أندريا ماسكاريتي: خطة ماتي ليست بمخطط استعماري جديد وهي تقوم على سياسة الند للند

المُؤكد اليوم بالنسبة لأندريا ماسكاريتي، رئيس مجموعة الصداقة الإيطالية_ الجزائرية بالبرلمان الإيطالي، أن “العلاقات الثُنائية التي تجمعُ بين الجزائر وإيطاليا تختلفُ تماما عما كانت عليه العلاقات مع بعض الدول الأوروبيةّ” في تلميح منه إلى فرنسا، ونفى المُتحدث في حواره مع “الوطنية تي في” أن تكون “خطة بلاده في إفريقيا والمعروفة باسم خطة ماتي هي مخطط […] The post أندريا ماسكاريتي: خطة ماتي ليست بمخطط استعماري جديد وهي تقوم على سياسة الند للند appeared first on الجزائر الجديدة.

يوليو 29, 2025 - 10:43
 0
أندريا ماسكاريتي: خطة ماتي ليست بمخطط استعماري جديد وهي تقوم على سياسة الند للند

المُؤكد اليوم بالنسبة لأندريا ماسكاريتي، رئيس مجموعة الصداقة الإيطالية_ الجزائرية بالبرلمان الإيطالي، أن “العلاقات الثُنائية التي تجمعُ بين الجزائر وإيطاليا تختلفُ تماما عما كانت عليه العلاقات مع بعض الدول الأوروبيةّ” في تلميح منه إلى فرنسا، ونفى المُتحدث في حواره مع “الوطنية تي في” أن تكون “خطة بلاده في إفريقيا والمعروفة باسم خطة ماتي هي مخطط استعماري جديد”، مُؤكدًا في السياق ذاته أن “ إيطاليا منذ أيام إنريكو ماتيي تسير على نهج التعامل من الند للند، وإيطاليا هي الدولة التي تمد يد العون أكثر من غيرها للدول الإفريقية من أجل التنمية وفي هذا السياق سيتم إنشاء مراكز أبحاث إنريكو ماتيي في الجزائر لتدريب الكفاءات الجزائرية وتطوير البحث العلمي ونقل التكنولوجيا خصوصا في المجال الزراعي بهدف جعل الجزائر مستقلة غذائيًا، إذ أن الهدف هو النقيض تمامًا للفكر الاستعماري والهدف هو الشراكة والتنمية المتبادلة وقد شاركت في المنتدى وشاهدت بنفس اللقاء الأخوي بين ميلوني وتبون فهو يُعبر عن كل شيء”.

الجزائر تُعتبر إيطاليا شريكا مُميزا، لاسيما في ظل توتر علاقاتها مع فرنسا وأيضا مع الاتحاد الأوروبي ، برأيك كيف ترى هذه العلاقات لا سيما إذا قارنا بين العلاقات الجزائرية _الإيطالية والعلاقات الجزائرية _الفرنسية؟

لنقل إن هذه القمة حققت نجاحًا مُهمًا جدًا، وبالنسبة لإيطاليا فإن الجزائر شريك استراتيجي منذ زمن طويل والعلاقات دائما كانت متينة لكنها اليوم أصبحت أقوى، ونحن ننظر إلى الجزائر على أنها شريك مُهم جدًا في منطقة البحر الأبيض المُتوسط ويمكنُ أن تكون قناة لتطوير العلاقات مع القارة الإفريقية، تمام كما يمكن أن تكون إيطاليا بالنسبة للجزائر قناة من أجل تطوير الاتفاقيات والعلاقات مع القارة الأوروبية ومع الاتحاد الأوروبي.

وهذا تمامًا ما تبحثه في اللقاءات التي عُقدت يومي 23 و24 يوليو في “فيلا بانفيلي خلال القمة الحُكومية وكذلك خلال المُنتدى الاقتصادي الذي أقيم في فندق باركو دي برينشيبي في روما، ولقد كان ناجحًا كثيرًا، حيث شارك جزء مهم من الحكومة الإيطالية والحكومة الجزائرية إلى جانب 500 شركة من إيطاليا والجزائر.

أما إذا تحدثنا عن العلاقات بين الجزائر وفرنسا والاتحاد الأوروبي، فعلى سبيل المثال خلال الأسبوع الماضي، باشرت بروكسل إجراءات تحكيمية ضد الجزائر متهمة إياها بفرض قيود على التجارة والاستثمارات وهُو ما يُعتبر خرقًا لاتفاق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والجزائر، ما تعليقك على هذا الموضوع؟

أعتقدُ أن موقف إيطاليا واضح فنحن نعمل على تعزيز العلاقات التجارية مع الجزائر، وفي الحقيقة لا أرغب في التطرق كثيرا للعلاقات الثنائية بين الجزائر وفرنسا لكنني أعتقد أن نهج إيطاليا مُختلف تمامًا لقد طورنا خطة “ماتيي” ونعلم أنها تُعد مرجعًا مُهمًا، وإيطاليا دائما كانت إلى جانب الجزائر مُنذُ أن نالت استقلالها الكامل وأعتقد أننا أثبتنا ذلك دائما، في الجزائر وهُناك أيضا حديقة تحمل اسم “ماتي”، وقد أعدنا إطلاق هذه الخطة وسُميت على اسمه تحديدًا لأننا نرغب في إرسال رسالة واضحة عن التعاون على قدم المساواة أي على نفس المستوى بين إيطاليا والجزائر وبين إيطاليا والدول الإفريقية، على عكس ما كانت عليه العلاقات مع بعض الدُول الأوروبية الأخرى عبر السنوات، لذلك أعتقد أن موقف إيطاليا اتجاه الجزائر واضح جدًا وصادق جدًا وشفاف ويعكسُ تضامُنا كبيرًا وقُربًا حقيقيا

