“إسرائيل الكبرى” والعقول الصغيرة

في الوقت الذي تسعى فيه دولٌ عربية كثيرة للأسف، إلى نزع سلاح المقاومة الإسلامية في لبنان وفلسطين، وترى بأنها هي سبب النكبات والمآسي التي حدثت في فلسطين، وفي الوقت الذي يرى كثيرون للأسف أيضا من المحللين والدعاة والسياسيين بأن المقاومة قامرت وغامرت في “طوفان الأقصى”، فتسبّبت في تدمير شامل لقطاع غزة، يطلّ بنيامين نتنياهو ليعلن […] The post “إسرائيل الكبرى” والعقول الصغيرة appeared first on الشروق أونلاين.

أغسطس 15, 2025 - 18:41
 0
“إسرائيل الكبرى” والعقول الصغيرة

في الوقت الذي تسعى فيه دولٌ عربية كثيرة للأسف، إلى نزع سلاح المقاومة الإسلامية في لبنان وفلسطين، وترى بأنها هي سبب النكبات والمآسي التي حدثت في فلسطين، وفي الوقت الذي يرى كثيرون للأسف أيضا من المحللين والدعاة والسياسيين بأن المقاومة قامرت وغامرت في “طوفان الأقصى”، فتسبّبت في تدمير شامل لقطاع غزة، يطلّ بنيامين نتنياهو ليعلن ارتباطه العاطفي برؤية “إسرائيل الكبرى”، وما كان يجرؤ ليقولها لولا أن في البال مقاومة فقدت قادتها من الشهيد يحيى السنوار إلى الشهيد السيد حسن نصر الله، وبأن عرب الزمن الأغبر، يريدون كسر شوكتها وترك الصهاينة وحدهم في ساحة لا يريدون فيها شبرًا لغيرهم.
وفي الوقت الذي حلم فيه عرب، وما أكثرهم، بعلمانية الدول ونزع كلمة “إسلام” أو جهاد لقبا وروحا، من مختلف الحركات والأحزاب، قالها نتيناهو لقناة i24 الإسرائيلية، بالفم العبري المليان: “إنني في مهمة تاريخية وروحانية”، وبصم على ما يعلكه معهد “التوراة والأرض” الصهيوني عن “إسرائيل التاريخية” من نهر الفرات شرقا إلى نهر النيل جنوبا، من دون أن يثور خرير هذا النهر أو ذاك، وكانت أمواجه وسيوله تتحوّل إلى دموع، كلما ورد البحيرة وردُ المقاومة شاربا، وورد الفرات زئيره والنيلا، على حدّ أبيات المتنبي.
عندما تقرأ كتاب “الشوك والقرنفل” للشهيد يحيى السنوار ترى أحلامه مسالِمة لم يذكر غير الاحتلال بسوء، لا يريد من أرض الدنيا غير أرضه ولا من هواء الطبيعة غير هوائه، وعندما تستمع لخطابات الشهيد حسن نصر الله، تقرأ بأنه لا يريد للبنان غير لبنان، ولا لبيروت غير صيحة ماجدة الروحي: “قومي من تحت الردم” ولا حبّا سوى صرخة فيروز: “بحبك يا لبنان يا وطني الغالي”.
ومع ذلك أقاموا الأفراح لاستشهادهما، وما ردّدوا حتى كلمة “تنديد” ولا نقول “نحيب” لصرخة نتنياهو وهو يتحدّث عن “إسرائيل الكبرى” التي تأخذ من بساتينهم ومن غرف نومهم ومن منابرهم مساحات شاسعة.
تشعر وأنت ترى رأي بعض الأعراب في المقاومة ودعمهم لنزع سلاحها، ولا رأي لهم في أقوال وأفعال نتنياهو، بأنهم جميعا نتنياهو، فهم لم يحرّكوا ساكنا عندما قال دونالد ترامب ولم يكن حينها نزيل البيت الأبيض، أن خارطة الكيان صغيرة جدا، وأنه سيسعى لتوسيعها، ليفهموا الآن بأن مشروع “الماسونية الحديثة” المسمّاة “الصهيونية”، إنما هو إعادة رسم الخرائط وتوزيع السكان والإبادة لمن يرفض قانون الغاب الجديد.
قديما جدًّا قال الفيلسوف أرسطو: “الطبيعة لا تحبُّ الفراغ”، وواضحٌ بأن هذا الكائن الغريب “نتنياهو” قد وجد فراغا مهولا في الأرض الشاسعة التي تحيط بكيانه المزروع فباشر الاتساع، فمعهد التوراة والأرض رسم “إسرائيل الكبرى” من النيل إلى الفرات، وترامب وعد بتوسيعها ونانياهو جاء الآن ليعلن ارتباطه العاطفي بها. وبين هذا وذاك يوجد الصمت.. عفوا الفراغ.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post “إسرائيل الكبرى” والعقول الصغيرة appeared first on الشروق أونلاين.