الدخول المدرسي بين ضعف الدخل وغلاء الأدوات
· الخبير التربوي ينينه: غلاء المعيشة يفقد التلميذ حماسه اتجاه الدراسة · الأخصائية النفسية بعداش: ضعف القدرة الشرائية يؤثر سلبا على نفسية التلميذ مع اقتراب الدخول المدرسي، تعيش العديد من الأسر الجزائرية حالة من القلق والتوتر، حيث باتت هذه المناسبة التي يفترض أن تكون موسما للفرح والأمل، تتحول إلى مصدر رعب يرهق جيوب …

· الخبير التربوي ينينه: غلاء المعيشة يفقد التلميذ حماسه اتجاه الدراسة
· الأخصائية النفسية بعداش: ضعف القدرة الشرائية يؤثر سلبا على نفسية التلميذ
مع اقتراب الدخول المدرسي، تعيش العديد من الأسر الجزائرية حالة من القلق والتوتر، حيث باتت هذه المناسبة التي يفترض أن تكون موسما للفرح والأمل، تتحول إلى مصدر رعب يرهق جيوب الأولياء ونفسياتهم.
وفي هذا السياق، يؤكد المستشار التربوي ينينة محمد أن معاناة المواطن الجزائري تعود أساسا إلى سببين رئيسيين.
موضحا في اتصال له مع يومية الوسط، ان السبب الأول يتمثل في ضعف الدخل الشهري الذي لا يواكب الزيادات المتسارعة في أسعار السوق. ورغم الزيادات التي أقرها رئيس الجمهورية لصالح العمال، إلا أن هذه الأخيرة – كما يوضح – “تظل غير كافية أمام الغلاء الملتهب الذي تشهده الأسواق، بفعل ما وصفه بعصابات الأحياء والدكاكين التي تستنزف جيوب المواطنين من خلال رفع الأسعار بشكل غير معقول”. أما السبب الثاني، حسب الخبير التربوي، فيكمن في الغلاء الفاحش للأدوات المدرسية.
وتابع القول: “فولي الأمر الذي يملك ثلاثة أبناء مدرسيين قد يضطر لإنفاق ما يعادل راتبه كاملاً فقط لتوفير اللوازم الأساسية، وهو ما يضعه في مأزق حقيقي قد يقوده إلى الاستدانة أو السؤال، الأمر الذي ينعكس سلبا على استقراره النفسي وقدرته على تسيير أسرته.
ويحذر المستشار التربوي من انعكاسات هذه الأوضاع على التلميذ نفسه، إذ قد يفقد حماسه تجاه الدراسة والاجتهاد، ما يؤدي إلى تدني النتائج أو حتى الرسوب والانقطاع المبكر عن الدراسة.
وختم ينينة محمد بالتأكيد على ضرورة إيجاد حلول جذرية من أجل حماية المدرسة الجزائرية والتلميذ على حد سواء، عبر ضبط الأسواق، ومرافقة الأسر محدودي الدخل، حتى يظل الدخول المدرسي مناسبة لبث الأمل لا مصدراً للقلق والمعاناة.
شريحة واسعة تعاني
من جهتها، ترى المختصة في الاجتماع سميرة الهاني بعداش في حديثها ليومية الوسط، أنه مع بداية الدخول الاجتماعي والمدرسي، يجد التلاميذ وأوليائهم أنفسهم في سباق مع الزمن لاقتناء المستلزمات الدراسية الضرورية.
وإذا كانت بعض الأسر تستفيد من منحة التمدرس والدعم الاجتماعي، فإن شريحة واسعة تعاني من العجز عن توفير الأدوات والمئزر واللباس الجديد، ما يترك آثاراً نفسية سلبية على التلميذ.
وحسب الخبيرة النفسية سميرة بعداش، فإن الحرمان العاطفي الناتج عن نقص الحب والاهتمام داخل الأسرة، سواء بسبب الطلاق أو الانفصال أو وفاة أحد الوالدين، يؤثر بشكل مباشر على التحصيل الدراسي للتلميذ. وأوضحت أن هذا الحرمان يضعف المشاركة الوجدانية، ويعيق بناء علاقات اجتماعية طبيعية، ما يؤدي إلى ضعف التركيز وتدني المستوى الأكاديمي.
وأضافت أن التنمر اللفظي والمعنوي داخل المؤسسات التعليمية، إلى جانب الاستصغار والتمييز، كلها عوامل تغذي مشاعر الدونية لدى الطفل، وتؤدي إلى فقدان الثقة بالنفس وظهور اضطرابات نفسية مثل القلق والاكتئاب.
وتابعت أن هذه البيئة السلبية قد تنتهي بظهور ما يُعرف بـ “الرفض المدرسي”، حيث يعزف التلميذ عن الذهاب إلى المدرسة لارتباطها بخبرات غير سارة.
وأكدت بعداش أن الحل يكمن في تعزيز الأمن العاطفي داخل الأسرة، وتفادي مقارنة الطفل بأقرانه، إضافة إلى إطلاق ورشات تدريبية لفائدة الأولياء والمربين لتعلم كيفية التعامل مع هذه الفئة، إلى جانب الدعم المادي والمعنوي من أجل خلق بيئة مدرسية إيجابية تساعد التلميذ على التحصيل العلمي وتحقيق التوازن النفسي.
بوماجن روميسة