطين صخرة في وجه التطبيع، وفي الصحراء الغربية صوت للشرعية الدولية، وفي المحافل الأممية لسان الشعوب المغلوبة على أمرها.

من استيراد” الخردة” إلى تصدير الكرامة

الجزائر تُدير ظهرها لاقتصاد الخردة، وتخطو بثقة نحو الإنتاج المحلي. الصناعات الناشئة، والتوجه نحو الأمن الغذائي، والانفتاح على شركاء جدد من آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، كلها مؤشرات على انبعاث لتصنيع في الجزائر .
السوق الجزائرية لم تعد حقلًا لتصريف الفائض الأوروبي، بل بيئة إنتاج ومنافسة، ما أقلق باريس التي تعوّدت على تصدير بلا شراكة حقيقية و بلا مساءلة، مستغلة موقع الجزائر الجغرافي، و مقدراتها الطبيعية مع تكريس رؤيتها لإفريقيا عبر نوافذ استعمارية.
وفي الوقت الذي تواصل فيه أبواق الإعلام الفرنسي محاولاتها للنيل من الجزائر، غير أنها لا تبالي، و لا تمنح أعداءها شرف العداء لأنها أكبر من أن تُستدرج إلى معركة تُدار على إيقاع الحنين الاستعماري. وتبقى الجزائري عصيًة على الانكسار.