ناجحون يتحدون حرارة الجو ويصنعون مواكب احتفال بالبكالوريا

كانت عقارب الساعة تقترب من العاشرة من صباح الأحد، عندما تسمّر مئات الآلاف من المترشحين وأوليائهم أمام شاشات الهواتف النقالة، ينتظرون موعد النقر، على فضاء الأولياء أو موقع الامتحانات وكل الفضاءات التي تمنحهم نتيجة البكالوريا، اختلفت الأماكن في الشارع في الحوانيت وفي السيارات وحتى على رمال شواطئ البحر، والمطلب واحد، وهو معرفة نتيجة امتحان العمر […] The post ناجحون يتحدون حرارة الجو ويصنعون مواكب احتفال بالبكالوريا appeared first on الشروق أونلاين.

يوليو 20, 2025 - 17:37
 0
ناجحون يتحدون حرارة الجو ويصنعون مواكب احتفال بالبكالوريا

كانت عقارب الساعة تقترب من العاشرة من صباح الأحد، عندما تسمّر مئات الآلاف من المترشحين وأوليائهم أمام شاشات الهواتف النقالة، ينتظرون موعد النقر، على فضاء الأولياء أو موقع الامتحانات وكل الفضاءات التي تمنحهم نتيجة البكالوريا، اختلفت الأماكن في الشارع في الحوانيت وفي السيارات وحتى على رمال شواطئ البحر، والمطلب واحد، وهو معرفة نتيجة امتحان العمر البكالوريا.
بينما فضل بعض الأولياء ممارسة النقر وهم قرب الثانويات، التي تمدرس فيها أبناهم وبناتهم، من أجل ضرب عدة عصافير بحجر واحد، معرفة النتيجة هنا في الهاتف النقال وتأكيدها مع المعدل المحصل عليه هناك من الثانوية.
أمام باب ثانوية الحرية بحي الكدية بقسنطينة وهي أكبر ثانوية والأقدم على مستوى شرق البلاد وكانت تدعى ألفونسلافرون في عهد الاستعمار، جلست أربع صديقات، أعمارهن ما بين الأربعين والخمسين سنة، ينتظرن بشغف النتيجة، ليس من قلب الثانوية، وإنما عبر هواتفهن النقالة، وهن في الحقيقة يبحثن عن معدلات نجاح بناتهن، كان المشهد صعبا ومتناقضا، خاصة أن نهاية الانتظار، لم تتشابه، بين فرحة وحسرة، رغم أن البنات الأربع نجحن لأن نسبة النجاح كعادة ثانوية الحرية للبنات، مرتفعة جدا، وتتجاوز الثمانين بالمئة، إلا أن المعدلات لم ترض ثلاثا من النسوة، في الوقت الذي بدت فيه سيدة دونهن أكثر غبطة إلى درجة إطلاق زغرودة فرح وغبطة بعد أن حصدت ابنتها في هندسة الطرائق معدلا فاق الـ16 من عشرين.
في كل بيت ناجح كانت الزغرودة عنوان فرح، ولكن الكثير من الناجحين والناجحات غرقوا في حيرة المعدلات، فالطب وجراحة الأسنان والصيدلة مازالت حلما بالنسبة للآلاف من الأبناء والآباء وتتسبب في تحويل نجاح البكالوريا إلى مبعث للقلق والحيرة، يقول أب معني بهذا المشهد: “وجدَت ابنتي نفسها مع الناجحين ولكن بمعدل 12 من عشرين في شعبة العلوم، لكنها انفجرت باكية وقالت لن أدخل الجامعة، سأعيد البكالوريا، في الموسم القادم، ولن أقبل بأقل من 16 من عشرين”.
بعض الأساتذة الذائع صيتهم في الدروس الخصوصية، من الذين تعوّدوا تقديم أنفسهم وعرض خدماتهم، والتي هي في الغالب الدرس الانفرادي أبوا إلا أن ينشروا تهانيهم على صفحاتهم الإلكترونية، لبعض الطلبة الذين تلقوا دروسا خصوصية لديهم، فسمّوهم بالاسم واللقب والشعبة والثانوية، ووضعوا معدلاتهم، وأفهموا بطريقة غير مباشرة، من يقرأ هذه التغريدات بأن لصاحبها يد في نجاح هذا الطالب أو ذاك.
مترشحون آخرون تحدوا حرارة الشمس التي زادت درجاتها عن الأربعين في قسنطينة وخرجوا بعد إعلان النتيجة في مواكب عبر سيارات برفقة أصدقائهم وعائلاتهم، في فرحة امتدت إلى ما بعد الزوال، حيث صنعت أبواق سياراتهم وحتى الشماريخ التي أطلقوها أجواء لا تختلف عن الأجواء التي يعيشها الشارع في أيام انتصارات المنتخب الوطني لكرة القدم.
بائعو المرطبات حضّروا جيدا للمناسبة فقد فتحت محلاتهم منذ ما قبل الثامنة صباحا وهي مكتنزة بـ”الطرطات” بمختلف أذواقها وأحجامها وأشكالها، تنتظر فقط تدوين اسم الناجحة أو الناجح، مع جملة مبروك البكالوريا، كما كان الحال لدى محل بالمدينة الجديدة علي منجلي عمل للمناسبة كما لا يعمل إلا في المناسبات الكبرى، ومنها شهر رمضان المعظم.
إعلان الفرحة والجهر بها بالألعاب النارية والزغاريد، وسط آلاف الراسبين، أثار مرة أخرى جدلا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث طلب البعض عدم المبالغة في إظهار الفرحة في الشارع وفي العمارة، وحتى على مواقع التواصل الاجتماعي حتى لا يحبط الفارح، من لم يتفوق في البكالوريا، الذي سيزيد من إحباطه، ويدرك بأن زملاءه قدموا لأوليائهم هدية الفرح، وعجز هو عن تقديمها، بينما دافع آخرون عن فرحة الفرحين، واعتبروها محفزا للراسبين لأجل أن يعودوا في الموسم القادم، لتكرار ما فعل الناجحون في بكالوريا 2025.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post ناجحون يتحدون حرارة الجو ويصنعون مواكب احتفال بالبكالوريا appeared first on الشروق أونلاين.