نظام المخزن يطلق الأكاذيب والإعلام الفرنسي يروجها !
أ. عبد الحميد عبدوس/ نشر موقع «القدس العربي» يوم الجمعة25 أفريل الجاري مقالا تحت عنوان: «جون أفريك: صحراويون في سوريا بعد اتفاق مع إيران ونظام الأسد..» والبوليساريو تنفي. المقال المنشور في الأسبوعية الفرنسية «جون أفريك» الصادرة في باريس بتوقيع الصحفية الفرنسية، نينا كوزلوفسكي، المقيمة في المملكة المغربية، والتي لها ارتباطات قوية بمخابرات نظام المخزن، كرر …

أ. عبد الحميد عبدوس/
نشر موقع «القدس العربي» يوم الجمعة25 أفريل الجاري مقالا تحت عنوان: «جون أفريك: صحراويون في سوريا بعد اتفاق مع إيران ونظام الأسد..» والبوليساريو تنفي. المقال المنشور في الأسبوعية الفرنسية «جون أفريك» الصادرة في باريس بتوقيع الصحفية الفرنسية، نينا كوزلوفسكي، المقيمة في المملكة المغربية، والتي لها ارتباطات قوية بمخابرات نظام المخزن، كرر نفس الادعاءات التي سبق لجريدة «واشنطن بوست» الأمريكية أن نشرتها بتاريخ 13 أفريل 2025، وزعمت فيها أن: «مقاتلين من جبهة بوليساريو تلقوا تدريبات عسكرية في إيران وأن المئات من مقاتليها محتجزون في سوريا بعد تغير النظام فيها». غير أن الجريدة الأمريكية المعروفة بمهنيتها العالية وسعة انتشارها وقوة تأثيرها، وبعد عشرة أيام من نشر هذا المقال، وبعد تدخل ممثلي حركة الكفاح الصحراوية (جبهة البوليساريو) عادت يوم الأربعاء، 24 أفريل الجاري، إلى نشر تصويب بخصوص المقال الذي كتبته، استنادا إلى مصادر مجهولة، مراسلة الجريدة من دمشق المدعوة، سعاد المخنث، ذات الأصل المغربي، والذي حاولت فيه تشويه نضال الشعب الصحراوي بتلفيق تهم لممثله الشرعي جبهة البوليساريو، قصد خدمة وتأييد الحملة المسعورة التي يقوم بها نظام المخزن المطبع لدفع الإدارة الأمريكية لتصنيف جبهة البوليساريو في خانة «المنظمات الإرهابية».
نظام المخزن وأدواته الوظيفية من أبواق إعلامية وذباب الكتروني، قابلت بالتهليل والتطبيل والتهويل مقال «واشنطن بوست»، وحاولت تحريف وتهوين محتوى التصحيح الصادر عن اليومية الأمريكية، لكن جريدة «واشنطن بوست» كانت واضحة في تصحيح مقالها السابق، وأكدت فيه أنه: “تم تحديث هذا المقال ليشمل تعليقًا من جبهة البوليساريو، والتي لم تتواصل معها صحيفة واشنطن بوست قبل النشر”… موضحة أن: «جبهة البوليساريو تنفي أي صلة لها بإيران، قائلة إن الإيحاء بأن مقاتلي البوليساريو سيتخلون عن نضالهم المستمر منذ عقود ضد الاحتلال المغربي لصالح صراعات بعيدة لا مصلحة لهم فيها، ليس فقط أمرًا غير قابل للتصديق – بل إنه إهانة لكرامة وتصميم شعب يقاتل من أجل حريته”. . وحول هذا التصحيح أكد ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة، لـ «وكالة الأنباء الجزائرية»، أن: «التصحيح الذي نشرته «واشنطن بوست» جاء بعد أن قامت جبهة البوليساريو من خلال إحدى بعثاتها الدبلوماسية بالخارج بلفت انتباه هذه الصحيفة إلى جملة المغالطات والإدعاءات الكاذبة التي تضمنها ذلك المقال بخصوص البوليساريو ونضال الشعب الصحراوي المشروع من أجل الحرية والاستقلال». وأوضح الدبلوماسي الصحراوي أن ذلك المقال: «لم يكن سوى مجرد تكرار لجملة الادعاءات الكاذبة التي تروج لها دولة الاحتلال المغربي بغية التشويش على نضال الشعب الصحراوي، وبغية التغطية على جرائمها التي تقترفها في الأراضي الصحراوية المحتلة و إرهاب الدولة التي تقوم به في الصحراء الغربية المحتلة منذ عام 1975».
هكذا يتضح أن افتراءات كل من الصحافيتين بجريدتي «واشنطن بوست» الأمريكية و«جون أفريك» الفرنسية، لهما ارتباط وثيق بمملكة المخزن المغربية، سواء من ناحية الإقامة، أومن ناحية الأصل، ومتى عرف السبب بطل العجب. لكن رغم ذلك يبدو أن هذه الافتراءات المفضوحة للصحافيتين المتواطئتين على خدمة أهداف الاحتلال المغربي، قد ورطت النظام المغربي وردت كيده في نحره، حيث أوردت صحيفة «واشنطن بوست» في معرض تصحيحها: أن مقاتلي البوليساريو يقاتلون من أجل الحرية. {ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله}.