السيد ماسكارتي ما ردك على من يقول إن خطة ماتي هي خُطة استعمارية جديدة؟

لا على العكس تمامًا، إنها خطة كما قالت ميلوني تقوم على أساس الندية فهي ليست خُطة استعمارية بأي شكل من الأشكال بعكس بعض القوى العُظمى التي ترى أنها تنهبُ إفريقيا اقتصاديا، فإن إيطاليا منذ أيام إنريكو ماتيي تسير على نهج التعامل من الند للند، وإيطاليا هي الدولة التي تمد يد العون أكثر من غيرها للدول الإفريقية من أجل التنمية وفي هذا السياق سيتم إنشاء مراكز أبحاث إنريكو ماتيي في الجزائر لتدريب الكفاءات الجزائرية وتطوير البحث العلمي ونقل التكنولوجيا خصوصا في المجال الزراعي بهدف جعل الجزائر مستقلة غذائيًا، إذ أن الهدف هو النقيض تمامًا للفكر الاستعماري والهدف هو الشراكة والتنمية المتبادلة وقد شاركت في المنتدى وشاهدت بنفس اللقاء الأخوي بين ميلوني وتبون فهو يُعبر عن كل شيء.

إذا نظرنا إلى السياق السياسي العالمي الحالي، أليس هُناك حاجة إلى شراكة اقوى بين الجزائر وإيطاليا؟

بالتأكيد الجزائر وإيطاليا تتحملان مسؤولية كبيرة وهي بناء تحالف كبير في منطقة البحر الأبيض المتوسط، فهناك اليوم قوى عُظمى تتدخل الآن في إفريقيا دون أن تنظر إلى البحر الأبيض المتوسط لكنني أعتقد أن العلاقة الطبيعية بين إفريقيا وأوروبا يجب أن تمر عبر البحر المتوسط وخصوصا عبر العلاقات الجزائرية -الإيطالية، واليوم هُناك رؤية مُشتركة بين البلدين سواء فيما يتعلقُ بالحرب في أوكرانيا أو ما يحدث في الشرق الأوسط، وكلا البلدين يعملان اليوم من أجل إيجاد حلول سلمية لهذه الحروب ولديهما نفس الرؤية الجزائر وإيطاليا ملتزمتان تماما بهذا المسار والنية المشتركة.

خلال القمة، قالت الجزائر إن إيطاليا هي حاليا الشريك التجاري الأكبر لها على مستوى العالم، ما تعليقك على هذه التصريحات؟

هي تصريحات دقيقة جدًا، تم توقيع العديد من الاتفاقيات الجديدة مثلا بين سونطراك وإيني الإيطالية بقيمة تتجاوز 1.3 مليار دولار في مجال الهيدروكربونات ونعمل أيضًا على مشاريع في مجال الطاقات المتجددة والهيدروجين مثل مشروع ممر الهيدروجين الجنوبين كذلك تم التوقيع على اتفاقيات مهمة مع ألجيري تيليكوم لإنشاء كابل بحري للاتصالات ومشروع الربط الكهربائي “ميديلينك” وكذلك تم الإعلان عن تطوير مصنع وهران بالتعاون مع ستيلانتيس لإنتاج السيارات وتحويل المدينة إلى مركز صناعي ضخم لصناعة السيارات، وهناك قطاعات كثيرة ومتنوعة دُون أن ننسى الاتفاقيات في مجال الأمن في المُتوسط إضافة إلى اتفاقيات صناعية كثيرة تم توقيعها خلال يومي القمة في روما، والرؤية اليوم جد واضحة الآن والهدف منها تنويع الشراكات وليس الاقتصار فقط على الطاقة كما في السابق بل التوسع إلى قطاعات مُعينة ومشاريع زراعية مثل مشروع مركز إنريكو ماثيي الزراعي الذي يرتبط أيضا بمشروع شركة “بونيفيكي فيراريزي” في الجزائر ولا ننسى أيضًا الاتفاق بين وكالتي الفضاء الجزائرية والإيطالية لتطوير التعاون في مجال الأقمار الصناعية، مراقبة الأراضي والسواحل والحدود حيث يمكن لإيطاليا أن تُقدم الكثير من الخدمات والتقنيات، فالآفاق مُشرفة جدًا.

ويُمكننا أن نقول بثقة أن العلاقات بين الجزائر وإيطاليا لم تكن يومًا بهذه القوة. 

كتب الحوار: فؤاد ق

The post أندريا ماسكاريتي: خطة ماتي ليست بمخطط استعماري جديد وهي تقوم على سياسة الند للند appeared first on الجزائر الجديدة.