هذه هي حقيقة الأندية الجزائرية
يبدو أن المسؤولين في الأندية الجزائرية هم سبب تراجع مستوى كرتنا المحلية، فهم يحبّذون العيش في دوامة من المشاكل، وكأنهم لا يملكون نظرة مستقبلية، وهذا رغم أن الدولة عملت المستحيل لدفع كرتنا نحو التألق، بمنح فرقنا “المنحرفة” شركات وطنية تتكفل بها ماديا، غير أن الحقيقة المرّة هي أن أغلب الذين توكل لهم هذه المهمة بعيدون […] The post هذه هي حقيقة الأندية الجزائرية appeared first on الشروق أونلاين.


يبدو أن المسؤولين في الأندية الجزائرية هم سبب تراجع مستوى كرتنا المحلية، فهم يحبّذون العيش في دوامة من المشاكل، وكأنهم لا يملكون نظرة مستقبلية، وهذا رغم أن الدولة عملت المستحيل لدفع كرتنا نحو التألق، بمنح فرقنا “المنحرفة” شركات وطنية تتكفل بها ماديا، غير أن الحقيقة المرّة هي أن أغلب الذين توكل لهم هذه المهمة بعيدون كل البعد عن التسيير العقلاني، بدليل صرف أموال كبيرة على مدرِّبين ولاعبين قيمتهم السوقية أقل بكثير مما يحصلون عليه، ما دفع الإتحاد الجزائري إلى اتّخاذ قرار تسقيف الأجور وفق عقود دقيقة، ما أزعج فئة معيّنة ودفعها إلى محاولة إبطاله. ويبقى الخاسر الأكبر هو الجمهور الرياضي الذي يحب فريقه حتى النخاع ويريد أن يراه في مصاف الكبار محليا وقاريا.
وإذا كان المتتبعون للشأن الرياضي في الجزائر متأكدين أن المواسم الكروية في الجزائر تتشابه، ولن يطرأ أي تغيير ما لم تكن هناك إرادة أولا من طرف الأندية التي تسيَّر بأموال الدولة، وثانيا الهيئة المسيِّرة لكرتنا المطالَبة بتطبيق القوانين على الجميع، وأخيرا احترام الجمهور الذي يعدّ الحلقة الأقوى، لكن الأطباق التي يقدّمها له اللاعبون فوق الميادين ضعيفة جدا، وبعيدة كل البعد عن حلاوة الكرة التي نشهدها أسبوعيا على شاشة التلفاز وقادمة من أكبر البطولات الأوروبية.
ورغم أن الموسم الكروي الجديد 2025- 2026 لم ينطلق بعد، إلا أن أندية عديدة تتخبّط في دوامة من المشاكل؛ فشباب بلوزداد غيّر رئيسين في ظرف أسبوع واحد، أما وفاق سطيف وترجي مستغانم فهما من دون رئيس بعد استقالة الثنائي أعراب وتقي الدين.. والأمثلة عديدة، والعدوى وصلت إلى المدرِّبين، إذ استقال عمراني من مولودية وهران قبل بداية الموسم، وأندية أخرى لجأت إلى المدرِّب الأجنبي، غير أن الجميع متيقنٌ أن المدرب تحكمه النتائج، ففي الموسم الماضي قامت كل الأندية بتغيير مدربيها إلا شباب قسنطينة الذي احتفظ بخير الدين مضوي وأولمبي الشلف بسمير زاوي. وللصدفة فإن الثنائي هما حاليا من دون فريق، لأن الذين يسيّرون كرتنا المسكينة بأموال الدولة لا يثقون في المدرب المحلي، ويعتبرونه ضعيفا مقارنة بالمدربين الأجانب، إلا أن ذلك ليس حقيقة؛ لأن مضوي مثلا فاز في عام 2014 برابطة الأبطال الإفريقية التي عجز عن تحقيقها الأجانب الذين دربّوا الأندية الجزائرية وحصلوا على الملايير، كما ظفر في العام نفسه بكأس إفريقيا الممتازة، وسمير زاوي حقّق البقاء مع فريقه أولمبي الشلف رغم الأزمة المالية الكبيرة التي تخبّط فيها النادي الموسم الماضي، وبقي صامدا أمام أندية صرفت الملايير.
قرار الإتحاد الجزائري لكرة القدم تسقيف الأجور هو قرارٌ صائب، وعلى الأندية البحث عن مصادر تمويل أخرى بعيدة كل البعد عن الأموال التي تمنحها الدولة مثل ما فعلته مولودية الجزائر مع الشركة الصينية التي تعاقدت مع الفريق، زد على ذلك أنّ بعض رؤساء الأندية يتقاضون أجرة شهرية مقابل تسيير هذه الفرق.. ويحصلون على منح المباريات مثل كل اللاعبين.. أمور غريبة لا تحدث إلا في كرتنا، فلو كان المنتخب الوطني يعتمد على اللاعب المحلي لكان اليوم في الحضيض، ولولا قانون البهاماس لما رأينا منتخبنا يتوَّج بكأس إفريقيا 2019 وكأس العرب 2021.
شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين
The post هذه هي حقيقة الأندية الجزائرية appeared first on الشروق أونلاين.