لكن، كان من المثير للغرابة، حقا أن ينشر الموقع الالكتروني «القدس العربي» التابع لجريدة «القدس العربي»، إحدى أكبر اليوميات العربية وأشهرها، مقالا مترجما عن الأسبوعية الفرنسية «جون أفريك» الذي أعاد بدوره، نشر الافتراءات التي سبق لليومية الأمريكية أن أصدرت تصويبا بخصوصها قبل يومين (24 أفريل) من صدور مقال «جون أفريك». غير أن حرص موقع «القدس العربي» على نشر الرأي والرأي الآخر، جعله، بعد ساعتين فقط، من نشر المقال المترجم عن الأسبوعية الفرنسية يقوم بنشر توضيح تحت عنوان: «وكالة الأنباء الجزائرية تعلق على تصويب “واشنطن بوست” بشأن ربط “البوليساريو” بإيران ونظام الأسد». لم تكتف «القدس العربي» بالمسارعة إلى نشر نص توضيح جبهة البوليساريو على موقعها،ولكنها أرفقته بنص التصحيح الأصلي الصادر في «واشنطن بوست»، مما يعتبر فضيحة سياسية وصفعة إعلامية أخرى في وجه نظام المخزن الكذاب.
أما فيما يخص الأسبوعية الفرنسية «جون أفريك» فعلى الرغم من صدور نفي جبهة البوليساريو وتصحيح جريدة «واشنطن بوست»، إلا أنها أصرت على التمسك بالرواية المغربية الكاذبة والمضللة، وكتبت في عددها الصادر يوم الجمعة 25 أفريل الجاري: «رغم أن جبهة البوليساريو تنفي بشدة في الوقت الحالي اتهامات واشنطن بوست، فإن الدعوات لإعادة تصنيفها كمنظمة إرهابية تتزايد… بالنسبة للمغرب، فإن هذه التسريبات تؤكد تحذيراته الدبلوماسية القديمة. أما بالنسبة للجزائر، الداعم التقليدي للبوليساريو، فهي نكسة سياسية قد تتجاوز تبعاتها حدود ملف الصحراء». وهذا يكشف حقيقة الأجندة السياسية لهذه الجريدة الفرنسية المضللة والمرتزقة.
مجلة «جون أفريك» (Jeune Afrique) التي أسسها الصحفي الفرنسي بشير بن يحمد التونسي الأصل الذي توفي سنة 2021 بداء فيروس كورونا «كوفيد». بدأت المجلة في الصدور سنة 1960 قد شابت سمعتها، على مدى عقود من الزمن، تهم الارتزاق وابتزاز القادة الأفارقة. في 2021 كتب موقع «ميديا بارت» (Médiapart): الاستقصائي الفرنسي مقالا كشف فيه الوجه الحقيقي لمجلة «جون أفريك» ومؤسسها بشير بن يحمد وعلاقته بمؤسس منظمة «فرنسا إفريقيا» (Françafrique) جاك فوكار (Jacques Foccart) الذي كلفه الرئيس الفرنسي الأسبق الراحل الجنرال شارل دوغول بإبقاء المستعمرات الفرنسية السابقة أو الدول الإفريقية الفرانكوفونية المستقلة حديثا داخل نطاق النفوذ الفرنسي، فكانت منظمة «فرنسا إفريقيا»بمثابة القوة الناعمة التي استبدلت الاستعمار الجديد بالاستعمار القديم !.
قال موقع «ميديا بارت»: «لقد تم ضبط الإيقاع بانتظام بين بشير بن يحمد (BBY) وجاك فوكار (Jacques Foccart) الذي كشف في مذكراته أنه كان لديه طقوس عشاء شهريًا مع مالك جون أفريك، إلى درجة أن جاك فوكار قام بتعيين بشير بن يحمد كمندوب عالمي له»، ويضيف الموقع «إذن ما الذي يمكن أن نتوقعه من الوريث الشرعي لجاك فوكار؟ من الواضح أن مجلة جون أفريك هي جزء لا يتجزأ من شبكات Foccart التي تقوم مهمتها على تلطيخ وإهانة قادة ورؤساء دول إفريقيا السمراء. وبصرف النظر عن عمليات الابتزاز ضد رؤساء الدول الأفريقية، هناك أيضًا عملية احتيال وهو أن هذه الصحيفة تباع مرتين، حيث يتم تقديم كل عدد من المجلة أولاً إلى رئيس الدولة أو السياسي ذي الصلة بملف العدد، قبل وضع الطبعة في أكشاك بيع الصحف. هذه هي الطريقة التي يواصل بها التفاوض والضغط على القادة الأفارقة السود». سيرا على طريقة «من يدفع أكثر يحصل على مديح أكبر»!
فإذا كان هذا هو ديدن مجلة «جون أفريك» الفرنسية التي تخصصت في الابتزاز والاسترزاق، فهل يكون من المستغرب أن تفتري على حركة تحرر وطنية وتحاول تشويه نضالها، وأن تتجنى على الجزائر المتمسكة بمبادئ الدفاع عن قيم الكرامة والتحرر، والتي أصبحت تستقطب عداوة فرنسا والمغرب المتحالفتين على استخدام كل الوسائل للإضرار بمصالحها.