الجزائر لن تسمح بالعبث في أمن واستقرار منطقة الساحل الإفريقي

أرسلت الجزائر تهديدات مبطّنة إلى بعض الدول العربية الراعية والداعمة للخراب والأزمات في المنطقة، مفادها أنّها لن تسمح بالعبث في أمن واستقرار جوارها، المتمثل في منطقة الساحل الإفريقي، التي تعتبرها امتدادًا استراتيجيًا لأمنها واستقرارها، بما في ذلك مالي والنيجر وتشاد وبوركينافاسو، التي تشهد خلال الأشهر الأخيرة توترات جراء تنامي النفوذ والتدخلات الأجنبية الهادفة إلى خلق […] The post الجزائر لن تسمح بالعبث في أمن واستقرار منطقة الساحل الإفريقي appeared first on الجزائر الجديدة.

مايو 27, 2025 - 20:47
 0
الجزائر لن تسمح بالعبث في أمن واستقرار منطقة الساحل الإفريقي

أرسلت الجزائر تهديدات مبطّنة إلى بعض الدول العربية الراعية والداعمة للخراب والأزمات في المنطقة، مفادها أنّها لن تسمح بالعبث في أمن واستقرار جوارها، المتمثل في منطقة الساحل الإفريقي، التي تعتبرها امتدادًا استراتيجيًا لأمنها واستقرارها، بما في ذلك مالي والنيجر وتشاد وبوركينافاسو، التي تشهد خلال الأشهر الأخيرة توترات جراء تنامي النفوذ والتدخلات الأجنبية الهادفة إلى خلق بؤرة توتر إقليمية تسهم في محاصرة الجزائر وزعزعتها أمنيًا وجيوسياسيًا، بما في ذلك التعاون المغربي والإماراتي المدعومين إسرائيليًا في المنطقة، إلى جانب روسيا التي تسعى من خلال تشكيلات مرتزقتها “فاغنر” لملء الفراغ الذي تركته القوات الفرنسية، والتمدد أكثر في المنطقة، بما يتماشى مع مصالحها الاستراتيجية.

وباعتبار أن الجزائر حريصة على أمنها وسلامة امتداده الاستراتيجي بالمنطقة، فقد أكد وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، في كلمته بمناسبة إحياء يوم إفريقيا، إنّ “الجزائر لم ولن تدير ظهرها لانتمائها الإفريقي بصفة عامة ولجوارها الساحلي بصفة خاصة”، قائلاً في هذا الصّدد: “لم ولن تسمح بالعبث في أمن واستقرار جوارها وفضاء انتمائها، لأن أمنها واستقرارها من أمن واستقرار جوارها وفضاء انتمائها”، مضيفًا أنها “ستبقى حريصةً أشد الحرص على سيادة دول جوارها، وعلى سلامة أقاليمها الوطنية، وعلى وحدة أراضيها وشعوبها، بذات القدر الذي تحرص فيه على سيادتها وسلامتها ووحدتها”.

وفي أعقاب المزاعم والأكاذيب التي يروّج لها نظام المخزن المغربي، المنصاع والمتآمر مع الإماراتيين والكيان الصهيوني لاستهداف الجزائر، والزج بها في معترك الخلافات والنزاعات مع بلدان الساحل الإفريقي، عبر الترويج لأسطوانة “دعم الإرهاب” تارةً، و”التمدد الجزائري المزعوم في منطقة الساحل” تارةً أخرى، شدّد الوزير عطّاف أمام السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر بالقول إن “الجزائر تبقى حريصة أشد الحرص على سيادة دول جوارها وعلى سلامة أقاليمها الوطنية وعلى وحدة أراضيها وشعوبها، بذات القدر الذي تحرص فيه على سيادتها وسلامتها ووحدتها”، كما “ستبقى على الدوام داعمة ومناصرة ومنخرطة في أي جهد من شأنه مقارعة التحديات التي تتربص بها وبأشقائها على حد سواء”.

وتصاعد التوتر الدبلوماسي في الأسابيع الماضية بين الجزائر وتحالف الساحل، الذي يتكون من مالي وبوركينا فاسو والنيجر، وذلك على خلفية إسقاط الجيش الجزائري لمسيرة تركية من نوع “بيكار بيرقدار“، يستخدمها الجيش المالي، كانت قد اخترقت الأجواء الوطنية على مسافة 2 كيلومتر، وهو الأمر الذي لم تستسغه الزمرة الانقلابية بمالي، وذهبت إلى اتهام الجزائر بـ”دعم الإرهاب”، وهي الاتهامات التي اعتبرتها الجزائر تفتقر إلى الجدية، إلى درجة أنها لا تستدعي الالتفات إليها أو الرد عليها”.

وتولت الجزائر سحب سفرائها من النيجر وبوركينا فاسو ومالي وذلك ردًّا على خطوة مماثلة من هؤلاء، وأعلنت أيضا إغلاق مجالها الجوي أمام الطائرات المالية في تطورات متسارعة لمسار الأزمة بين باماكو والجزائر.

صراع لتحويل منطقة إلى ساحة مفتوحة

وقبل هذه الأزمة التي حدثت بين الجزائر ومالي ودول الساحل، كان هناك صراع دولي واتهامات متفاقمة لتحويل منطقة الساحل الإفريقي إلى ساحة صراع مفتوحة بين الدول الكبرى وخاصة بين المعسكر الشرقي المتمثل في روسيا والصين والمعسكر الغربي المتمثل في الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين للصراع على هذه المنطقة المليئة بالثروات النادرة من الذهب واليورانيوم وغيرها من المعادن، إضافة إلى الموقع الاستراتيجي.

وبحسب محللين، فإن الأزمة الحالية بين الجزائر ودول المنطقة هي أيضاً نتيجة للصراع على النفوذ والتنافس الدولي حتى دخلت دول مثل تركيا وإيران إلى جانب روسيا وتركيا والمغرب والإمارات المدعومين من الكيان الإسرائيلي وغيرهما لتجد موطئ قدم لها في هذه المنطقة الاستراتيجية والغنية بالموارد والثروات، إلى جانب طبيعتها الاستراتيجية كامتداد استراتيجي وإقليمي للجزائر.

كما يرى هؤلاء أن الجزائر تدرك تماماً أن هذا الاعتداءات والتوترات المتفاقمة بمنطقة الساحل، أيضاً لا يمكن أن يكون بعيداً عن ارتهان أسيمي غويتا قائد الانقلاب العسكري بمالي وحلفائه الإقليميين لأجندات دولة أو مجموعة دول ذات مصالح لزرع الخراب وعدم الاستقرار في الإقليم، تريد أن توظفهم من أجل أن تخلق مناخاً وبيئة غير مستقرة ومتوترة في حدود الجزائر الجنوبية، وسط حالة من الانقسامات في مالي بشأن “اتفاق السلام” الذي رعته الجزائر مع المجموعة الدولية، في وقت تواجه البلاد اضطرابات أمنية وأعمال عنف منذ 2012، بينما انسحب المجلس العسكري من كل التحالفات التي تربطه مع أوروبا ليكوّن تقارباً مع روسيا ويسمح بوجود قوات “فاغنر” داخل أراضيها، وهو ما جعل المنطقة تعيش حالة من التجاذبات الإقليمية وعدم الاستقرار السياسي والأمني. عبدو.ح

The post الجزائر لن تسمح بالعبث في أمن واستقرار منطقة الساحل الإفريقي appeared first on الجزائر الجديدة.